مجدي الحداد يكتب :وماذا بعد أن درست الدولة لمدة 50 عاما ..؟!

profile
مجدي الحداد كاتب ومحلل سياسي
  • clock 23 أبريل 2021, 5:22:59 م
  • eye 1019
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01


وسنتجاوز عن تلك الكذبة ، أو الفرية ، لأنه ومع الأخذ في الاعتبار الوقت الذي أطلقتها فيه ، فيفترض أن عمرك وقتها كان حوالي 10 سنوات ، 

وبعدها بحوالي 20 سنة ، أي وأنت في الخدمة وعمرك 30 عاما ظلت تلاجتك فاضية مفيهاش غير مياه - ولا ندري كيف سيكون الحال بعدئذ حقيقة 

، وبعدما ورطت مصر ، ولأجيال وأزمان قادمة ، لا يعلم أمدها ومداها إلا الله ، بمؤامرة توقيعك على اتفاقية المبادئ ..! - فقط ، ولمدة 10 سنوات ، ما يعني أن عمرك صار بعدها 40 عاما .

الغرض من تلك المقدمة ، أو السردية ، البسيطة هي فقط إلقاء بعض الضؤ على النهج أو المقاربة الاستراتيجية ، 

والتي يبدو إنها اعتمدت على الخداع الإستراتيجي - بتاع مثلك الأعلى ؛ السادات - في حكم ما يفترض إنه شعبك ،

 وحيث تأثرت ذات مرة ورقرقت العبرات وانهمرت من مقلتيك على وجنتيك ، وقلت : " أن هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه " 

؛ واليوم ترفع سعر البنزين ، و ربما للمرة العاشرة منذ أن توليت ..!

إذن فعندما كنت تخطب ذات مرة وانت جالس وظهرك للجمهور وتقول : " ... وشريف قوي إن شاء الله ، وصادق قوى إن شاء الله .... إلخ " 

، فأعتقد أن هذا الكلام في حاجة إلى إعادة مراجعة ، وحيث صار كل شيء على المحك ..!

ولنعود إذن إل  مقولة دراسة الدولة لمدة 50 عاما ، و نحاول معاينة ما  نراه الآن على أرض الواقع ، وما ابتليت به مصر وابتلينا به جميعا من كوارث ؛

 ولنعدد بعضها الآن على سبيل المثال والتذكر ، وكذلك الذكرى التى قد تنفع المؤمنين ، فأول تلك الكوارث بدأ بمسلسل التفريط في جزر وأصول مصر وأحيل هنا ،

 وللإختصار ، إلى مقال سابق لي على هذه الصفحة بعنوان ؛ " سلم العهدة " ، وبعدئذ تتوالى سلسلة الإنهيارات من إنهيار العمارات إلى بعض الجسور ، 

ومن ثم البنية التحتية ، لتنتقل عدوى الإنهيارات بعدئذ إلى البنية الفوقية ذاتها ؛ كإنهيار منظومة التعليم والصحة والمواصلات وحتى الثقافة والذوق العام - فمصر الآخيرة الآن مثلا من ناحية تطعيم شعبها ضد وباء كورونا 

، لكنها الأولى في العالم في استعراض جثث وجثامين موتاها في شوارع العاصمة - وهذا فضلا عن تراجع دور مصر ،

 وبشكل هزلي ومخزي ، عربيا وإقليميا ودوليا وحتى إفريقيا ، وآية ذلك ، وهذه الأيام اختيار الأمم المتحدة لدولتين عربيتين لحضور مؤتمر المناخ القادم ليس بينهما مصر ؛ 

وهما كل من السعودية والإمارات ..!

إذن فالسؤال هو ؛ ماذا كان الغرض من تلك الدراسة ..؟!

هل كان مقصود منها البناء مثلا والتراكم المعرفي ، وما يحفز ويساهم ، وفي نهاية المطاف ، بالإرتقاء بالوطن ، والمواطن المصري ذاته ماديا و معنويا - أو يا أخي الحفاظ حتى على مستواه المادي الذي كان عليه قبل توليك "هدم مصر" ،وانهزام وانسحاق وسحق المواطن المصري ؛ في داخل بيته وخارجه ..؟! 

أم كان المقصود مثلا شيء أخر ..؟!

فالمحامون مثلا في العالم نوعين ، أحدهما يدرس القانون لتخرى العدالة ، والأخر يدرس القانون ليتحرى ويتسنى له النفاذ من بين ثغراته ليحق الباطل ويبطل الحق ، 

كفريد الديب مثلا محامي الجواسيس الذي ترافع عن عزام عزام ثم عن محمد حسني السيد مبارك ..؟!

طب لو السؤال صعب شوية هقربلك الإجابة ؛ هل درست الدولة لمدة 50 عاما لكي توقع في النهاية على إتفاقية المباديء التى ستحرم - أو حرمت بالفعل ،

 ما لم يكن هناك إجراء فوري بإلغاء هذا التوقيع المشؤوم - مصر من مياه النيل ، والذي هو شريان حياتها وشفرة حضارتها ..؟!

يا ريتك يا أخي ما درستها ولا حتى ثانية ، دا بافتراض صحة أو صدق أو مصداقية ما تقوله أصلا..!

التعليقات (0)