مجدي الحداد يكتب : ما بين الذباب الإلكتروني و رسائل السامسونج

profile
مجدي الحداد كاتب ومحلل سياسي
  • clock 27 أبريل 2021, 1:07:34 ص
  • eye 958
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كل المنشورات والتعليقات بشأن وفاة الطيار أشرف أبو اليسر ، خضعت للأسف للمسار والاتجاه التي تبنته اللجان الإلكترونية ، والتي ينفق عليها النظام المليارات - في بلد فقير قوي ..!

وكان لابد من تطوير دور تلك اللجان ليتناسب مع طبيعة المرحلة - ليس بمبادرة منهم وليعاذ بالله ،

 فربما كان أهم شرط من شروط إختيارهم أن يخضعوا تماما لما يطلب منهم ، وبدون تفكير أو حتى مناقشة ؛ كجنود الأمن المركزي المساكين ..! 

- من السب بأقذع الشتائم والسباب لمعارضي النظام وممن يهجمون عليهم حرفيا كالذباب ، وذلك عندما يتعرض أي أحد - حتى ولو كان من داخل النظام - بالنقد لسيدهم أو أحد أزلامه أو سياسات أي منها الكارثية ،

 إلى دور أخر - ومن دون التخلي عن الدور الأول بطبيعة الحال - وهو تبني إتجاهات ومسارات معينة وتوجيه أو حتى سوق الجميع إليها سوقا ،

 وذلك كأحد سبل الإلهاء التعبوي - وهذا يختلف طبعا عن المعنوي ، ولكن غير بعيد عن الشؤون المعنوية ..! - وحرف الأنظار عمدا ، ومع سبق الإصرار والترصد ، 

عن قضايا أخرى أكثر حيوية ودينامية وضرورية وحتى وجودية - كسد النهضة مثلا أو سد الموت ، وغيره ..!

والأمثلة على الإلهاء التعبوي ، والذي يسير ويهيج فيه ، كما يهيج غيره ويغريه بالمشاركة والانغماس فيه ، الذباب الالكتروني ، 

هو كرة القدم مثلا وبشكل أساسي ، ويلي ذلك عالم التمثيل ، أو ما يطلقون عليه ظلما وجورا وتزويرا عالم الفن 

، والفنانين والفنانات ، والأصح هو عالم التمثيل وبالإنجليزية acting - وقديما كان يطلق عليه التشخيص ؛ من شخصية character - والممثلين acters - وقديما المشخصاتية - والممثلات actresses . 

إذن فحتى في العالم الأول ، وحيث كتبت الرواية لأول مرة ، كما اخترع كل من السينما والمسرح والتليفزيون ، فيقال على المشغلين بهذه العوالم ممثلين وممثلات وليس فنانين أو فنانات .

وبما أن النظام خصخص وباع كل شيء تقريبا لكنه وفي ذات الوقت أمم كل " المديا " ، من صحافة و سينما ومسرح - إن وجد - وتليفزيون وحتى الفضائيات المصرية الخاصة ..! 

وقد صار كل من يريد ، أو يطمع أو يطمح ،  في ذهب المعز أن يخضع تماما لأوامره وإرادته - وليعاذ بالله - حتى لو طلب منه / أو منها أن يرقص/ 

أو ترقص رقصة بنت العمدة أو رقصة "الإستربتيز" - وقد حدث كثيرا كثيرا ؛ وعندما قالت إحداهن ؛ " وأما بنعمة ربك فحدث " ؛ استغفر الله العظيم ..!

ومن هنا ، وباختصار ، وحتى لا نطيل ، لا يجب أن نخرج كل ما كان يقوم به -

 ولا يزال - الممثل محمد رمضان من تصريحات وأفعال وردود أفعال - وحتى صوره في حمام السباحة الخاص به وهو يلقى بنقود ورقيه قيل إنها غير حقيقية ، وكذا ملابسه الغريبة "واكسسواراته " 

، واسطول سياراته ، وطائراته...إلخ ،  عن توجيهات وأوامر يمكن أن تأتيه أيضا عبر سامسونج .

 ومن ثم فلا يجب أن يستثنى من ذلك بطبيعة الحال ذلك السجال الذي حدث بينه وبين الطيار الراحل أشرف أبو اليسر ، 

وقيل أنه هو السبب ، أو المتسبب في وفاته - والأعمار بيد الله سبحانه وتعال طبعا - ولكن في الحقيقة كان هو الأداة التي قد تكون تسببت في وفاته 

. ولكن القاتل الحقيقي هو ذاك الذي كان ، ولا يزال ، يقف من خلف " سامسونج " ، ويرسل له الرسائل عبره ..!

إذن ؛ فقد نجح الذباب الإلكتروني بالفعل في نشاطه الجديد في حرف وتحويل أنظار الكثيرين ، وحتى اللحظة - حتى قد أدخلوا أيضا عمرو أديب في اللعبة ، 

وحتى يزداد الأمر سخونة وإثارة بزعيق وصريخ وصرخات عمرو المعروفة - عن أخطر ما تمر ، أو مرت به مصر ، عبر تاريخها كله ،

 وهو سد النهضة ، وتوقيع السيسي على إتفاقية المبادئ في مارس 2015 ، وحيث بخس بتوقيعه المشؤوم كافة حقوق  مصر التاريخية في مياه النيل ..!

التعليقات (0)