محللون: انهيار سد كاخوفكا ضربة جديدة لأمن القمح في الشرق الأوسط

profile
  • clock 10 يونيو 2023, 4:54:01 ص
  • eye 643
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

 اعتبر محللون أن انهيار سد كاخوفكا الذي يقع في منطقة خيرسون الخاضعة للسيطرة الروسية في جنوب أوكرانيا قبل يومين، سيوجه ضربة جديدة لأمن القمح في الشرق الأوسط.

وبينما اتهم الجيش الأوكراني وحلف شمال الأطلسي (الناتو) روسيا بتفجير السد، أنحت روسيا باللائمة على أوكرانيا لكن المحصلة تظل أن مياه التي كان يحتجزها السد غمرت المنازل والحقوق الزراعية عبر جنوب شرق أوكرانيا.

لكن وفق محللون تحدثوا إلى موقع ميدل إيست آي البريطاني، فإن تداعيات انهيار سدج كاخوفكا لن تبقى حبيسة أوكرانيا التي تعد واحدة من المنتجين الرائدين في العالم للمحاصيل الزراعية كالقمح والشعير، ولكن سوف تمتد إلى الشرق الأوسط.

وكنتيجة فورية لانهيار السد، ارتفعت أسعار المحاصيل الزراعية العالمية، وسجل القمح زيادة 2.4 % الثلاثاء، وارتفعت الذرة بنسبة 1%، قبل أن تنخفض قليلاً بحلول يوم الخميس.

وقال فاضل الزعبي، الخبيرُ في الأمن الغذائي والطوارئ وسفير الأمم المتحدة للأغذية سابقاً بأن الفيضانات الناجمة عن السد ستعرقل بشدة قدرة خرسون على إنتاج الحبوب.

وأضاف الزعبي: "سينهي الفيضان الزراعة في المنطقة ويعرقل تربية الأسماك، ويمنع المزارعين من الوصول إلى الأراضي. بالإضافة إلى ذلك، سوف تتسرب المواد الكيميائية والتلوث إلى المياه، ونرى من الممكن أن تتحرك الألغام إلى السطح وتنفجر".

يعتقد اقتصاديو الأمم المتحدة أن الفيضانات الناجمة عن انهيار السد سوف تؤدي إلى تدمير كامل لمحصول القمح والشعير وبذور اللفت لهذا العام في المناطق الجنوبية لأوكرانيا.

ولكن الزراعات التي زرعت في الربيع، مثل الذرة وفول الصويا دوار الشمس، يمكن أن تنجو إذا تراجعت الفيضانات.

وتم بناء السد في الحقبة السوفيتية وهو واحد من ستة سدود تقع على طول نهر دنيبرو، الذي يمتد على طول الطريق من أقصى شمال البلاد إلى البحر في الجنوب.

وتحتل روسيا الضفة اليسرى أو الجنوبية بينما تسيطر أوكرانيا على الضفة اليمنى أو الشمالية في منطقة خيرسون.

وكانت المياه المخزّنة في السد تستخدم لتزويد المزارع التي تنمو فيها الفواكه والحبوب والقمح.

ويحتوي السد على 18 كيلومترًا مكعّبًا من المياه التي استخدمت أيضًا لتشغيل محطة توليد الكهرباء الهيدروكهربائية المجاورة ومحطة الطاقة النووية زابوريجيا، حيث تقع كل منهما تحت سيطرة روسيا.

وسيتأثر سكان شبه جزيرة القرم التي تحت سيطرة روسيا، حيث يحتاج 70 ألف شخص في المنطقة الآن إلى مياه نظيفة.

وأفاد الخبير الاقتصادي الأردني حسام عايش بأن المحصول الشتوي المتضرر لا يمكن استبداله، مما يعني أن أسعار الحبوب في الشرق الأوسط قد ترتفع.

على سبيل المثال، فإن القمح هو شريان الحياة لمصر، حيث يعتمد السكان هناك البالغ عددهم 100 مليون شخص بشدة على الخبز كطعام أساسي. وفي بداية الغزو الروسي، استوردت مصر 85% من القمح من أوكرانيا وروسيا.

وتعتبر مصر واحدة من أكبر مستوردي القمح في العالم. إذ استوردت 13.3 مليون طن من القمح بين يوليو/تموز 2020 ويونيو/ حزيران 2021، بينهم 8.96 مليون طن من روسيا.

لكن هذه الأرقام انخفضت بسبب أن الحرب الروسية الأوكرانية أحدثت اضطرابًا مؤقتًا في شحنات الحبوب من البحر الأسود وتلفت المناطق الزراعية.

وبدلاً من ذلك، حاولت مصر اللجوء إلى صناعتها الزراعية الخاصة. لتحفيز المزارعين على زراعة القمح هذا الموسم، رفعت الحكومة المصرية في أبريل/نيسان سعر 150 كيلوجرامًا من القمح إلى ما يقرب من 1500 جنيه مصري (48.59 دولارًا أمريكيًا)، وهو زيادة بنسبة 50% تقريبًا عن العام الماضي.

وجدير بالذكر أن مصر شهدت تاريخيًا عديد من الانتفاضات احتجاجًا على زيادة أسعار الخبز والقمح.

 بينما تعتمد مصر والعديد من الدول الأخرى في منطقة الشرق الأوسط على القمح المستورد، تعد تركيا واحدة من الدول القليلة التي تتمتع بالاكتفاء الذاتي إلى حد كبير، إذ تنتج 20 مليون طن لتلبية احتياجاتها المحلية.

وقال عايش "تركيا تستورد القمح ولكن فقط لاستخدامه في المنتجات التجارية التي ستصدرها بعد ذلك ... بعض تلك الواردات تأتي من روسيا وأوكرانيا، لكن الأمن الغذائي لتركيا لا يعتمد عليها".

من جانبه، رأي الزعبي أن العام الماضي بلغ إجمالي إنتاج القمح في جميع أنحاء العالم 770 مليون طن، مشيرا إلى أن حوالي 200 مليون طن من القمح فقط يتم تداولها في السوق العالمية، والبقية تستهلك محليًا.

كانت صادرات أوكرانيا السنوية من القمح قبل الحرب حوالي 16 مليون طن، بينما صدرت روسيا 43 مليون طن.

ورجح الزعبي انخفاض الأسعار إلى مستوياتها السابقة، لافتا إلى أن انتاج الحبوب والقمح في أوكرانيا تلقى بالفعل ضربة كبيرة عندما بدأت الروسية الأوكرانية في فبراير شباط العام الماضي.

وأوضح: حصة أوكرانيا في تصدير القمح ليست ضخمة مقارنة بالدول الأخرى.. الدول التي اعتمدت على أوكرانيا زادت مخزونها من القمح [من مصادر أخرى] هذا العام، ولا أعتقد أنه سيكون هناك طلب كبير. لذلك ستستقر الأسعار."

 

 

المصادر

المصدر | ميدل إيست آي

التعليقات (0)