محللون: لقاء بايدن الرئيس عباس مُجاملة سياسية ولا رهان على الإدارة الأمريكية

profile
  • clock 16 يوليو 2022, 7:02:25 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

180 تحقيقات - تقرير أسعد البيروتي

شكّلت زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، ردود فعلٍ متباينة بين القوى الوطنية والإسلامية، حيث رحّبت حركة فتح بالزيارة أملةً أن تُحقق أهدافها في تطبيق الوعودات الأمريكية المتعلقة بوقف الاستيطان واحترام سلطات الاحتلال الوضع القائم في مدينة القدس.

وفي الوقت ذاته، ترى الفصائل الفلسطينية الأخرى أن زيارة بايدن جاءت لتلميع صورة الاحتلال وتنصله من جريمة اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، وللتأكيد على الانحياز الأمريكي لدولة الاحتلال لضمان أمن وسلامة “الإسرائيليين”.

يُشير مراقبون ومحللون، إلى أن الزيارة لن تعود بالنفع أبدًا على شعبنا الفلسطيني، لأنها زيارة هدفها تعزيز أمن دولة الاحتلال عبر التعاون واقامة العلاقات الثنائية، من خلال التأكيد على أهمية التطبيع مع الأنظمة العربية تمهيدًا لمحاولة اعتبار دولة الاحتلال كيانًا طبيعيًا في المنطقة يُمكن التعامل معه عبر العلاقات المختلفة.

التكافل الأمني والعسكري

يقول الكاتب والمحلل السياسي ناجي الظاظا، إن “زيارة الرئيس بايدن تأتي استكمالًا لما بدأته إدارة دونالد ترامب من عملية تطبيع الدول العربية وصولًا للتكافل الأمني والعسكري مع الاحتلال عبر تقديم منظومات دفاع جوي إسرائيلية للدول العربية”.

وأضاف في تصريحاتٍ له، “استمع الرئيس بايدن لإحاطة تفصيلية عن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية وذلك ما يُعزز احتمالية وجود صفقة لشراء المملكة العربية السعودية المنظومة الجوية، وتوزيعها في المنطقة لاستخدامها في مكافحة ما يُسمونه “الإرهاب” في إشارة لإيران من دول محور المقاومة.

وأشار إلى أن طلب الرئيس بايدن لقاء الرئيس محمود عباس في بيت لحم فيه انتقاص واضح للسيادة الفلسطينية السياسية، وهو ما يُؤكد عدم وجود أي أفق سياسي للزيارة الأمريكية إلى دولة الاحتلال للقاء عِدة شخصيات رسمية وأمنية، وعسكرية.

لا رهان على السياسة الأمريكية
ويقول الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، إن “القيادة الفلسطينية ليست في الموقع الذي يسمح لها مقاطعة ومعاداة الولايات المتحدة، وفي الوقت ذاته لا يُمكن المراهنة على السياسة الأمريكية كونها شريكًا وحليفًا استراتيجيًا وقويًا لدولة الاحتلال الإسرائيلي، تُحاول جاهدةً تلميع صورتها أمام العالم، لجعلها حليفًا مهمًا للأنظمة العربية في المنطقة”.

وأضاف في تصريحات له،“بعد تجربة استمرت ما يزيد عن 30 عام، لا يُمكن الرهان على قدوم أحد من جانب الإدارة الأمريكية يخدم القضية الفلسطينية، وهو ما تسبب في تباين المواقف الوطنية بين مُؤيد للزيارة ومُعارض كونه يُدرك أن الزيارة لن تأتي للفلسطينيين بأي جديد، وهدفها هو توسعة علاقات دولة الاحتلال ودمجها في المنطقة”.

تحالفات استراتيجية
وحول مخاطر التحالف العسكري والأمني بين إسرائيل والسعودية، أوضح عوكل، أن هدف زيارة بايدن للمملكة هو بناء تحالفات استراتيجية، وأمنية، وعسكرية بين الدول الشرق أوسطية لمواجهة الخطر المشترك في إشارة لإيران ودول محور المقاومة.

وأوضح أن “هناك هدف ثانٍ لزيارة بايدن للسعودية وهو تأمين امدادات النفط في السوق العالمية، بهدف كسر الاحتكار الروسي وتداعياته على الاقتصاد العالمي، وهو يأتي في سياق العقوبات الأمريكية والأوروبية على موسكو بعد اطلاقها العملية العسكرية في الأراضي الأوكرانية”.

مجاملة سياسية
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي عبد المجيد سويلم، إن “زيارة الرئيس بايدن لدولة الاحتلال تأتي في سياق تعزيز العلاقات والتأكيد على التحالف الصهيوأمريكي، ولقائه بالرئيس محمود عباس مُجاملة سياسية لأن وجهته (إسرائيل) والمملكة العربية السعودية”.

وأضاف في تصريحات له، أن “الزيارة ليس موضوعًا للرفض أو القبول، بقدر أهمية التعاطي مع مخرجات زيارة بايدن لدولة الاحتلال، حيث لا يُوجد مخرجات حقيقية لعدم وجود شريك استراتيجي للفلسطينيين في دولة الاحتلال يُؤمن بعملية السلام، كما أن الولايات المتحدة تظهر في كل مرة على أنها الشريك المُخلص للاحتلال ولن تتوانى أبدًا عن تقديم الدعم اللوجستي والعسكري والأمني”.

وأكد أن الولايات المتحدة، لن تتخلى عن مبادئها الراسخة القائمة على دعم دولة الاحتلال الإسرائيلي، والتغطية على جميع ممارساتها الإجرامية والعنصرية بحق المواطنين الفلسطينيين وفي المقابل فإنه لا يوجد شريكًا إسرائيليًا يُريد صناعة سلام حقيقي مع شعبنا وقيادته الشرعية ممثلة بالرئيس محمود عباس.

أيدينا ممدودة
وأوضح أن الهدف من زيارة بايدن، هو جمع وتحشيد القوى للمعركة الرئيسية القائمة في دولة أوكرانيا، حيث يصب اهتماماته وأولوياته في تلك البقعة، ولا يُريد للمنطقة العربية الاشتعال بالوقت الحالي، بالوقت ذاته تُؤكد القيادة الفلسطينية للرئيس الأمريكي “أنكم إذا كنتم جادين في تنفيذ وعوداتكم فأيدينا ممدودة، وإن كان غير ذلك فما فائدة التعهدات دون التنفيذ”.

ودعا إلى ضرورة التوحد خلف الرئيس محمود عباس، والإجماع على موقفه الوطني أمام الإدارة الأمريكية، المتمثل في وقف الاستيطان واحترام الوضع القائم في مدينة القدس، تعزيزًا لحق شعبنا في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران للعام 1967.

التعليقات (0)