- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
محلل صهيوني: خامنئي حصل على هدية من نتنياهو
محلل صهيوني: خامنئي حصل على هدية من نتنياهو
- 8 نوفمبر 2024, 5:20:57 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ليان فولك ديفيد - قناة N12
كانت رسالة إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت مُعدة وموقّعة في درج نتنياهو منذ وقت طويل. لقد انتظر نتنياهو بفارغ الصبر اللحظة المناسبة، والوضع الذي يمكّنه من إحكام الخناق والضغط السياسي بصورة أكبر، اللحظة التي سيظهر فيها الصندوق السحري لديوان نتنياهو أمام أعين الجمهور، مثل صندوق باندورا، انتظر اليوم الذي سيكون فيه الأميركيون مشغولين للغاية ليلة الانتخابات في الولايات المتحدة.
مساء (الثلاثاء)، حانت هذه اللحظة. وكان التوقيت فظيعاً. لقد تغلبت غريزة البقاء لدى نتنياهو على أيّ مصلحة وطنية. أخذ نتنياهو الرسالة من الدرج بسرعة، وسلّمها لغالانت. وخلال 3 دقائق، تمت الإقالة. فقدان مطلق للأعصاب.
لقد كان غالانت في خطابه، في الأمس، واضحاً أمام الجمهور. هناك ثلاثة خلافات أساسية بينه وبين نتنياهو، المشترك بينها واضح كالشمس، غالانت يدافع عن مصالح وطنية، بينما يدافع نتنياهو عن مصالح شخصية. غالانت يوجّه التحية إلى الذين يخدمون في الجيش، بيمنا يدافع نتنياهو عن المتهربين من الخدمة. غالانت مصرّ على إعادة المخطوفين، بينما يتخلى نتنياهو عنهم من أجل الاستمرار في حرب لا نهاية لها في غزة. غالانت يقاتل من أجل تشكيل لجنة تحقيق رسمية وتقصّي الحقيقة، بينما نتنياهو مشغول بطمسها. لم تكن الصورة حادة إلى هذه الدرجة من ذي قبل، الدولة تناضل من أجل وجودها، ونتنياهو يقاتل من أجل بقائه رئيساً للحكومة.
غالانت مسؤول أيضاً، لقد كان وزيراً للدفاع عند وقوع "مذبحة" 7 أكتوبر. وهذا أمر يتحمله هو. لكن إقالته في الإطار والتوقيت الحاليَّين هي مزيج فتاك من ضرر سيتعرض له عمل المنظومة الأمنية، وبمثابة تخلٍّ عن حياة المخطوفين وانهيار المجتمع الإسرائيلي من الداخل. لكن قبل كل شيء، إن إقالة غالانت هي بمثابة هدية لإيران، فالنقص في عدد الجنود، ووجود وزير دفاع لا خبرة لديه، ومجتمع إسرائيلي مشرذم، واستمرار حرب الاستنزاف بواسطة وكلائها، أمور كلها تحقُّق حلم الخطة الإيرانية الكبرى من أجل القضاء على الكيان الصهيوني. عشية اقتراب الهجوم الإيراني، قدم نتنياهو إلى الخامنئي هدية كبيرة ملفوفة بأشرطة بيضاء وزرقاء لماعة. يتحدث نتنياهو عن أزمة ثقة، بيْد أن ثقة أغلبية الجمهور بحكومته فقدها منذ زمن طويل. وتدل على ذلك كل استطلاعات الرأي. عائلات المخطوفين لا تثق بأنه سيعيد أحباءها.
العائلات الثكلى لا تثق به، وتشعر بأن كل التضحيات الكبرى ذهبت سدىً، بينما الكل يريد تقصّي الحقيقة بشأن المسؤولية عن "المذبحة" المروعة.
رؤساء السلطات المحلية في الشمال لا يثقون بأنه سيقدم الدعم الأمني والاقتصادي من أجل إعادة سكان الشمال إلى منازلهم، وبأنه سيعيد إعمار شريط كامل من البلد بات مهجوراً. الجنود الاحتياطيون وضعوا ثقتهم بغالانت، وإقالته تقوّض ثقتهم بإدارة الحرب. وثقة الأميركيين بنتنياهو في أدنى درجاتها، وهذا لن يتغير مع فوز دونالد ترامب.
هل هناك أزمة ثقة؟ نعم، هناك أزمة ثقة عميقة. لأن رئيس الحكومة أقال في الأمس ما تبقى من ثقة قليلة بالحكومة الإسرائيلية.
لكن مع ذلك، يوجد أمل، فلأول مرة منذ بداية الحرب، وقف زعماء المعارضة، ليبرمان وغانتس ولبيد وغولان، أمام الجمهور معاً. لحظة فقدان نتنياهو أعصابه، شجعت زعماء المعارضة على التعالي على خلافاتهم والبدء بالعمل ككتلة منسجمة متضامنة وقوية من أجل إحداث التغيير المنشود.
إن المطروح على المحك الآن، هو أمن الدولة وحياة المخطوفين وسلامة الجيش الإسرائيلي. المطروح على المحك الآن، هو تماسُك المجتمع الإسرائيلي، وبوصلته الأخلاقية. المطروح على المحك الآن، هو مستقبل دولة إسرائيل.