- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
محمد إبراهيم المدهون يكتب: كل عام وأنتم بخير
محمد إبراهيم المدهون يكتب: كل عام وأنتم بخير
- 3 مايو 2022, 7:09:19 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
اُبارك عيد الفطر السعيد لجميع المسلمين في العالم وخاصة لأبناء شعبنا العزيز والشريف والمؤمن والمجاهد في فلسطين الرباط.
يوم الفطر يوم تزكية وطهارة " قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى [الأعلى: 14]" انطلاقاً من صيامكم لمدّة شهر وترويض أنفسكم وتنقيتها من الخبائث. فضلاً عن كل ذلك يتضمن هذا اليوم أداء واجب مالي، ألا وهو زكاة الفطرة " خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا [التوبة : 103] " .
أنتم طهّرتم أنفسكم وزكّيتموها بالصيام، وبقدر تهذيب النفس وتطهير الروح ينجو الإنسان من المهالك ومن الانغماس في المفاسد الأخلاقية والمفاسد الناتجة عن الشهوة والغضب والحرص والبخل وغيرها, ورمضان ييسّر للناس توفير الطهارة الروحية. عالم اليوم بحاجة لندائكم في التطهير والتزكية أمّام هذا الظلم والقهر والتمييز والضلال الذي يجتاح العالم، وهذا الشقاء الذي يلف الإنسان، وهذا الانحطاط السياسي، والرذائل التي تُقترف على كافة الصعد، كلها افرازات لعدم سعي الناس نحو تطهير وتزكية أنفسهم.
يا أبناء فلسطين الحبيبة, يَا مَن تمرون اليوم في مرحلة التهذيب ونورانية القلوب والنفوس، يجب أن تكونوا أكثر من غيركم إدراكاً لأهمية هذه الطهارة، وأن تصونوها. لذلك فأنتم مطالبون أكثر من أي وقت مضى بالحذر، ومكلفون بمراقبة سلوككم. وبلدكم سيكون بلداً حراً وعامراً بفضل اللّه وبفعل هذا التهذيب الروحي، وسيطوي مراحل نموّه وتزول منه معالم الدمار والفقر والتمييز والشقاء وغيرها من الظروف العصيبة " وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) ]العصر[ ".
يشرق علينا عيد الفطر السعيد ولازال التآمر متواصل تجاه شعبنا وقضيته وقيادته بالعدوان والحصار والفتنة والإلهاء وحرف المسار. اُوصيكم يا أبناء هذا الشعب العزيز بالعودة إلى عزتكم واقتداركم، أعيدوا الوحدة بينكم خلف القدس البوصلة والذي لن يتمكن العدو من اختراقه، لكي تبقى عزتكم واقتداركم وكرامتكم في العالم، وتأثيركم على الشعوب الاُخرى على أشدها وعلى قوّتها.
مطلوب أن يواصل شعبنا بقيادة حكيمة سعيه الدؤوب في ميدان التنمية، والسلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية عليهم المثابرة على أداء مهامّهم بدقّة عبر الخطط الطويلة والمتوسّطة المدى. شعب فلسطين شعب حي، وهذا شأن جميع الشعوب الحيّة في العالم؛ فهي تنجز أعمالها تدريجياً على مدى بضع سنوات. والوطن متجه صوب انجاز مشاريعه بإذن الله.
في عيد الفطر المبارك نعبر عن مشاعر الشكر للأرواح الطاهرة التي تحررت من أبدانها ومن جميع ألوان الانشداد إلى المغريات المادية في سبيل أن توفر الحرية وأسباب النجاة، ولتلك النفوس النبيلة التي سقطت على الارض مضرّجة بدمائها لينقى وجه الأرض من الظلم والعدوان والهمجية.
سلام منّا عليهم وعلى جميع شهداء طريق اللّه الذين أضاؤوا سبيل الحياة الإنسانية وغدوا مشعلاً للهداية والحرية.
وسلام على الاُسر التي كانت مهداً لتربية هؤلاء الأعزّة، وعلى الاُمهات والآباء الذين تربّت في حجورهم الطاهرة مثل هذه الجواهر الزاهرة الثمينة، وقدموهم وهم في ريعان الشباب إلى الشهادة، وصبروا على هذه التضحية الفريدة.
نســـأل اللّه أن يحشـــرنا في زمرتهـــم. والسلام على عباد اللّه الصالحين.
وكل عام وأنتـــم بألف خير