- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
محمد دوير يكتب عن سؤال الهوية المصرية
محمد دوير يكتب عن سؤال الهوية المصرية
- 6 أبريل 2021, 11:12:04 م
- 884
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
.. طرح المهندس Sayed Karawya أمس موضوع الهوية، وتناول صراع الجماعة الثقافية المصرية في النصف الأول من القرن الماضي حول عثمانية مصر ومصريتها.
.. والحقيقة إن موضوع الهوية يمثل الحاضر الغائب دائما في المشروع الثقافي المصري منذ أن انشغل الطهطاوي ومدرسته بالبحث عن عقل عربي جديد. فالسؤال هو بطبيعته سؤال أزمة، أي أنه يظهر ويتجلي في لحظات الأزمات المجتمعية الفارقة والكبري، وكأن البشر في حاجة الي طرح هكذا سؤال عندما تتشابك أمامهم الخيوط، فتظهر اطروحة الهوية المضمرة كما ظهرت العذراء في أعقاب نكسة 67.
.. فما بين الفرعونية والعروبة والاسلامية خرج طه حسين بفكرة حوض المتوسط. ومع العولمة بدأ الاشكال يزداد التباسا وغموضا،فكتب محمود أمين العالم في مقدمة أحدي أعداد قضايا فكرية عن الخصوصية الثقافية في ظل العولمة.وتحدث من قبله حسن حنفي وطه عبد الرحمن وهشام شرابي وناصيف نصار وأخرين في الهوية..
.. السؤال طُرح بشكل عنيف في أوربا في القرن السادس عشر توافقا مع الاصلاح الديني ونشوء فكرة القومية، فكتب لوثر بالألمانية، واستخدم ديكارت لغة بسيطة غير معقدة اعتراضا علي التقاليد العلمية في ذلك الوقت، كان رواد التقدم حينئذ يدركون أن البحث عن هوية جديدة لأوربا الحداثة لابد وأن يتعمد كسر التابوهات، من أجل خلق هوية مركبة بعض منها نتيجة احياء فلسفات يونانية كالأبيقورية وبعضها تحت تأثير هيراقليطس..الخ والبعض الآخر نتيجة مستجدات كشف عنها العلم الحديث الذي انطلق من ثورية كوبرنيق.
.. وسؤال الهوية هو : كيف يتصور العقل الجمعي نفسه في مرآة التاريخ وأرضية الواقع ؟
.. وفي مصر يبدو السؤال إشكالي بصورة كبيرة، فمرآة التاريخ تضرب بجذورها في دعوات الفرعونية، ويتبدي ذلك في مظاهر كثيرة لا حصر لها، فيما تشهد أرض الواقع علي نوع أخر من الهوية المستمدة من الآخر العربي " خاصة شبه الجزيرة "..واحدي مشكلات هذا الوضع القائم أنه حاصل علي ضرب من التناقض بين هوية العروبة / الاسلامية وهوية الفرعونية/ المصرية، الأول يسيطر علي العقل والثاني يهيمن علي الوجدان..
.. ولأن العقل العروبي / الاسلامي لديه مشكلة مع العقل بمستوياته التقدمية المختلفة ( كالنقد – والتحليل – والمركزية – والتركيب ).. دخلت الهوية – في مصر علي الأقل – في أزمة تحديد، أزمة هوية..أي وفقا لأي معيار سندرس الهوية ؟؟
.. وبالتالي أصبحنا مضطرين لخوض معركة ما قبل الهوية.. بمعني طرح سؤال ما هو مجال البحث الهوياتي ؟ هل الجذر التاريخي أم الأثر الفكري الذي يشكل عالم الوعي ؟ ولكن السؤال الأهم في تقديري : ما هو جنس الهوية ؟ أي بأي منطق نفهمها.. هل هي ذات دلالة تاريخية أم حضارية أم فكرية ؟ ( وضعت أوربا التنوير.. العقل كهوية للحداثة،وبالتالي خرجت من الإشكال التاريخي والحضاري كمجال بحث عن الهوية )
.. موضوع الهوية..مهم .. والعجيب أنه ليس مطروحا الآن بقوة طرحه في السابق ..علي الجماعة الثقافية المصرية..وهذه أحدي أدلة أزمة العقل العربي والمصري خاصة .