- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
عبود مصطفى عبود يكتب : حسين شلبي عجوة
عبود مصطفى عبود يكتب : حسين شلبي عجوة
- 6 أبريل 2021, 11:06:53 م
- 1376
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
حسين شلبي عجوة
----------------------
هل منكم من سمع هذا الاسم من قبل؟
هل تعرفون من هو؟ وماذا فعل وفي أي عصر كان يعيش؟
حسين شلبي عجوة، فلاح مصري بسيط أدرك مجيء الحملة الفرنسية على مصر، وعاش أحداثها، صدمه الفارق الرهيب بين مدافع الفرنسيين، وسيوف ورماح المماليك، وظل هذا الفارق يؤرقه ويؤلمه ويثير حيرته، كما حدث مع الجبرتي، عندما استدعاه بعض علماء الحملة الفرنسية، وأجروا أمامه بعض من التجارب العلمية البسيطة، فأدهشه ذلك جدا، ولك أن تتخيل أن هذه الدهشة حدثت لعقل من أنضج وأكبر العقول المصرية آنذاك.
انتهت الحملة، وجاء محمد علي ومعه مشروعه الطموح في إقامة إمبراطورية له ولأبنائه من بعده، وكان ركيزة هذه الإمبراطورية تكوين جيش قوي، فبدأ على الفور في تأسيسه وعهد إلى سليمان باشا الفرنساوي، أحد ضباط الحملة الفرنسية، هذه المهمة، كما أنشأ المدارس التي تخدم الجيش، مثل مدرسة المهندسخانة ومدرسة الطب، واستقدم لذلك العلماء، وأرسل البعثات العلمية إلى الخارج، وتوسع في التعليم، واعتمد في ذلك على بعض من أبناء الشعب المصري، من نوابغ طلاب الأزهر.
فتح التعليم أمام بعض أبناء الوطن، مساحة كبيرة من الأمل، دفعت حسين شلبي عجوة الفلاح البسيط، لصنع شيء، عندما نضعه في سياقه الزمني، وفي حدود ما امتلك هذا الرجل البسيط من معارف وعلوم، نجده معجزة بكل المقاييس، فماذا فعل؟
لقد اخترع آلة جديدة لضرب الأرز وتبيضه، توفر نصف الوقت والجهد الذي كان يُبذل آنذاك، وعرض الأمر على الوالي محمد علي، فأمده الوالي بكل ما يحتاجه ليبني مصنعا في دمياط وآخر برشيد، وأجزل له في العطاء، حتى أصبح حسين شلبي عجوة من كبار الأثرياء، وأصبح أول مخترع مصري في العصر الحديث، هذه هي مصر، وهؤلاء هم أبناؤها، لا ينقصهم شيء سوى العلم والإرادة الحقيقية من ولاة الأمر.
للتوجه نحو العلم، ليكون القاطرة التي تسحب الدولة المصرية، ومن خلفها كل شعوب الأمة، إلى غد أفضل، لن ينفعنا أو ينقذنا سوى العلم، وأول خطوات النجاح فيه الاهتمام بالتعليم، ولا تصدقوا أي زعم عن نهضة مستهدفة، أو رخاء قادم، أو أي شيء له قيمة، إذا أهملنا التعليم، فهو أول الطريق ومنتهاه، التعليم يقي الوطن من الضياع، ويصنع مستقبله، وإهمال التعليم هو ضياع للوطن، ونشر للجهل والرذيلة والظلم.