عن الموكب: ملاحظات سريعة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- أخطر أنواع السرقة، هي سرقة المشاعر الوطنية وتوظيفها لصالح السلطة.

2- الطريقة التي تم بها استعراض ملوك مصر السابقين في وسط القاهرة، تعطي انطباع بالانبهار، ولكنها أيضا ترسخ لفكرة الحاكم نصف الإله.حيث تحول الموكب من عرض أثري الي صبغة شبه مقدسة علي حكامنا.. وهذا فعل ضار جدا ولا يناسب ظروف العصر.

3- الترويج للسياحة يحتاج الي مشروع حقيقي بدءا من الخدمات الداخلية وتطوير اقتصادياتها مرورا بتثقيف الشعب عن الحضارة المصرية القديمة، والحفاظ علي الأثار واسترداد ما تم نهبه للخارج.. وليس عن طريق أشعة ملونة يتم اسقاطها علي وجوه الملوك..نحن نحتاج الي الدروس المستفادة من تاريخنا لا إلي التفاخر به فحسب.

4- الموكب عمل جيد، فنيا.. ولكن دلالاته تعكس حالة تصدير عبادة الفرد، والتحلق حوله..لأن أي دراسة حقيقية وجادة للتاريخ يجب أن تنصف الشعوب لا الملوك.. وأن تؤكد علي القيمة التاريخية لهذا الشعب الذي دافع عن هذه الأرض علي مدار آلاف السنين.

5- أي ملاحظ عادي جدا.. يجب أن يربط بين عدد مرات تسليط الكاميرا علي السيسي، مقابل عدد مرات تسلطيها علي وجوه الملوك أنفسهم..ولا أعتقد أن هذا الأمر صدفة، أو عملية عشوائية..فرجال الفقه قديما استمدوا سلطتهم الدينية من قياس الشاهد علي الغائب.. وأخشي ما أخشاه.. هو قياس الشاهد علي الغائب في هذا الموكب الذي استفاد منه النظام أكثر مما استفاد منه العاملين بالسياحة في مصر.

6- .. هل عمل فني استعراضي عادي- مثل الموكب- يمكن أن ينتج كل ما سبق..؟ نعم..هل تتذكرون فيلم صلاح الدين ليوسف شاهين وكيف تم توظيفه لصالح نظام الحكم وقتها ؟؟

7- كل أمة تريد إبراز قوة تاريخها ومجده، ولكنها في المقام الأولي يجب أن تحرص علي تصدير قيمة معاصرة..تجعلها في مقدمة الدول، كالتعليم المتقدم، كالصناعة، كالزراعة المتطورة..الخ.. ونحن لم نزل نأكل علي موائد تاريخنا المجيد..

8- ما أراه خطيرا أيضا.. هو مركزة الأثار ونقلها من كل أنحاء مصر ومن مواضعها الأصلية الي القاهرة.. وهو نوع من المركزية أيضا يحتاج الي مناقشات أخري.