- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
محمد عبدالقدوس يكتب : رأيي في أردوغان..
محمد عبدالقدوس يكتب : رأيي في أردوغان..
- 19 أبريل 2021, 1:59:06 م
- 945
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
صنفان من القراء أعتقد أن مقالي عن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" لن يعجبهم وهم أصدقائي من الإخوان المسلمين وكذلك أعداءهم أولئك الذين يكرهون الجماعة وكل ما يمت لها بصلة!! ولاشك أن هذا الأمر قد أصابك بدهشة ورأيته يدخل في دنيا العجائب، وتساءلت كيف يكون هناك موضوع ترفضه الأطراف المتناقضة معا!
وأقول لك أصبر قليلاً يا صاحبي وبعد قراءتك لمقالي ستقول: هذا مقال لا يرضي الإخوان،
ولا يقبل به كذلك أعداءهم! ويمكن أن يرضي القارئ العادي البعيد عن هذا وذاك.
وأبدأ الموضوع من أوله، والسبب في مقالي عن الرئيس التركي دعوته لقنوات الإخوان التي تبث من بلاده على تخفيف لهجتها الحادة ضد النظام الحاكم في مصر،
وممارسة ضغوط في هذا الإتجاه لدرجة أن أثنين من كبار مقدمي البرامج هناك أعلنا إنهما في إجازة مفتوحة!!
وحتى وقت كنت معجباً بهذا الرجل لسببين أولهما أنه أول رئيس مدني ينجح في كسر هيمنة الجيش التركي على الحياة السياسية في بلاده والتي استمرت سيطرته لسنوات طوال منذ قيام الجمهورية التركية الحديثة على يد كمال أتاتورك أوائل القرن العشرين،
يعني منذ ما يقرب من تسعين عاما.. وبلادي تشكو حاليا مر الشكوى من سيطرة القوات المسلحة على كل مفاصل الدولة منذ الإنقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي رحمه الله، والسبب الثاني أن الرئيس أردوغان قدم صورة حلوة للتيار الإسلامي عندما تولى الحكم لأول مرة عام 2002 فقدم للناس انجازات وليس كلاما عن الإسلام،
ونهضت بلاده نهضة كبرى، ولم يجد صعوبة في تجديد انتخابه أكثر من مرة بعدها وبأغلبية واضحة! وبعد الانقلاب الذي حدث في مصر هاجر آلاف المصريين من المنتمين إلى التيار الإسلامي إلى الخارج،
واستقبلت تركيا أغلبيتهم، ورحب بهم أردوغان لسببين الفكر الإسلامي الذي يجمعهم والأهم أن الرئيس التركي عنده عقدة من العسكر،
فقد ذهب وراء الشمس في عهدهم ودخل السجن أواخر القرن العشرين، وكاد مستقبله السياسي أن يضيع،
فمن الطبيعي أن يرحب بالهاربين من حكم العسكر في الدول الأخرى،
وسمح للإخوان المقيمين بتركيا بحرية واسعة أنشأوا بمقتضاها عدة فضائيات ناجحة،
هي "مكملين" والوطن وقناة الدعوة الدينية بالإضافة إلى قناة الشرق التي يرأسها صديقي العزيز الدكتور أيمن نور! وهذه القنوات أثبتت فاعليتها وأجتذبت أعداداً ضخمة من المصريين وسببت إزعاجا حقيقيا للاستبداد السياسي الذي يحكمنا.
ومنذ خمس سنوات تقريباً حدثت محاولة انقلاب عسكري في تركيا، وحاول الجيش العودة إلى السلطة مرة أخرى،
لكن تم قمع المحاولة بكل شدة واعتقال كل المتورطين فيها،
ولم يكتف أردوغان بذلك، بل تم اعتقال آلاف من الناس من المعارضين له، وفصل أعداداً ضخمة من الموظفين من أعمالهم، والقبض على العديد من الصحفيين،
وعدد المقبوض عليهم من أصحاب الأقلام في تركيا من أعلى النسب في العالم إلى جانب مصر والسعودية والصين!! .
وهكذا ظهر أردوغان بوجه جديد يغلب عليه الاستبداد،
واختفى أردوغان الحاكم المصلح بتاع زمان نصير الحريات وتداول السلطة ولم يعد هناك فارق يذكر بين القمع التركي والمصري سوى أن الأول يتم في ظل حكم مدني والآخر قوامه العسكر، وتلاقت مصالح الطرفين في أكثر من مكان، وكان من الطبيعي أن يهتم الرئيس التركي بمصالحه أولا حتى ولو جاءت على حساب استضافة الإخوان! وأتوقع مزيداً من التشديد والقيود على الفضائيات المصرية التي تبث من هناك، لكن من غير المنتظر أن يقوم بتسليم أي من اللاجئين المصريين الموجودين عنده إلى السلطة الحاكمة في مصر،
لأن عقدة العسكر كامنة في نفسه بالرغم من شخصيته الجديدة المستبدة مع العلم أن في تركيا أحزاباً حقيقية وشخصيات معارضة مؤثرة عكس الحال في بلادي حيث نجح الحكم العسكري في القضاء على الحياة السياسية ببلادنا.. أليس كذلك؟؟ .