محمد عبد القدوس يكتب : " عبدالغفار شكر" عطاء من قلب كبير

profile
  • clock 5 نوفمبر 2021, 1:50:53 م
  • eye 525
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

عرفته منذ ما يقرب من أربعين عاما أو أكثر كمان عند بداية عودة الأحزاب إلى مصر من جديد عام ١٩٧٦ . 
وكان من أوائل اليساريين الذين تعرفت عليهم من حزب التجمع في مقتبل حياتي الصحفية .


وأعتقد أن عنوان مقالي يعبر بدقة عن شخصية صديقي الحبيب المرحوم "عبدالغفار شكر" الذي رحل عن الدنيا قبل أيام ، فهو عطاء متدفق أستمر ما يزيد عن نصف قرن .. منذ أن شغل منصب أمين التثقيف في تنظيم الشباب بالإتحاد  الإشتراكي في منتصف الستينات ، وهو يساري النزعة ولكنك لا تملك إلا أن تحترمه ، فهو بعيد عن "الجعجعة" والشعارات الفارغة ، يتكلم دوماً بهدوء ودون زعيق ، مخلص لما يؤمن به ، لم يتغير أو يتلون ، كما أنه متفتح على جميع التيارات الأخرى ويعرف ربه جيداً ويعيش حياة بسيطة ، فلم يحصل من وراء فكره على أي مكاسب سياسية أو يتكسب ويربح ماديا من وراءها، بل هدفه الوحيد خدمة وطنه والوقوف إلى جانب الفقراء والمستضعفين في الأرض.


واستمر في عطاءه في جميع المواقع التي شغلها ، وبعد الإتحاد الإشتراكي كان أمين التثقيف في حزب التجمع ، وله كذلك صولات وجولات في المجتمع المدني ، وكان بيننا تعاون كبير طيلة سنوات في نقابة الصحفيين ، حيث كنت على رأس لجنة الحريات بها بالإضافة إلى لجنة الدفاع عن سجناء الرأي في زمن الرئيس المخلوع "مبارك" .. وكان بارعاً في إدارة الندوات وقادر على إستيعاب مختلف الشخصيات والآراء ، وشارك كذلك في تأسيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي ، وأنتخب رئيساً له ، والحزب من عنوانه يعمل من أجل إقامة دعائم الحريات في بلادي وتحقيق العدالة الإجتماعية.


وقد تزاملنا طويلاً في المجلس القومي لحقوق الإنسان ، وكانت مواقفه دوماً منحازة إلى الحريات ورافضة للإستبداد السياسي .
والميزة الثانية الكبرى لصديقي الراحل قلبه الكبير ، وكان محل إجماع من جميع التيارات ، فشخصيته عابرة للقارات ولا تعرف فواصل بين الأحزاب أو قيود أيديولوجية ، محل إحترام من الإسلاميين والتيار الليبرالي ومختلف طوائف الشعب الأخرى .. 


وهذا لعمري لا يتوفر إلا قليلاً جداً وكمان جداً بين الشخصيات السياسية ، ولهذا لم يكن غريباً أن أكون قريباً إلى قلبه ومن أقرب أصدقاءه برغم إختلاف أفكارنا ولكن الحب جمعنا .
ومن هذا المنطلق أقدم خالص العزاء إلى شريكة عمره ودورها كبير جداً في حياته ، وإبنته الجميلة "أميمة" وكل أفراد أسرته ، من المؤكد أن حزنهم كبير والمصاب فادح ، لأنهم إفتقدوا القلب الكبير الذي كان يحتضنهم جميعاً .. يا خسارة ! 


وإن شاء الله يبدأ رب الأسرة حياة جديدة عند ربنا أفضل مليون مرة من هذه الدنيا الفانية. 
مكافأة من السماء لصاحب القلب الكبير المحب للناس .

كلمات دليلية
التعليقات (0)