تشهد الجزائر ارتفاعا مذهلا في حوادث المرور، لعل الاعداد المتزايدة للضحايا كفيلة بدق ناقوس الخطر أمام وضعية متفاقمة و منظومة مرورية عاجزة لحد الآن عن التصدي لهذه الظاهرة .
تتعدد الأسباب من عدم احترام السرعة المحدودة ، نظام الحركة و المرور ، غياب المقاربة الأمنية أو محدوديتها و عدم فعاليتها ، اهتراء الطرق ،و المركبات ووسائل النقل ،كلها أسباب كان يمكن اجتنابها و التخفيف منها و التصدي لها ، لولا التهور و عدم نجاعة المنظومة الطرقية و المرورية ككل .
تفاجأت البارحة ليلا بخبر حادث مروع أودى بحياة أفراد من عائلتين من قريتي ولم كان الأمر محزنا و قاسيا ،أن ترى أرواحا في مهب الريح ، أشخاصا كنت تعرفهم عن قرب ،جيران ،يغادرون بطريقة جماعي ة بسبب مثل هذه الحوادث .
يعجز اللسان عن التعبير أحيانا لهول الصدمة و عمقها و ماتتركه من آثار و تروما موجعة ،صعب تخطيها بدون تضامن و مرافقة نفسية .
وجب التفكير مليا في تفاقم الظاهرة في الجزائر و في محدودية المقاربة الردعية ،وهذا بالتوجه نحو إصلاح مبني على تشاورية مستدامة بين أمن المرور و الطرقات ، مديريات النقل ،وكالات صيانة و انجاز الطرق و المجتمع المدني ضمن رؤية تفاعلية ،تحسيسية،تربوية وردعية للتصدي لهذه الظاهرة السلبية على أمن و سلامة المجتمع.
قد لا ننظر للظاهرة بعين الجدية اللازمة ،لكن الفساد المتفشي ،يساعد كثيرا على استفحال الظاهرة و تيتيم الأبرياء ، المرافقة النفسية للعائلات تبقى ضرورية جدا ،لتخطي الصدمة و التضامن الذي نلاحظه في القرى و الارياف خاصة يبقى مهما لكن غير كاف لمساعدة المتضررين على تجاوز الصدمة .
هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير