محند أمقران عبدلي يكتب: لعنة الطريق ...أرواح في مهب الريح

profile
محند امقران مدير مكتب شمال إفريقيا لموقع 180 تحقيقات
  • clock 5 يناير 2025, 2:31:51 م
  • eye 128
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

مدير مكتب شمال إفريقيا لموقع تحقيقات


تشهد الجزائر ارتفاعا مذهلا في حوادث المرور،  لعل الاعداد المتزايدة للضحايا كفيلة بدق ناقوس الخطر أمام وضعية متفاقمة و منظومة مرورية عاجزة لحد الآن عن التصدي لهذه الظاهرة .


تتعدد الأسباب من عدم احترام السرعة المحدودة ، نظام الحركة و المرور ، غياب المقاربة الأمنية أو محدوديتها و عدم فعاليتها ، اهتراء الطرق ،و المركبات ووسائل النقل ،كلها أسباب كان يمكن اجتنابها و التخفيف منها و التصدي لها ، لولا التهور و عدم نجاعة المنظومة الطرقية و المرورية ككل .


تفاجأت البارحة ليلا بخبر حادث مروع أودى بحياة أفراد من عائلتين من قريتي ولم كان  الأمر محزنا و قاسيا ،أن ترى أرواحا في مهب الريح ، أشخاصا كنت تعرفهم عن قرب ،جيران ،يغادرون بطريقة جماعي ة بسبب مثل هذه الحوادث .


يعجز اللسان عن التعبير أحيانا لهول الصدمة و عمقها و ماتتركه من آثار و تروما موجعة ،صعب تخطيها بدون تضامن و مرافقة نفسية .  


تحتاج المقاربة التنظيمية و القانونية دائما لمقاربة تربوية و تحسيسية لتحقيق النتائج المرجوة من أي سياسة مرورية أو طرقية ،حفاظا على الأرواح و الممتلكات .


وجب التفكير مليا في تفاقم الظاهرة في الجزائر و في محدودية المقاربة الردعية ،وهذا بالتوجه نحو إصلاح مبني على تشاورية مستدامة بين أمن المرور و الطرقات ، مديريات النقل ،وكالات صيانة و انجاز الطرق و المجتمع المدني ضمن رؤية تفاعلية ،تحسيسية،تربوية وردعية للتصدي لهذه الظاهرة السلبية على أمن و سلامة  المجتمع.


قد لا ننظر للظاهرة بعين الجدية اللازمة ،لكن الفساد المتفشي ،يساعد كثيرا على استفحال الظاهرة و تيتيم الأبرياء ، المرافقة النفسية للعائلات تبقى ضرورية جدا ،لتخطي الصدمة و التضامن الذي نلاحظه في القرى و الارياف خاصة يبقى مهما لكن غير كاف لمساعدة المتضررين على تجاوز الصدمة .

 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
كلمات دليلية
التعليقات (0)