- ℃ 11 تركيا
- 18 ديسمبر 2024
محند أمقران عبدلي يكتب: وجوه من شمال إفريقيا 7. الشاعرة المستترة
محند أمقران عبدلي يكتب: وجوه من شمال إفريقيا 7. الشاعرة المستترة
- 17 ديسمبر 2024, 3:06:41 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أحلام بن دريهم شاعرة جزائرية شابة ،أكاد أقول أنها شاعرة مستترة ، و كأن عصر التفاهة أرغم شاعراتنا على التخفي حفظا لمكانة الشعر . فلا حكمة وسط الغوغاء و لا على منابر محتلة بأشباه الشعراء ، للذكورية الأدبية و الشعرية كذلك تواجد في مرعى التسلط و الجبروت.
من مدينة سكيكدة الساحرة ، أين يتمازج الجمال بالالهام ، رأت شاعرتنا نور الحياة و نور الشعر .
نصوصها خلاقة ،خلابة ، تجمع بين اللغة الجميلة و الوصف و نبرة الإبداع في التميز بين الأقران .
فائزة بجائزة دار ديوان العرب للنشر والتوزيع مسابقة الراحلة نجيبة ارهوني فطبعت لها مجموعة شعرية تحت عنوان صولجان الحكمة.
الفائزة بمسابقة دار المسك للنشر والتوزيع فطبعت لها مجموعة شعرية تحت عنوان العابرون على الجمر.
مشاركة بقصيدة طفل بعمر الصبر في موسوعة غزة كفاح وجراح التي نظمها بيت فلسطين للثقافة.
مشاركة في موسوعة الشعر النسوي تحت إشراف وتقديم الكاتبة فاطمة بوهراكة.
يقول الكثير من الصحب ،أننا في عصر انهيار الشعر ،فلا مقروءية معتبرة، ولا نشر، ولا تثمين، قد يكون الأمر أكثر تأثيرا على الحركة الشعرية النسوية في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا عموما و في الجزائر على وجه الخصوص . و هنا أتساءل إن كان التستر أو التخفي هو ملاذ الشاعرات الملتزمات.
عزف على مقام الشهادة ،أحد النصوص القوية لشاعرتنا، فهو نص يعبر عن وقع الحروب على الطفولة وفيه استجلاء لطاقة الصبر والأمل من أجل غد أفضل.
كما أنها تعرج بالقارىء على براق من نور منبعث من دلالات ومفهوم "الشهادة" وأبعادها كما يرسمه المجاز ويصوره المعنى .
عَزْف عَلى مَقامِ الشَّهادة
في قَلْبِهِ نَهْرُ الحَنينِ يَطُمُّه مَجْرَاهُ مِنْ أُفُقِ الطُّفولَةِ غَيْمُهُ
في وَجْهِهِ مَمْشَى الزَّمانِ كَفَى بِمَا
قَدْ أَسْقَطَتْهُ يَدُ الزَّمَانِ وَ هَمُّهُ
هَلْ تَسْتَريحُ بِهِ الليالِي رُبُّما
كَالأَمْسِ يَعْبُرُهُ السُّكونُ وَنَوْمُهُ
أَتُرَاهُ يَبْرَحُ ما تَشَتَّتَ خَلْفَهُ
وَأَمامَهُ عَبْرَ الخُلودِ يَلُمُّهُ
أَتُراهُ تَبْرَحُهُ رَتابَةُ صَبْرِهِ
وَيَثورُ في وَجْهِ الحَقيقَةِ لَوْمُهُ
لَوْ مَرَّة يَنْسَاقُ نَحْوَ نَقِيضِهِ غَضَبًا
وَ يَصْرُخُ في التَّجاهُلِ فَمُّهُ
باقٍ على أَمَلٍ انْتِظارٍ عَلَّهُ
يَأْتي قِطارُ الخالِدينَ يَضُمُّهُ
فَبِمَنْطَقِ المِرْٱةِ فَسَّرَ مُقْلَتَيْهِ سُهادُهُ ٫ وَبَكَى الأَماني حُلْمُهُ
أَتُراهُ يَحْمِلُهُ الطَّريقُ إِلى السُّدى
وَ هُو الذي احْتَمَلَ المَسافَةَ دَمُّهُ
وَ الٱنَ أَصْبَحَ كالغَريبِ فَما دَرَى أَيْنَ اسْتَقَرَّ بِهِ الرُّكامُ و وَهْمُهُ
يَسْعَى بِنَزْفِ جِراحِهِ نَهْرًا وَ ما
أضْناهُ صَخْرُ النَّائِباتِ وَ سَقْمُهُ
يَجْرِي وَ خَلْفَ ضُلوعِهِ اشْتَعَلَ الوفاءُ
وَ حَوْلهُ أَنْفُ الإِبا يَشْتَمُّهُ
وَالٱن مُمْتَلِئٌ بِبارودِ الكَلامِ
وَ قابَ مُفْرَدتَيْنِ يُزْرَعُ لُغْمُهُ
فَلَقَدْ تَأَسَّى بالرَّصاصِ لِسانُهُ
و مَضى إلى قَلْبِ الحقيقةِ سَهْمُهُ
وَ عَلى تَقاليدِ الرِّياحِ يعيشُ في
فَصْلِ الكِفاحِ وَ ما تَلاشَى عَزْمُهُ
أَلِفَ العِنادَ كَأَيِّ عاصِفَةٍ مَتى صَلَّى الجِهادَ تَرَ الرِّياحَ تَؤُمُّهُ
وَ عَلى خُطى الطُّوفانِ صاحَ بِهِ الأَذى
هيْهات في أَوْجِ الحَمِيَّةِ لَجْمُهُ
يَمْشي وَ لَيْسَ تَهُمُّهُ الٱمادُ لَكِنَّ الشَّهادَةَ في الأَخيرِ تَهُمُّهُ
سَيَظَلُّ يُبْعَثُ مِنْ سَماهُ فَلَيْسَ لِلشُّهَداءِ مَوْتٌ و الخُلودُ يَذُمُّهُ
شكرا لك شاعرتنا