- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
مستغلا الانتخابات البلدية.. كليتشدار أوغلو أمام معركة أخيرة لتجنب إزاحته
مستغلا الانتخابات البلدية.. كليتشدار أوغلو أمام معركة أخيرة لتجنب إزاحته
- 1 يونيو 2023, 1:45:25 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يرفض زعيم المعارضة التركية كمال كليتشدار أوغلو الاستقالة من رئاسة "حزب الشعب الجمهوري" عقب خسارة الانتخابات الرئاسية أمام الرئيس رجب طيب أردوغان فيما يرى باحثون أنه يود استغلال الانتخابات البلدية لتأجيل عقد المؤتمر العام للحزب من أجل عدم إزاحته.
وبعد خسارة المعارضة للانتخابات البرلمانية في 14 مايو/ أيار وذهاب كليتشدار أوغلو إلى جولة ثانية من الانتخابات الرئاسة مع أردوغان فاز الأخير بالسباق الرئاسي بحصوله على 52.18% من الأصوات، مقابل 47.82% لمرشح المعارضة.
وعقب الخسارة المدوية علت أصوات كثيرة من داخل المعارضة تطالب كليتشدار أوغلو بالاستقالة، وذلك قبيل انعقاد المؤتمر العام لحزب الشعب الجمهوري المرجح تنظيمه خلال الصيف.
وسبق أن قال كليتشدار أوغلو إنني "لن ألتصق بالكرسي" وذلك في خطاب توليه رئاسة الحزب عام 2010، مؤكدا أنه لن يتمسك بمنصبه، وأنه على استعداد لتركه في حال خسارة الانتخابات أمام حزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان حينها.
على مدار أكثر من 13 عاماً خسر كليتشدار أوغلو كل الاستحقاقات الانتخابية التي خاضها أمام الحزب الحاكم برئاسة أردوغان؛ بدءاً من خسارته رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى عام 2009 لصالح مرشح حزب العدالة والتنمية حينها قدير طوباش، وصولاً إلى الانتخابات الرئاسية الأخيرة أمام أردوغان.
مساع لتأجيل المؤتمر العام
وتتباين الآراء حول موعد المؤتمر العام لحزب الشعب الجمهوري لاختيار رئيسه للسنوات المقبلة؛ إذ تتبنى بعض القيادات ضرورة أن يكون هناك تجديد كامل في صفوف الحزب من رأسه حتى قاعدته.
لكن تتبنى الدوائر القريبة من كليتشدار أوغلو تأجيل المؤتمر العام حتى الانتخابات المحلية التركية في شهر أبريل/نيسان 2024 بدعوى استقرار هياكل الحزب من أجل ضمان السيطرة على المدن الكبرى في البلاد ومن بينها إسطنبول وأنقرة، بحسب محللين أتراك.
ويحذر المطالبين بتأجيل المؤتمر من احتمالية أن يحدث اضطراب كبير في الحزب قبل الانتخابات وسيكون قد استنفد كل طاقته في الصراع الداخلي، "في المعركة الأخيرة لكليتشدار أوغلو".
وقال الكاتب الصحفي عبد القادر سيلفي إنه إذا تم تحديد موعد المؤتمر العام لحزب الشعب الجمهوري خلال أشهر الصيف فستتاح لكليتشدار أوغلو الفرصة لإجبار أكرم إمام أوغلو على الاختيار إما الترشح لرئاسة بلدية إسطنبول أو رئاسة حزب الشعب الجمهوري.
وأضاف سيلفي في مقاله بجريدة "حرييت" التركية، أنه إذا اختار إمام أوغلو رئاسة حزب الشعب الجمهوري، فإن كليتشدار أوغلو سيقاتل بكل الوسائل من أجل القضاء على إمام أوغلو، وإنهاء مستقبله السياسي، وهو أمر يجيده رئيس حزب الشعب الجمهوري، كما يقول الكاتب.
ويعتمد كليتشدار أوغلو لتحقيق ذلك، على حالة الرفض التي يحملها الكثير من رؤساء البلديات التابعة لحزب الشعب الجمهوري ورؤساء الحزب الإقليميين تجاه أكرم إمام أوغلو؛ خاصة بعدما جاء العديد منهم خلال الأيام الماضية إلى أنقرة، وأعربوا عن دعمهم لزعيم المعارضة.
ووافقه في ذلك الكاتب التركي نديم شنار، فرأى أن كليتشدار أوغلو لن يتخلى عن رئاسته لحزب الشعب الجمهوري، وسيلجأ إلى الأسلوب ذاته الذي استخدمه لضمان ترشيحه للانتخابات الرئاسية عن تحالف الطاولة السداسية.
وأشار الكاتب الصحفي في مقاله بجريدة "صباح" التركية إلى أن كليتشدار أوغلو سينتظر هدوء الأمواج العالية داخل حزبه، قبل أن يستخدمه مندوبو حزبه الذين يدينون له بالولاء لضمان استمرار رئاسته لحزب الشعب الجمهوري المعارض.
وأضاف في مقاله أنه لن تتمكن أي قوة من عزل كليتشدار أوغلو من الرئاسة العامة لحزب الشعب الجمهوري، بعدما استطاع أن يضمن ولاء مجموعة كبيرة من مسؤولي الحزب الإقليميين وقيادات الهيئة العليا للحزب.
رغبة بالتغيير
ويقول الكاتب التركي مراد صابونجي لموقع "عربي بوست"، إن "هناك بعض المسؤولين التنفيذيين في حزب الشعب الجمهوري، يطالبون بعقد مؤتمر الحزب في موعده خلال شهور الصيف حتى يذهب الحزب إلى الانتخابات المحلية بفريق عمل جديد، وأن رسالة التغيير يجب أن تصل إلى الناخبين".
بينما يرى الباحث في شؤون الأحزاب التركية مراد هان يلدريم، أن المعركة الأخيرة لكليتشدار أوغلو قد تشهد لجوئه إلى قبول استقالة أعضاء الهيئة المركزية للحزب، من أجل تهدئة الأجواء إلى ما بعد الانتخابات المحلية وانتظار نتائجها التي قد تُنسي قواعد الحزب الخسارة المؤلمة أمام أردوغان.
وقال يلدريم للمصدر نفسه، إن "هناك تسريبات تفيد بأن القيادات العليا في حزب الشعب الجمهوري بدأت في إخلاء غرفها داخل مقر الحزب في العاصمة أنقرة استعدادا لتقديم استقالاتهم".
وأشار الباحث إلى أن كبير مستشاري رئيس حزب الشعب الجمهوري تونجاي أوزجان بدأ بالفعل في إخلاء غرفته في مقر حزب الشعب الجمهوري قبل اجتماع الهيئة المركزية للحزب إلى جانب الأمين العام لحزب الشعب الجمهوري، سيلين سايك بوك التي تستعد للعودة إلى حياتها الأكاديمية عقب استقالتها من الحزب.
وفي السياق قال القيادي في حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل، في تصريحات صحفية خلال إنهاء أوراق عضويته في البرلمان التركي، إنه لا ينبغي لأحد أن يتوقع من الحزب أن يتصرف وكأن شيئاً لم يحدث.
لفت أيضاً إلى أن حزب الشعب الجمهوري يجري حالياً دراسات تقييمية، من أجل فهم الناخبين الذين لم يصوّتوا للحزب خلال الانتخابات الأخيرة.
عند سؤاله عن الأخبار التي تتحدث عن مشكلات داخل القيادة العليا لحزب الشعب الجمهوري، قال أوزيل: "نرى أن تركيا ليس لديها نهج سلبي تجاه كليتشدار أوغلو، مضيفاً: "سنواصل العمل السياسي في الفترة المقبلة".
وكان حزب الشعب الجمهوري عقد مؤتمره العادي الأخير في 25 يوليو/تموز 2020، وتم تأجيل المؤتمر الذي كان من المفترض عقده العام الماضي 2022 لمدة عام واحد بسبب "الانتخابات المبكرة المحتملة" ووباء فيروس كورونا الذي شهده ذلك الوقت.