تكبير الخط تصغير الخط

أكد مصدر رسمي مصري أن القاهرة توفر نحو 70% من المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة دون فرض أي رسوم، مشددًا على أن مصر كانت ولا تزال داعمة للقضية الفلسطينية وتتحمل أعباءً كبيرة لتسهيل وصول الإمدادات الإنسانية إلى القطاع في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها.

وأشار المصدر، في تصريحات لقناة القاهرة الإخبارية، اليوم الجمعة، إلى أن مصر تدعو المجتمع الدولي إلى تكثيف دعمه للفلسطينيين ومضاعفة الجهود لمساعدتهم على تجاوز الأزمة الإنسانية المستمرة، مؤكدًا أن الموقف المصري ثابت في مساندة حقوق الفلسطينيين وتخفيف معاناتهم عبر الجهود السياسية والمساعدات الميدانية.

وفي هذا السياق، واصلت القاهرة، الجمعة، إدخال دفعات جديدة من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، في إطار الجهود المتواصلة لدعم الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته. وتأتي هذه الجهود استكمالًا للدور المحوري الذي تلعبه مصر في تقديم الدعم الإغاثي والإنساني والذي يتواصل يوميًا.

ومنذ دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، أسهمت مصر في دخول آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية، إضافةً إلى صهاريج الوقود وغاز الطهي.

تقارير تكشف عن تحكم شركات خاصة في إدخال المساعدات

في المقابل، كشف تقرير لموقع "ميدل إيست آي" أن الزعيم القبلي المصري إبراهيم العرجاني يواصل فرض سيطرته الفعلية على دخول المساعدات والشاحنات التجارية إلى غزة بعد وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن عملية إدخال الإمدادات تواجه تعقيدات إضافية بسبب الرسوم الباهظة المفروضة على الشاحنات.

ووفقًا لمصادر مصرية وفلسطينية، فإن شاحنات البضائع التجارية تُفرض عليها رسوم لا تقل عن 20 ألف دولار، في حين تتعرض شاحنات المساعدات الإنسانية للابتزاز قبل السماح لها بالعبور إلى غزة.

ويعد العرجاني، رجل أعمال وزعيم قبلي من سيناء، أحد المقربين من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث أصبح اسمه مرادفًا للأرباح غير الرسمية التي تحققها مصر من الحصار المفروض على غزة، لا سيما من الفلسطينيين الذين يحاولون مغادرة القطاع.

وكشفت تقارير سابقة أن شركات العرجاني كانت تجني ما لا يقل عن مليوني دولار يوميًا من الفلسطينيين المغادرين عبر معبر رفح، فيما تم فرض رسوم تصل إلى 5000 دولار على شاحنات المساعدات الإنسانية.

ومع استمرار الحرب لأكثر من 16 شهرًا، أفادت مصادر داخل معبر رفح بأن شركتين مرتبطتين بالعرجاني تولتا جميع العمليات المتعلقة بتسليم المساعدات، مما أدى إلى تهميش الهلال الأحمر المصري تمامًا.

الشركتان هما:
🔹 شركة "أبناء سيناء"، وهي جزء من مجموعة شركات العرجاني، والتي يملكها العرجاني وابنه عصام.
🔹 شركة Golden Eagle، وهي الفرع اللوجستي لمجموعة العرجاني والمسؤولة عن تسهيل دخول المساعدات.

ونقل "ميدل إيست آي" عن مصدر في معبر رفح قوله: "تتولى جماعة أبناء سيناء تنظيم دخول الشاحنات، رغم أن هذا الدور من المفترض أن يكون حصريًا للهلال الأحمر، مما فتح الباب أمام الفساد والرشوة، حيث يتم دفع الأموال لإعطاء الأولوية لمرور شاحنات معينة على حساب أخرى".

بين الرواية الرسمية والواقع الميداني

في الوقت الذي تؤكد فيه المصادر الرسمية أن مصر تبذل جهودًا كبيرة لتسهيل إدخال المساعدات إلى غزة دون رسوم، تشير تقارير ميدانية إلى أن شركات خاصة تتحكم في عملية العبور، مع فرض رسوم مرتفعة واتهامات بوجود ممارسات فساد في إدارة المساعدات.

وبينما تتواصل الجهود المصرية الرسمية لدعم الفلسطينيين، يبقى التساؤل مفتوحًا حول طبيعة الدور الذي تلعبه الشركات الخاصة ومدى تأثيره على وصول الإغاثة للمحتاجين في قطاع غزة.