- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
مصطفى إبراهيم يكتب: الرد الإيراني وإسقاط نظرية الأمن للعدو الإسرائيلي.. سماء العدو مستباحة وقواعده كلها في مرمى النيران
مصطفى إبراهيم يكتب: الرد الإيراني وإسقاط نظرية الأمن للعدو الإسرائيلي.. سماء العدو مستباحة وقواعده كلها في مرمى النيران
- 2 أكتوبر 2024, 8:40:43 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بعد أكثر من أربع وعشرين ساعة من الرد الإيراني المزلزل وقبل ساعات من الرد الصهيوني المتوقع أكتب عن سقوط نظرية الأمن لدى العدو الإسرائيلي رغم كل الظروف والاحتمالات والتحليلات ، ولم لا وقد أمطرت إيران الأراضي الفلسطينية المحتلة بوابل من الصواريخ طال معظم مدن ومناطق أراضينا المحتلة ..
مع سقوط تلك الصواريخ سقطت نظرية الأمن لدى العدو الإسرائيلي القائمة على الذراع الطويلة " عبر سلاح الجو الصهيوني " الذي يستطيع الوصول أي بقعة في أراضي أعداء تل أبيب بينما تظل المدن الإسرائيلية بعيدة عن الاستهداف ، ورغم أن صواريخ المقاومة أصابت سابقاً المدن الفلسطينية المحتلة وطالت المغتصبات الصهيونية لكن ليس بمثل قوة هذه المرة التي أصابت فيها الصواريخ الإيرانية أهدافاً عسكرية مثل قواعد حربية للعدو، وطالت ايضاً مطار اللد ومطار بن جوريون .
الرد الإيراني جاء بعد صبر شهرين على عدوان الصهاينة الذي طال الشهيد إسماعيل هنية ومن بعده زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله ، وقد جاء الرد مدروساً ومخططا له بدقة شديدة، فحسب تسريبات فإن إيران أبلغت أمريكا بالرد قبل حدوثه بساعات وأخبرتها أنها لن تستهدف قواعد أمريكية، وذلك يفسر قيام مريكا بصد عشرة صواريخ فقط من جملة الصواريخ المطلقة " ما بين 180 و 250 صاروخا " وذلك يعطي انطباعاً بأن أمريكا وافقت ضمناً على الرد أو على الأقل تغافلت عنه وذلك لردع نتنياهو الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء في عدوانه الغاشم وحرب الإبادة التي يشنها على غزة ، ومؤخراً لبنان ... " ومثل ذلك ما تسرب عن علم واشنطن بنية مصر وسوريا بشن حرب السادس من أكتوبر عام 1973 " وتغاضيها عن ذلك لردع إسرائيل ولإجبار تل أبيب على الجلوس على مائدة المفاوضات للتصالح ولإنهاء الصراع مع مصر والدول العربية" ، و بالتأكيد فإن أمريكا أبلغت إسرائيل بقرب الضربة الإيرانية ، ولعل ذلك يفسر نزول نتنياهو إلى مخبأ تحت الأرض قبل الرد الإيراني وبقاءه مختبئاً فيه حتى انتهاء رشقات الصواريخ الإيرانية .
ومن ضمن التسريبات أيضاً فإن روسيا ساهمت في الرد الإيراني عبر توجيه الصواريخ من خلال الأقمار الصناعية الروسية ، وهو ما فسره البعض بأن اجتماع مجلس الأمن الروسي الذي سبق الضربة الإيرانية كان لمناقشة هذا الدعم الروسي لطهران .
أما عن الصواريخ المستخدمة فهي كما قال الخبراء فغنها صواريخ فرط صوتية ""فرط صوتية" من طراز "فتاح" للمرة الأولى في الهجمات على إسرائيل. وصواريخ باليستية ، استغرقت ما بين 12-13 دقيقة للوصول إلى أهدافها المحددة بدقة، وسط عجز كبير عن التصدي لتلك الصواريخ، وهو ما يثبت فشل منظومة القبة الحديدة في حماية سماء الكيان الغاصب" حسب التصريحات الإيرانية فإن 90% من الصواريخ أصابت أهدافها بدقة ، بينما صرحت تل أبيب بان نسبة إصابة الأهداف 65%، " وفي كلتا الحالتين فإنها نسبة مرتفعة جداً واصابت مناطق حساسة في قلب الأراضي المحتلة" أصابت الحي الذي يسكن فيه نتنياهو، والقواعد العسكرية التي انطلقت منها الطائرات التي اغتالت هنية ونصر الله ، و القواعد الثلاث هي "نيفاتيم" التي تضم طائرات "إف-35"، وقاعدة "حتسريم" التي تضم طائرات "إف- 15" التي استخدمت لاغتيال نصر الله، فضلا عن قاعدة تل نوف بالقرب من تل أبيب. و واستهدفت الهجمات الصاروخية الإيرانية "مطارات عسكرية ومنصات رادار كانت مشاركة في عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ونصر الله والقائد في الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفروشان .
وحمل الرد الإيراني رسائل لتل أبيب مفادها أن طهران قادرة على الوصول إلى أي بقعة في الأراضي المحتلة، ومن ضمن هذه الرسائل أن الصواريخ التي اطلقت على المدن كانت بدون رؤوس حربية، ومفاد الرسالة انه كما أصبنا أهدافاً حساسة وحيوية في مناطق سكنية بصواريخ بدون رؤوس فنحن قادرون على إصابة تلك المناطق بصواريخ تحمل رؤوساً حربية وساعتها ستكون الخسائر لدى العدو بالآلاف أو عشرات الآلاف “ طبقاً لتحليلات خبراء أمريكيين ” .. وآه لو حملت الرؤوس الحربية مواداً كيماوية أو قنابل بيولوجية فذلك يبطل الرادع النووي الإسرائيلي .
كما حملت كثافة الهجوم" حسب التقديرات الإيرانية 250 صاروخاً وتوجد تقديرات أخرى تقول إنها 180 أو 200 صاروخ" ، وقلة الفترة الزمنية التي اطلقت فيها "30 دقيقة" ، والوقت القليل الذي استغرقته للوصول إلى أهدافها " من 12-13 دقيقة" كل ذلك مؤشرات على قدرة إيران العسكرية الكبيرة القادرة على الإيلام والتدمير في أراضي العدو.
وعن كثافة ودقة التصويب فحدث ولا حرج ، ولنا أن نتخيل كم استغرق الوقت لإعداد مائتي صاروخ للإطلاق ، وعمليات الاستعداد للإطلاق ودقة التوجيه ، والإصابة الدقيقة للأهداف .. ومما يذكر في هذا الشأن أيضاً هو استخدام تقنيات حديثة مثل إطلاق جملة صواريخ دفعة واحدة لتشتيت الرادارات وأنظمة الدفاع الجوي المعروفة بالقبة الحديدية لدى العدو الصهيونية التي تنشغل بصاروخ او اثنين ويفلت منها باقي الصواريخ .
أما عن اختيا توقيت الضربة فكان ليلاً ولعل في الليل يقل عدد العاملين في القواعد العسكرية، وفي هذا رسالة من إيران مفادها ايضاً أنه لو ضربنا بالنهار وفي ساعات العمل فستكون الخسائر أكثر بكثير .
و لكل ما سبق أقول إن الرد الإيراني أسقط نظرية الأمن الإسرائيلية القائمة كما قلت على استطاعة تل أبيب إصابة أراضي العدو بينما تظل الأراضي المحتلة والمغتصبة في مأمن، وأكرر أن إصابة الصواريخ الإيرانية أشد وأكثر إيلاماً من صواريخ المقاومة الفلسطينية نصرها الله .
أمات من يرى أنها تمثيلة أو مسرحية فأقول له لا توجد مسرحية يتم فيها إصابة ثلاث قواعد عسكرية ومطارين مدنيين " بن جوريون واللد" والحي الذي يقطن فيه رئيس الوزراء والحي الذي يتواجد فيه الموساد.. ولا توجد مسرحية يشدد الجانب المتضرر فيها على عدم إذاعة أماكن إصابة الصواريخ .. دفعت إسرائيل إلى استخدام سحابة رقمية لاخفاء صور قاعدة تل نوف الجوية الإسرائيلية عن جميع الخرائط. و أشارت مصادر شرق أوسطية إلى أن إسرائيل "أخفت صور الأقمار الصناعية اليوم لقاعدة نيفاتيم الجوية في النقب باستخدام سحب رقمية مزيفة لتجنب إظهار الأضرار الناجمة عن الضربات الصاروخية الإيرانية". . و لا توجد مسرحية تدمر فيها الصواريخ الإيرانية مبان ومشاغل صيانة للطائرات الحربية في القواعد الجوية الإسرائيلية ، بل واعترف الجيش الإسرائيلي بتضرر معسكرات لسلاح الجو بسبب الهجوم الإيراني ، وقالت شركة الكهرباء الإسرائيلية إن أعطالا أصابت شبكة الكهرباء في بئر السبع ومنطقة القدس جراء سقوط الصواريخ، أعلنت القناة 12 العبرية تضرر 100 منزل على الأقل بمدينة هود هشارون وسط إسرائيل بسبب الهجوم الإيراني .
ولكن من المعقول من المنطقي أن نقول إن الرد الإيراني كان مدروساً وتحت السيطرة ، وليس خارج السيطرة ، وهو ماصرح به قادة في طهران الذين قالوا إنهم لا يريدون حرباً إقليمية أو حرباً كبرى، وهددوا أنه إذا ردت إسرائيل فإن الرد الإيراني سيكون قوياً ومجمراً ، وهو ما ردده مسؤولون في الكيان للصهيوني الغاصب أيضاً بأنهم لا يريدون حرباً كبرى ، وهو ماكرره مسؤولون أمريكيون بأنهم لا يريدون رؤية حرب إقليمية .
أما عن المستفاد من الرد الإيراني فهو درس لكل الأنظمة العربية والإسلامية بأن هزيمة الكيان الغاصب ممكنة وفي المتناول عبر اقتناء وشراء تلك الصواريخ بكميات كبيرة، والتنسيق لاستخدامها بصورة جماعية في وقت واحد، ولو حدث ذلك لاشتعلت سماء الأراضي المحتلة بالصواريخ العربية والإسلامية ، و لأسرع الصهاينة بالفرار والهروب من الأراضي المحتلة ، ولتركوها لأصاحبها .. وهو ما أتوقع أن يحدث في الأيام المقبلة من تزايد في الهجرة العكسية من الصهاينة إلى خارج الأراضي المحتلة لذلك أنصح كل القادة العرب والمسلمين بشراء تلك الصواريخ من روسيا والصين وكوريا الشمالية والجنوبية ومن تركيا وتدريب جيوشهم عليها فهي رادع ممتاز لسلاح الجو الصهيوني ، وهي تهديد مباشر لكل الأهداف الحيوية في الأراضي المحتلة، وهي من أنجع الوسائل لإيلام العدو والإضرار به ، وأثبتت تلك الصواريخ انتهاء التفوق الصهيوني وأنه ليس بالجيش المرعب الذي يصعب هزيمته بل هزيمته ممكنة جداً والانتصار عليه في الإمكان ، وفي المتناول .
أما عن التوقعات بشأن الرد الصهيوني على إيران فليكن ما يكون “ ولا أظن أنها ستجر على ضرب المفاعلات النووية الإيرانية ” و قد سبق للصهاينة العربدة وضرب أهداف في سوريا والعراق "بتدمير المفاعل النووي العراقي" وبضرب مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس " وباغتيال الزواري في تونس " لكن سبق الضربة الإسرائيلية المتوقعة والمنتظرة إسقاط نظرية الأمن الصهيوني، وإيلام العدو لأقصى درجة .. وفي النهاية أختم بالدعاء للمقاومة وأسألكم الدعاء بأن ينصر الله المقاومة ويشد من ازرها ويعجل بنصرها على عدوها وعدونا .