- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
مصطفى إبراهيم يكتب: ثورة الطلاب وتأثير السوشيال ميديا .. والحق العربي
مصطفى إبراهيم يكتب: ثورة الطلاب وتأثير السوشيال ميديا .. والحق العربي
- 1 مايو 2024, 1:51:12 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
رغم فظاعة الأوضاع المأساوية في غزة، ورغم وحشية العدو الإسرائيلي، وآلة القتل الجهنمية لتلك الوحوش البشرية التي تنفذ التعاليم التوراتية المتوحشة، ورغم قتل الأطفال، والنساء، والمدنيين العزل، ورغم تدمير البنية التحتية وقصف المستشفيات وتنفيذ المذابح للضعفاء والمساكين، ورغم دفن الأحياء في قطاع غزة.
رغم كل ذلك، لكن هناك بصيص من الأمل وهناك شعاع ضوء في آخر النفق، وهو استيقاظ الضمير الإنساني لطلبة الجامعات وجيل الشباب في أمريكا والعديد من دول العالم، وتغير نظرة فئة ليست قليلة من الشعوب الغربية تجاه القضية الفلسطينية، ويعد هذا كله إحدى نتائج ثورة السوشيال ميديا التي حطمت القيود المفروضة على وسائل الإعلام التقليدية، المكبلة بالمصالح واللوبيات الإسرائيلية والموجهة بأوامر الساسة الخاضعين لتل أبيب وحكماء بني صهيون.
وقد نقلت السوشيال ميديا المجازر الوحشية الرهيبة للعدو الإسرائيلي إلى عقول وقلوب هذا الشباب الصاعد ذي القلوب الغضة والنفوس البريئة البعيدة عن المصالح والتوازنات السياسية المكبلة بالمخاوف من اللوبيات الصهيونية المتغلغلة في دوائر صنع القرار والمطابخ السياسية للدول الكبرى المؤثرة في القرارات الدولية.
وتعد هذه هي المرة الثانية التي تنتصر فيها السوشيال ميديا لصوت الحق وللمستضعفين من الشعب الفلسطيني، حيث كانت المرة الأولى هي أحداث الشيخ جراح التي كسبت التعاطف الدولي للشباب ولعامة الناس إلى المآسي التي يعانيها الشعب الفلسطيني الأعزل في مواجهة آلة الحرب والقمع الجهنمية للاحتلال الإٍسرائيلي.
وكانت علامة فارقة في تغير دفة الرأي العام الشعبي السائد لدى قطاع كبير من الشعوب في الدول الغربية التي كانت في الماضي أسيرة الإعلام التقليدي الموالي لتل ابيب والمدافع دائماً عن المصالح الإسرائيلية.
وتنبؤنا تلك الفعاليات بأن زمن الإعلام الموجه ولى إلى غير رجعة، وأن الحقيقة ينقلها كل متابع أو ناشط على السوشيال ميديا، وأن عصر المواطن الصحفي ينبئ بتغير الموازين لصالح أصحاب الحق، وللمظلومين والمكلومين والمقهورين، الذين عانوا الأمرين من فساد المنظومة الحاكمة الدولية، والذين كشفت المآسي التي يتعرضون لها زيف حقوق الإنسان، التي يروج لها الغرب، ويتغنى بها ويتاجر بها علينا.
وقد عرى فض تلك المظاهرات والفعاليات ورقة التوت لتشدق الغرب بالحريات ، ومناخ الديمقراطية الكاذي الذي يتغنى به الغرب ويزايد به علينا، حيث شاهدنا وحشية التعامل من قبل الأجهزة الأمنية مع تلك المظارهات وفضها بالقوة في عدة جامعات، لكن رغم ذلك فإن شرارة الانتفاضة الشبابية لن تنطفىء، ونحن مازلنا في بداية الطريق لتغير المفاهيم الخاطئة لدى الغرب عن فلسطين والكيان الغاصب المجرم .
وواجبنا تجاه هذه المظاهرات الداعمة للحق الفلسطيني والعربي هو دعمها والتواصل معها، وتشجيعها وتنظيم وقفات ومظاهرات داعمة ومؤيدة ومناصرة لها، وفتح قنوات تواصل مع قادة هذه المظاهرات والاتفاق معهم على استمرار حراكهم المحمود، لتنظيم المزيد من الفعاليات واستمرارها وتغيير أماكنها حال فضها" كما حدث في الجامعات الأمريكية"، واختيار أماكن مؤثرة مثل أمام أماكن صنع القرار وفي الوزارات والسفارات ومكاتب كبار المسؤولين للتأثير والضغط عليهم، وأيضاً استثمار الطلبة العرب والمسلمين والأفارقة والأسيويين المتعاطفين والمتواجدين في تلك الجامعات الغربية لتكبير الحراك وضمان استمراره وزيادة قوة تأثيره.
وعلى الجانب الإعلامي، مطلوب تسليط الضوء في كل وسائل الإعلام الرسمية والخاصة والسوشيال ميديا على هذه المظاهرات وصناعة الوسوم "الهاشتاجات"، لهذه الفعاليات والمظاهرات والاعتصامات لتكون حديث العالم ولإلقاء مزيد من الضوء عليها، ورفع مطالبها الكبار المسؤولين للضغط عليهم لتغيير مواقفهم تجاه حرب الإبادة على غزة، وتوجيه رسائل من خلال هذه الفعاليات إلى الهيئات الدولية وإلى مراكز صنع القرار لتغيير مواقفها والتوجه نحو دعم الحق الفلسطيني.
وعلى قادة هذا الحراك في الدول الغربية الحذر من مؤامرات الصهاينة الذين اندسوا وسطهم لإفساد الحراك ولترديد هتافات معادية للسامية لكي يفسدوا هذا الحراك ولكي يوفروا أسبابا لفضه بسبب القوانين الغربية الغريبة التي تنص على تجريم معاداة السامية.
وعلى حكومات دول عالمنا العربي والإسلامي السماح بمظاهرات وفعاليات داعمة لهذه المظاهرات الغربية ومؤيدة لها، لكي نشجع هذا الشباب الصاعد على دعم الحق الفلسطيني، والتنديد بوحشية العدو الإسرائيلي.
أما بشارات هذا الحراك في المستقبل، فهو ينبئ بمستقبل مختلف للقضية الفلسطينية، ويبشر بأن من سيتولون مناصب قيادية في الدول الغربية في المستقبل سيكونون مختلفين عن المسؤولين الحالييين، وسيكونون أكثر تعاطفاً مع الحقوق الفلسطينية والعربية، وسيكونون اقل تعاطفاً مع الكيان الغاصب.