- ℃ 11 تركيا
- 23 نوفمبر 2024
مصطفى الصواف يكتب: عباس وقرار تصفية المنظمة
مصطفى الصواف يكتب: عباس وقرار تصفية المنظمة
- 18 فبراير 2022, 8:53:29 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قرار محمود عباس باعتبار المنظمة ومؤسساتها جزء من السلطة ومؤسساتها ، أي إعتبار المنظمة بمجالسها الوطني والمركزي واللجنة التنفيذية جزء من مؤسسات السلطة التي نشأت بعد إتفاق أوسلو ، وهذا يشير إلى أن المنظمة التي أنشأت في عام ١٩٦٤ والتي اعترفت بالكيان بعد أوسلو عام ١٩٩٣ والتي بقرار منها كانت السلطة الفلسطينية كأداة من أدوات تنفيذ أوسلو الذي أعترف بعد إعتباره كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني بالكيان وحقه في الوجود.هذه المنظمة اليوم باتت جزء بسيط مما تتكون منه مؤسسات السلطة التي يدرها فريق أوسلو.
أنا لست خبيرا بالقانون حتى أبدي رأيا قانونيا بالقرار ، ولكن من الناحية المنطقية والشكلية والواقعية القرار في جوهرة يلغي المنظمة ويصفي مؤسساتها ويعتبرها تركة تحول إلى السلطة لتصفية ممتلكاتها وهياكلها المختلفة. وهذا قرار أعتبره قرارا جميلا لمن يريد أن يرى الأمور أكثر وضوحا مما كانت عليه سابقا ، أو أعترى عينية سحابة ولم تعد الأمور واضحة أمامه فأصبح مترددا ومرتعشا في رسم السياسة والقرار الذي يريد كون الصورة لم تكن واضحة بعد كل سنوات التيه التي عاشها دون فهم لما يخطط له ولما ستكون عليه الأمور.
قرار عباس معناه الفعلي والحقيقي إنهاء ما يسمى بمنظمة التحرير والتي سببت له صداعا كبيرا وحيرة أكبر للبحث عن مخرج ووسيلة لتصفية المنظمة، فكان القرار باعتبارها تركة ألت إلى السلطة ، وهذا يعني نهاية هذه المنظمة، وأن السلطة أصبحت المتحكم في الشأن الفلسطيني، وهذا يعني أن الفلسطيني الذي يعيش في فلسطين المحتلة من عام ٤٨ ليس فلسطينيا بل مواطن عربي يعيش في دولة الكيان، وكذلك اللاجئ الذي يعيش اللجوء في البلدان المحيطة بفلسطين ليس فلسطينيا بل هو مواطن من الدرجة الثانية في البلد الذي يعيش، والفلسطيني سابقا ويعيش في أوروبا وأمريكا وأسيا هو ليس مواطنا فلسطينيا فهو مواطن في الدولة التي يعيش فيها.
إذن ماذا ينتظر من يعمل على أحياء المنظمة، وإعادتها لسيرتها الأولى التي قامت من أجلها بعد قرار التصفية الذي أصدره عباس؟ ، هل هناك مجالا للحديث عن جسم انتهت صلاحيته وأصبح تركة تديرها سلطة أوسلو. لذلك من لازال يؤمن بان فلسطين كل فلسطين هي ملك للشعب الفلسطيني ويسعى إلى إقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني ، هذا الذي يؤمن بذلك عليه أن يعلن عن هيكل أو مسمي تنظيمي جديد مع من يؤمن بما يؤمن طالما أنه لم يعد يوجد هذا الجسم الذي تم تصفيته بقرار عباس.اليوم الكل الفلسطيني الذي يؤمن بحق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه، وإقامة دولته، ومقاومته للمحتل الغاصب أن يخرج عن صمته ويعلنها بكل وضوح عن تشكيل ليس بديلا للمنظمة بل جسما قائما بذاته وله أهدافه السامية التي يؤمن بها لكي يحمل مشروع التحرير، ويعتبر كل السنوات الماضية كانت حلما جميلا، ولكن لم ير النور، واليوم بات مطالبا بعد أن أفاق أن يعمل على تشكيل جسما جديدا يحمل القضية والهم والشعب ويأخذ بيده إلى بر الأمان وهو قادر على ذلك.