مصطفى الصواف يكتب: يكاد المريب يقول خذوني

profile
مصطفى الصواف كاتب صحفي فلسطيني
  • clock 25 يناير 2022, 4:03:04 م
  • eye 392
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أذكر منذ ما يزيد عن عشرين عاما كنت مدعون من قبل مرجعية حركة فتح يوم أن كنت أعمل في مجال الصحافة والنشر، وكان اللقاء في جزء منه متعلق برموز الشعب الفلسطيني ، يومها كان الاخ دياب اللوح هو مسئول مرجعية فتح وهو الأن سفر فلسطين في مصر حيث كان من ضمن الحضور وكان بصحبته على ما أذكر محمد دحلان في ذلك الوقت ، وعندها تحدثت بكلمات استغرب من سمعها وهم يعلمون من أكون، وما هو التنظيم الذي أنتمي له ،فقلت لا تعتقدوا أن ياسر عرفات هو لكم ولحركة فتح ، ياسر عرفات هو واحد من رموز الشعب الفلسطيني اتفقنا معه أو اختلفنا، وكذلك الشيخ احمد ياسين ليس لحركة حماس، بل هو واحد من رمز الشعب الفلسطيني .

عندها نظر الحضور من قيادات فتح لبعضهم البعض وكأن كلامي لم يكونوا يتوقعونه، وأبدوا إعجابهم بما أقول.

نعم، ياسر عرفات رمز من رموز الشعب الفلسطيني اتفقنا أو اختلفنا معه، وهذه حقيقة يدركها كل فلسطيني، ولكن أن يصل الأمر بحركة فتح محمود عباس وزمرته أن يجعلوا من رمزية عرفات نوع من المسخرة والاستهزاء عبر رسومات يدعون أنها كاريكاتورية، هذا والله جريمة سياسية، واجتماعية، وأخلاقية، وهي مؤشر واضح للنيل من شخصية عرفات وهو شهيد ، وهذا يؤشر إلى احتمالية أن يكون محمود عباس واحد ممن شاركوا في تصفية ياسر عرفات، والأن يريدون تصفيته من نفوس أبناء حركة فتح.

وهنا أقول إن حركة فتح حتى اللحظة لم تجري تحقيقا حقيقيا تكشف من خلاله من يقف خلف تصفية ياسر عرفات، ولا أعتقد أنها ستكشف من يقف خلف تصفية عرفات رغم وجود مؤشرات ضمنية تشير إلى من يقف خلف دس السم لعرفات والتخلص منه، وهذا الكشف لن يتم إلا بعد نهاية من شارك في عملية التصفية.


ياسر عرفات وإن اختلفنا نحوه يبقى رمزا من رموز الشعب الفلسطيني، واحترامه واجب على ابناء فتح ومن يمثلها اليوم، وليس الإساءة له عبر رسومات بذيئة المراد منها تشويه من كان يوما رئيسا لحركة فتح، وقائدا للثورة وإن أخطأ.

على حركة فتح ان تتخذ مما حدث عبرة ومؤشر على من يقف خلف تصفية عرفات والقيام بتحقيق حقيقي حول استشهاده وأن تضع النقاط على الحروف بعد هذا التيه الذي يعيشونه منذ استشهاد عرفات حتى اليوم.


جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "180 تحقيقات"

التعليقات (0)