مصطفي السعيد : لماذا صمدت كوبا وفنزويلا وإيران وانهار لبنان؟

profile
مصطفى السعيد كاتب صحفي
  • clock 27 يونيو 2021, 3:28:46 م
  • eye 919
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تعرضت كوبا لحصار قاس دام أكثر من 70 عاما، ونالت إيران قسطا أعنف من حصار وعقوبات وضربات لمدة تجاوزت 40 عاما، وانهالت العقوبات على فنزويلا عندما رفعت راية الإستقلال عن الهيمنة الأمريكية، ومع ذلك صمدت كوبا، اهتمت بالتعليم والصحة، كل الشعب متعلمين، كلهم يتلقون العلاج المجاني بأعلى مستوى، ورغم أن السلع الترفيهية ليست متوفرة، والسيارات قديمة، لكت من السهل أن ترى الرضا والكبرياء في أعينهم، فقد أفشلوا غزوة أمريكا في خليج الخنازير، ويرسلون أطباء إلى الكثير من دول العالم، ومؤخرا أنتجت لقاحا ضد كورونا صناعة كوبية، رغم أنها جزيرة صغيرة، أما إيران فاستطاعت رغم الحصار أن تكون دولة إقليمية قوية بإنتاجها الصناعي والزراعي الذي يغطي أكثر من 90% من إحتياجاتها، وتحتل المرتبة الأولى عالميا في معدل نمو البحوث العلمية، وزراعة الأعضاء، والإستنساخ والنانو، وتصنع أسلحتها وأقمارها الصناعية، وغزت الفضاء، وتناطح الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل، وتبادلهم لكمة بلكمة، كما صمدت فنزويلا خلال 8 سنوات صعبة، بعد العقوبات القاسية من أمريكا وأوربا، رغم أن الإقتصاد الفنزويلي لم يكن متينا، وكانت الشركات الكبيرة في أيدي كبار الرأسماليين المرتبطين بأمريكا وأوروبا، وأوقفوا الإستيراد وأخفوا السلع، وجمدت الدول أرصدتها المالية وممتلكاتها، فعانت الكثير، لكنها صمدت، وتخطو في سبيل الإستقلال وتنوع الإقنصاد. وفي المقابل إنهار لبنان بعد حرب إقتصادية خاطفة، لأنه بنيته الإقتصادية هشه للغاية، ويعتمد فقط على السياحة والخدمات، وجرى خصخصة كل شيء، واعتمد على القروض والهبات، والمال السياسي من دول الخليج التي أرادت شراء الذمم، وتقوض الحاضنة الشعبية لخصوم الإحتلال، ليسهل تهشيم لبنان في أي وقت، بقطع المساعدات، وطرد العمالة من دول الخليج، ووقف السياحة، فانهارت العملة لتفقد 90% من قيمتها خلال شهور، واختفى البنزين وارتفعت أسعار السع أضعافا.. الحروب الإقتصادية هي الأكثر فعالية من الحروب التقليدية، ولن يربحها إلا شعوب لديها الإرادة، تستطيع بالعلم والعمل والقيادات الكفؤة الوطنية أن تحقق استقلالها وتقدمها.

التعليقات (0)