د. مصطفي السيد : يوم حزين في تاريخ مصر

profile
  • clock 31 مايو 2021, 7:01:39 ص
  • eye 919
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

خلاص. تم إغلاق الأفران في مصنع الحديد والصلب بحلوان  وقفل أبواب المصنع ومنع العمال من الدخول. طبعا لأن التنمية في مصر لا تحتاج لا حديد ولاصلب، ولأن مشكلة المصنع لايمكن حلها، وكل الحلول المقترحة التي قدمها خبراء لا ترضي السيد وزير قطاع الأعمال. ولأن ارتباط المصنع باسم جمال عبد الناصر ومشروعات تنمية تعتمد علي التصنيع لايرضي البعض ، لذلك فلابد من إغلاق المصنع ، وعلينا أن نبحث عن استيراد الصلب لتغذية الصناعات التي كانت تتلقي احتياجاتها من هذا المصنع.

نفس هذا المنطق هو الذي يقود أحد الوزراء للدعوة لدخول القطاع الخاص في إدارة خطوط السكك الحديدية، وخصوصا القطارات الفاخرة التي ستمر كلها بما يسمي بالعاصمة الإدارية الجديدة، وكأنه لا توجد دول تدير سككها الحديدية بواسطة شركات مملوكة للدولة من الصين إلي المغرب. وكأن البريطانيين لم يعانوا المر بعد خصخصة السكك الحديدة البريطانية.

طبعا لا ننكر أن هناك حديث عن استصلاح الصحراء ، وتوطين الصناعة، ولكن لا نعرف تفاصيله ولا نعرف هل هذا الحديث يندرج في إطار خطة أم أنه يخرج في مناسبة اجتماع مع بعض الوزراء أو زيارة رئيس مجلس إدارة شركة عالمية،  ولكن وقت كبار المسئولين ينصرف إلي متابعة تشييد الطرق السريعة والمدن الجديدة.

الدول التي حققت قفزات هائلة علي طريق التنمية في العقود الأخيرة هي التي انطلقت بصناعاتها التي نجد منتجاتها في شوارع مصر ، من كوريا الجنوبية إلي الصين والهند ونمور آسيا الآخرين، ولكننا نرفض التعلم ، ونميل إلي الحلول السهلة، ومعها تزداد مديونيتنا ويتفاقم الفقر في بلدنا.

يوم حزين عندما نغلق مصنعا ولا نقيم مكانه مئات المصانع. ونستمر نفتقد الرؤية الصحيحة للتنمية في مصر.

التعليقات (0)