- ℃ 11 تركيا
- 18 نوفمبر 2024
معصوم مرزوق يكتب : الطريق إلى حل أزمة السد
معصوم مرزوق يكتب : الطريق إلى حل أزمة السد
- 1 أبريل 2021, 5:30:31 م
- 1443
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في تصوري أن الطريق إلي حل توافقي مع أثيوبيا بدأ بالفعل مع التصريحات الأخيرة للرئيس. وهي أسلوب تفاوضي لا يعني بالضرورة أن الحرب حتمية كما يظن البعض .
خلال سنوات عملي تعرفت علي عدد كبير من الأثيوبيين ومنهم المرحوم ميلس زيناوي رئيس وزراء أثيوبيا الأسبق ، وأتصور انهم يفهمون ان علم التفاوض يفرض علي المفاوض الذكي أن يعرف اللحظة التي يجب عليه فيها الإحتفاظ بمكاسبه وتقديم بعض التنازلات وإلا فقد كل ما جمعه من أرباح ، بل ورأس المال أيضا.
أما فيما يتعلق بمطالبة البعض بالإنسحاب ،مما يسمي " إعلان المبادئ" ، فالحقيقة أنه لا قيمة قانونية له . ولن يكون في صالحنا أن نعلن الإنسحاب منه ونعطي لأثيوبيا سلاحا دعائيا بعدم احترامنا للإتفاقيات .
وحيث انه بلا قيمة فعلية ، فيمكن ان نفسره كما نشاء ونتهم الآخرين بإنتهاكه.
ولذلك نلاحظ تمسك المسئولين الأثيوبيين بالإعلان ، وإصرارهم علي إعتباره إتفاق ملزم ، سبب تمسكهم به هو بالضبط كي يدفعوا الرأي العام المصري للمطالبة بإلغائه ، ثم الدعاية ضدنا بأننا لا نحترم " الإتفاقيات " وهي تعلم جيدا انها ليست اتفاقية ملزمة وفق العلم القانوني الصحيح .. وإنما مجرد إعلان نوايا لا يلزم أحدا بشئ محدد .
لقد قلت منذ اليوم الأول قبل ستة أعوام ، وأكرر أن الحقيقة العلمية هي أن "إعلان المبادئ" لا يعد معاهدة دولية وفق الفهم القانوني الصحيح ، وأسمه وحده يدل علي ذلك مجرد " إعلان " ، والمبادئ لا تمثل التزامات قانونية محددة .وهو ما قلته وقتها وتحملت ردود الفعل المنفعلة .
كيف تعلن الغاء مبدأ؟ ..في الغالب المبادئ نبيلة ، مثل حسن النية والتعاون وتبادل المنفعة .. إلخ ، فهل يجرؤ أحد ان يعلن أنه " يلغي " حسن النية في العلاقات الدولية ؟؟
إعلان النوايا مجرد تمهيد يطرح عناوين كي تصب بعد ذلك في الشكل المعروف للمعاهدات الدولية .. بعض أساتذة القانون للأسف خدعوا الرأي العام وهللوا لما أطلقوا عليه " أعظم إتفاق في التاريخ " ..
إعلان النوايا لا يعني التزاما بسلوك محدد .. مثلا انت تعلن انك " تتعاون في ملء الخزان " ، ولكن الإلتزام يحدد في المعاهدات بتفسير واضح لما تتعاون فيه وكيفيته وأوقاته وحالاته والجدول الزمني وكيفية حل المنازعة وعقوبات المخالفة .. الخ .
لقد أبرزت مصر مؤخرا ورقة تفاوضية هامة ، وهناك ما يلزم هذه الخطوة من تحركات واجبة .. وقد تقطع أديس أبابا نصف الطريق من جانبها حتي نلتقي ، وأظن أن ذلك ليس مستحيلا .