- ℃ 11 تركيا
- 8 يناير 2025
معن بشور يكتب: من آلامنا تولد آمالنا
معن بشور يكتب: من آلامنا تولد آمالنا
- 6 يناير 2025, 8:02:22 م
- 83
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
صديقي العزيز جورج غالاوي ورفيق الدرب والنضال من أجل نصرة فلسطين بوجه الصهاينة، والعراق بوجه الحصار والغزو، ولبنان في وجه العدوان الصهيوني، وليبيا وسورية واليمن في وجه مشاريع التقسيم والهيمنة الغربية والذي قال في أحد إطلالاته التلفزيونية المليونية، "أن الصديق معن بشور سيكون حزيناً جداً هذه الأيام في ظل الأوضاع العربية الراهنة"، ولكن الصديق الذي لم يفارق قضايانا العربية منذ أواسط سبعينيات القرن الفائت، حين استضافه في بيروت الرئيس الشهيد ياسر عرفات قال أيضاً أنه يائس من العرب الذين انتصر لهم على مدى نصف قرن لكنهم لم ينتصروا لحالهم..
لصديقي العزيز جورج أقول من الطبيعي أن أحزن، كما يحزن كل أبناء أمّتنا وكل أصدقاء قضاياها ونحن نرى ما يجري من وحشية في غزّة وسط صمت عربي ودولي معيب، ونحن نواكب ما يجري في لبنان من عدوان صهيوني متواصل دون أي مواجهة ممن يفترض أنهم رعاة اتفاق 27/11/2024، وهو يتابع ما يجري في سورية من تدمير صهيوني لمقدراتها العسكرية واحتلال لأجزاء واسعة من أرضها ومياهها في الجنوب، بل هو يتابع الصمت المخزي لحكوماتنا العربية والإسلامية عن هذه الاستباحة الصهيونية لأوطاننا وحقوقنا، ولكن أقول له أيضاً أنني لست محبطاً على الإطلاق كما كتبت منذ حوالي الشهر "محزونون نعم، محبطون لا".
أما سبب عدم إحباطي فهو أنني أرى كل يوم في غزّة، كما في الضفة الغربية والقدس، عملية بطولية ضد قوات الاحتلال، وصموداً أسطورياً مستمراً منذ 15 شهراً بالتمام والكمال لم يستطع فيها العدوان أن يبسط سيطرته على القطاع المجاهد، وأن يمنع المقاومة البطولية من الانتشار في عموم الضفة الفلسطينية..
ولأقول لصديقي جورج أنا لست محبطاً لأنني أرى المقاومة في لبنان، ولاسيّما حزب الله، يستعيد عافيته وينجح رغم كل ما أصابه من ضربات موجعة في أن يتصدى على مدى 40 يوماً لهجوم صهيوني استخدم خمس فرق عسكرية ولم يستطع أن يتقدم سوى عدّة أمتار في جنوبنا العظيم.
وأقول له أيضاً، أنني لست محبطاً وأنا أرى صواريخ اليمن ومسيّراته العسكرية تنهمر على العدو كل يوم، ومسيراته الشعبية المليونية تملأ مدنه بما يشبه الأسطورة، بل وتنجح في مقارعة دول عظمى في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وأقول له أيضاً وأيضاً أنني لست محبطاً وأنا أرى عشرات الالاف من أبناء هذه الأمّة، لاسيّما في المغرب والأردن والبحرين والعراق وتونس ولبنان، ومئات الالاف من أحرار العالم يخرجون كل يوم تقريباً في مسيرات وينظمون وقفات واعتصامات للتنديد بالإرهاب الصهيوني رافعين علم فلسطين في كافة قارات العالم، كما لم يرفع أي علم من قبل.
وأذكر لصديقي جورج الوفي لفلسطين وقضايا الأمّة بأيام جمعتنا بعد احتلال العراق في نيسان 2003، وكان الجو مليء بالإحباط والخيبات، حين قلت له "أنها لحظة وتمر"، وأن شعب العراق العظيم، مهما كان لدى بعض شرائحه من اعتراضات على النظام السابق آنذاك، سيقاوم المحتل وسيعود لتأدية دوره في معركة المصير الواحد لأمّتنا الواحدة..
"حزينون نعم، محبطون لا"، هذا شعارنا يا أخي جورج، ويا كافة شرفاء الأمّة وأحرار العالم، وأذكرهم أن العدوان الصهيوني قد وصل إلى عاصمتنا بيروت عام 1982، وفرض علينا بمساعدة حليفه الأمريكي اتفاق 17 أيار عام 1983، لكن الاحتلال زال بعد مقاومة عنيدة، والاتفاق المشؤوم سقط بعد أشهر، والتحرير استكمل طريقه بهمّة المقاومين الأبطال الذين يحوّلون اليوم استشهاد قائدهم شهيد الأمّة سماحة السيد حسن نصر الله وإخوانه إلى محرك لهم لتعزيز الصمود والمقاومة مؤكّدين أن آمالنا تولد من قلب الآمنا.