- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
معهد واشنطن: كتائب حزب الله أصبحت أكثر سيطرة ونفوذا في العراق
معهد واشنطن: كتائب حزب الله أصبحت أكثر سيطرة ونفوذا في العراق
- 26 مايو 2023, 7:12:02 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قال معهد واشنطن، إنه منذ تولى رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني، مهام منصبه، فقد رفعت كتائب حزب الله المنضوية في إطار الحشد الشعبي من وتيرة الاشتباكات مع قوات الأمن العراقية.
ولفت المعهد في تحليل له، إلى أنه منذ أن شكّل "الإطار التنسيقي" حكومة السوداني، فقد ازداد وجود المليشيات المدعومة من إيران مثل "كتائب حزب الله" وأصبح أكثر وضوحاً في شوارع بغداد، حيث أقامت "الكتائب" حواجز تفتيش في منطقة شارع فلسطين لم تكن موجودة سابقا.
وبينما تراجع دور كتائب حزب الله في الهجمات ضد القوات الأمريكية منذ الضربة العلنية الأخيرة التي شنّتها في آب/ أغسطس 2022 على القاعدة الأمريكية في "التنف" بسوريا، فإنها تنشغل الكتائب في ترسيخ سيطرتها على أراضٍ مهمة والعمل كقوة أساسية ضمن "قوات الحشد الشعبي" الآخذة في التوسع.
وتاليا نص تقرير المعهد كاملا:
منذ أن عيّن "الإطار التنسيقي" محمد شياع السوداني "مديراً عاماً" للحكومة العراقية كما وصفوه، فقد أصبحت الجماعة الإرهابية "كتائب حزب الله" ومقاتلوها المنضوون تحت راية "قوات الحشد الشعبي" أكثر حزماً في اشتباكاتها مع "قوات الأمن العراقية".
المواجهة بين "كتائب حزب الله" و"جهاز مكافحة الإرهاب" في "قاعدة سبايكر الجوية" بتاريخ 14 آذار/مارس:
وقع الحادث الأول البارز في "قاعدة سبايكر الجوية" التي تُعتبر مركزاً استراتيجياً على طريق بغداد-الموصل بالقرب من مدينة تكريت في محافظة صلاح الدين، ورمزاً مهماً للطائفية منذ المجزرة التي ارتكبها تنظيم "الدولة الإسلامية" عندما أعدم أكثر من 1700 جندي ومتدرب عراقي كانوا يتمركزون في القاعدة في 12 حزيران/ يونيو 2014. وفي 14 آذار/ مارس 2023، اشتبكت مجموعة من "كتائب حزب الله" بقيادة أبي جعفر الدراجي، القائد في "الكتائب" ومدير أمن "الحشد الشعبي" في صلاح الدين، في معركة بالأسلحة النارية مع "جهاز مكافحة الإرهاب" العراقي في "قاعدة سبايكر".
ولم تكن العلاقات بين "جهاز مكافحة الإرهاب" و"كتائب حزب الله" سلسة على الإطلاق، ولا سيما في "قاعدة سبايكر" وقواعد بعيدة أخرى تضم مراكز تابعة "للجهاز" الذي أنشأته الولايات المتحدة، وتستخدمها أفواج الكوماندو التي ينشرها "جهاز مكافحة الإرهاب" في المناطق لتشارك في عمليات ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". ووقع الصدام في "سبايكر" بعد يوم من قيام "قوات الحشد الشعبي" بعرض عسكري كبير في القاعدة لإحياء ذكرى تحرير تكريت في عام 2014، وهو موضوع مثير للجدل بين مختلف أقسام "قوات الأمن العراقية" لأن "الحشد الشعبي" انسحب من العملية احتجاجاً على استخدام "جهاز مكافحة الإرهاب" قوة جوية أمريكية خلال العملية.
وأشارت التقارير الأولية إلى أن "كتائب حزب الله" حاولت الوصول إلى الأموال المدفوعة لـ"جهاز مكافحة الإرهاب" أثناء تسليمها، فردت عناصر "الجهاز" بإطلاق النار، ما أسفر عن مقتل عنصرين من "كتائب حزب الله" التي ردّت بدورها بإحراق عدد من آليات "الجهاز" وإطلاق النار على اثنين من جنوده وجرحهما.
مواجهة "البو عيثة" في 15 أيار/ مايو
منذ أن شكّل "الإطار التنسيقي" حكومة السوداني، ازداد وجود المليشيات المدعومة من إيران مثل "كتائب حزب الله" وأصبح أكثر وضوحاً في شوارع بغداد، حيث أقامت "الكتائب" حواجز تفتيش في منطقة شارع فلسطين لم تكن موجودة في عهد حكومة الكاظمي بين عامَي 2020 و 2022 (يُذكر أن أبا تراب التميمي المنتمي إلى "منظمة بدر" سيطر بدوره مؤخراً على مجمّع قصر الازدهار في غرب بغداد باسم "قوات الحشد الشعبي" و"شركة المهندس العامة" التابعة لها، بعد أن كان المجمّع في يد الجيش العراقي و"الشرطة الاتحادية").
وفي 15 أيار/ مايو 2023، اندلعت جولة أخرى من تبادل إطلاق النار بين عناصر من "كتائب حزب الله" التابعين "للحشد الشعبي" وخصومهم من "قوات الأمن العراقية"، لكن هذه المرة في ضاحية البو عيثة ببغداد. وخلال هذه المواجهة، أُصيب اثنان من أفراد "الشرطة الاتحادية" برصاص "كتائب حزب الله". واستخدمت "الشرطة الاتحادية" الرشاشات الثقيلة للدفاع عن نفسها.
وانتشر فيديو الحادثة (بما في ذلك إصابة جندي من "الشرطة الاتحادية") بسرعة كبيرة (الشكل 1) وتم تداوله على الإنترنت وأثار موجة غضب اجتماعية. وقد أصدرت "خلية الإعلام الأمني العراقية" بياناً حذراً في 16 أيار/ مايو 2023 زعمت فيه أن "الشرطة الاتحادية" رافقت مفارز أمانة بغداد لإزالة المباني غير القانونية، لكنها امتنعت عن انتقاد أي من فصائل المليشيات التابعة لـ"قوات الحشد الشعبي" أو مدعومة من إيران.
وتحدثت منصات "المقاومة" في البداية عن اشتباكات وقعت بين شخص يُدعى عمر العيساوي وجماعته وبين قوات الأمن. وقد حاولت هذه المنصات أن تنأى بنفسها عن الحادثة من خلال ذكر اسم يرتبط عادةً بالطائفة السنّية على أنه المسؤول عن الاشتباكات.
وبعد الحادثة، نشرت بضع منصات تابعة لـ"كتائب حزب الله" بياناً باسم مالكي الأراضي المحليين ("ملاك الأراضي في منطقة الدورة") قالوا فيه: "نتوجه بالشكر لدولة رئيس الوزراء والسيد وزير الداخلية لتدخلهم المباشر في سحب المجموعة التابعة للشرطة الاتحادية والتي لم تأت بأمر رسمي لا من قيادة الشرطة الاتحادية ولا من قيادة العمليات، ونطالب بذات الوقت بفتح تحقيق شفاف لكشف ملابسات الحادثة خصوصاً، ونحن نمتلك الوثائق والسندات التي تثبت عائدية الأرض لنا، ولن نسمح بتحول منطقة الدورة إلى أنبار ثانية يسيطر عليها الحلبوسي وأتباعه من الفاسدين".
ملاك الأراضي في منطقة "الدورة"
تجدر الإشارة إلى أن ما تسمى بـ "أراضي الدورة" هي ممتلكات سابقة لعائلة صدام حسين، وتقع بمعظمها تحت الجسر الذي يربط قضاء الدورة بشرق بغداد. واستولت المليشيات الشيعية العراقية على هذه المزارع (التي تقع في ضواحي البو عيثة في الدورة) بعد عام 2003 وتمّ بيع قطع من هذه الأراضي الثمينة بشكل غير قانوني إلى مواطنين في المنطقة قاموا بتشييد مبانٍ غير شرعية عليها.
وتُعرف البو عيثة أيضاً بأنها تضم الكثير من الخلايا التي تنفذ اغتيالات فضلاً عن السجون التي تديرها مليشيات مدعومة من إيران مثل "كتائب حزب الله" و"سرايا عاشوراء" (اللواء الثامن في "الحشد الشعبي")، ومنها قتلة هشام الهاشمي في 6 تموز/ يوليو 2020. وشكلت البو عيثة قاعدة لخلايا صواريخ "كتائب حزب الله" وقد داهمها "جهاز مكافحة الإرهاب" في 26 حزيران/ يونيو 2020 بعد ظهور أدلة ربطت الموقع بهجوم صاروخي على السفارة الأمريكية، ما أسفر عن اعتقال "الجهاز" لقائد الخلية الصاروخية و12 آخرين من مقاتلي "كتائب حزب الله".
الخاتمة
يزداد وجود المليشيات العراقية في المناطق في عهد "حكومة المقاومة" التي شكّلها "الإطار التنسيقي"، وأصبحت لديها ثقة متزايدة في قدرتها على مواجهة "جهاز مكافحة الإرهاب" والجيش و"الشرطة الاتحادية" من دون تحمّل عواقب وخيمة. وتبقى "كتائب حزب الله" حالة خاصة جديرة بالاهتمام: فقد أصبحت مشاركة الجماعة في الهجمات ضد الولايات المتحدة أقل بروزاً منذ الضربة العلنية الأخيرة التي شنّتها في آب/ أغسطس 2022 على القاعدة الأمريكية في "التنف" بسوريا.
أما داخل العراق، فتنشغل "كتائب حزب الله" في ترسيخ سيطرتها على أراضٍ مهمة والعمل كقوة أساسية ضمن "قوات الحشد الشعبي" الآخذة في التوسع و"شركة المهندس العامة" الجديدة.
والسؤال الجوهري والجدير بالاهتمام الذي لم يحظَ بعد بإجابة هو: إلى أي مدى تسعى جميع فصائل "كتائب حزب الله" أو بعضها إلى "التلوّن بالصبغة المحلية" كما فعلت "عصائب أهل الحق" (أي التركيز بشكل أساسي على التمتّع بنفوذ محلي وبناء إمبراطورية اقتصادية)؟