مفكرون وكتاب لـ"180 تحقيقات": القمة العربية الإسلامية ضجيج بلا طحن

profile
عبدالرحمن كمال كاتب صحفي
  • clock 14 نوفمبر 2023, 12:40:46 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قال مفكرون وكتاب عرب إن القمة العربية الإسلامية المشتركة، التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض، السبت، كانت دون المستوى، ونتائجها جاءت مخيبة للآمال ولا تتواءم مع جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في غزة.

وأوضحوا لـ" 180 تحقيقات" أن الدول التي شاركت في القمة اكتفت بالكلمات الجيدة فقط، في حين لم تستطع 57 دولة عربية وإسلامية الاتفاق على آليات والخروج بها من أجل إجبار الاحتلال الإسرائيلي وداعميه الغربيين على وقف حرب الإبادة التي يتعرض لها 2.3 مليون مواطن في غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
كان البيان الختامي الصادر عن القمة العربية الإسلامية المشتركة قد طالب بإنهاء بالعدوان الإسرائيلي على غزة، وكذلك جرائم الحرب والمجازر البربرية والوحشية وغير الإنسانية.
وأضاف البيان أن القمة ترفض توصيف هذه الحرب الانتقامية بأنها دفاع عن النفس، وتطالب بإنهاء الحصار على غزة ودخول قوافل المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والدواء والوقود فورًا.


قمة الشجب والاستنكار

بدوره، قال الكاتب العراقي محمد علي الحكيم، إن القمة مع كل الأسف لم تأت بموقف جديد، واصفا إياها بـ"قمة شجب واستنكار وإدانة" وقمة "لم ولن ولا" من دون أي موقف جدي حقيقي باستثناء بيان شديد اللهجة خجول لا يقدم ولا يؤخر من قبل زعماء الدول الإسلامية المشاركة، وبالتحديد العربية، مما سيزيد من القصف الهمجي من قبل الكيان الإسرائيلي على الأبرياء والأطفال والنساء والشيبة.
وأكد "الحكيم" في تصريحات لـ"180 تحقيقات" أنه كان ينبغي على الأقل أن يتخذ العرب موقفا جديدا وجديا، مثل قطع بعض الدول قطع العلاقات من إسرائيل (الدول المطبعة) أو طرد السفراء أو قطع العلاقات الاقتصادية.
وأوضح "الحكيم" أنه لا يمكن التعويل على مواقف الدول العربية، باستثناء البيانات الرنانة والشجب والاستنكار والدعوات لفتح الممرات الآمنة، من غير قبول الدعوات من قبل إسرائيل.
وأضاف: "لذلك إسرائيل لم تعط أي اهتمامات منذ سنوات للقمم العربية والبيانات الخجولة، لأنها تعلم أنه لن يكون هناك أي موقف جدي من قبل الدول الإسلامية وبالتحديد العربية".

حكام مدينون لإسرائيل

وأشار الكاتب العراقي إلى وجود أوراق كبيرة وموثرة لدى الدول الإسلامية، على سبيل المثال قطع صادرات النفط (أوراق اقتصادية) وكذلك الإضراب من قبل النقابات، وأيضا إغلاق قناة السويس وكذلك باب المندب، منوها أن هناك العديد من الأوراق التي تجعل المجتمع العربي قادرا على الضغط على إسرائيل وإجبارها على وقف عدوانها الهمجي البربري على الفلسطينين الأبرياء.
وعن عقد القمة بعد أكثر من 35 يوما من بدء العدوان على غزة، قال "الحكيم" إن هذا التأخير غير مبرر من قبل زعماء الدول العربية والإسلامية، وأرجعه إلى ضعف المواقف الحقيقية من قبل الدول العربية والتي يخضع البعض منها لإسرائيل وأجنداتها في المنطقة.
وأوضح "الحكيم" أنه لم يعد أمام الفلسطينيين أي حلول إلا الاعتماد على الله أولا ثم على أنفسهم كما فعلوها وخططوا في ٧ أكتوبر، منوها أن أغلب الزعماء العرب لديهم علاقات وثيقة خلف الكواليس وفي الغرف المظلمة مع إسرائيل والكثير منهم مدينين لوصولهم إلى سدة الحكم لإسرائيل، وأنه حتى الزعماء الذين لم تربطهم علاقات مع إسرائيل، لم يتمكنوا من اتخاذ موقف جرئ بسبب علاقاتهم مع الولايات المتحدة المرتبطة بعلاقات وثيقة مع الكيان الإسرائيلي من خلال دعمها اللا محدود في ظل خنوع الحكام العرب.

دور الشعوب العربية

وحول الموقف الشعبي العربي، أثنى "الحكيم" عليه قائلا: "باعتقادي الشعوب العربية كانت مواقفها مشرفة، وبالطبع لديها دور من خلال التظاهرات والاعتصامات والإضراب والضغط على الحكومات، لإجبار الحكومات على اتخاذ موقف جدي وحقيقي ضد عمليات القتل الوحشي والإجرام البربري من قبل إسرائيل التي تريد استعادة كرامتها المهدورة والمتبعثرة بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر".
وأوضح الكاتب العراقي أن إسرائيل في سبيل استعادة كرامتها المهدرة، تقوم بقتل الأطفال والأبرياء والنساء والشيبة، لكن حسب المعطيات لا نجاح لإسرائيل يلوح في الأفق، ولفت إلى أنه منذ اليوم الأول بعد اعتقال الأسرى الإسرائيلين، فإن الانتصار سيكون حليف الفلسطينيين في نهاية المطاف، مشددا على أن إسرائيل مجبرة على التفاوض مع الفلسطينيين للإفراج عن أسراها مقابل تبييض السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين.

فشل إسرائيلي رغم الدغم الغربي

ونوّه "الحكيم" إلى أنه وبعد 37 يوما من عدوانها، إلا أن إسرائيل لم تحقق أي من أهدافها حتى الآن، إذ لم تتمكن من إنهاء حماس، ولم تتمكن من اقتحام غزة بريا، ولم تتمكن من الإفراج عن الأسرى. مشيرا إلى أن كل التهديدات الإسرائيلية جوفاء، في ظل تخبط واضح وملموس من خلال اتخاذ القرارات غير المدروسة. 
وتابع: "لذلك أنا أعتقد أن المعادلة تغيرت بعد عملية طوفان الأقصى التي قلبت موازين القوى، وكذلك غيرت قواعد اللعبة وقواعد الاشتباك، ولأول مرة المعركة تنتقل لقلب الكيان الإسرائيلي، وهذا يعتبر تغير نوعي في المعارك التي تجري منذ سنوات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي".
وعن الدعم الغربي للاحتلال، قال "الحكيم" إنه لا يختلف اثنان على أن الولايات المتحدة الأمريكية متورطة بشكل مباشر في الحرب على غزة وهي من يدير معارك إسرائيل، إذن إسرائيل وجدت من أعطاها صكا على بياض لتفعل ما تشاء في غزة، وهي كانت تتحين الفرصة وتبيت النية لذلك لاسترجاع كرامتها المهدورة"
واستدرك: "لكن هناك دعوات بالتحديد في العراق كانت من قبل السيد مقتدى الصدر لإخراج السفارة، ورغم أنه لم يتحقق لأسباب عديدة لكن يعتبر موقف ورسالة ضغط".
وختم حديثه بالقول إنه من الممكن أن يحقق الجيش الإسرائيلي توغلا بريا، لكن من غير الممكن البقاء مع حجم الكمائن المتوقع من قبل المقاومة، وبالتالي ستتعرض القوات الإسرائيلية لسيناريو مشابه لحرب جنوب لبنان 2006 وستتلقى خسائر كبيرة لا تتوقعها وستجعلها نادمة بسبب الضغط الداخل الإسرائيلي.

ضجيج بلا طحن

بدوره، قال الكاتب والسياسي المصري د. مصطفى السعيد، إن القمة العربية الإسلامية ومقرراتها لا تختلف في شيء عن قرارات الأمم المتحدة لكون كل منها قرارات غير ملزمة، وإن كان هناك اختلافات في الدول المكونة وطريقة إصدار القرارات.
وأوضح "السعيد" في تصريحات لـ"180 تحقيقات" أن قرارات القمة العربية الإسلامية أعلى نبرة عن سابقاتها، لكنها ضجيج بلا طحن.
وأشار "السعيد" إلى ان مخرجات البيان الختامي تناولت مختلف جوانب القضية والدعم دون أدوات تنفيذ، ولا آلية ملزمة، منوها أنها مجرد كلام يبدو وكأنه متشدد ضد العدوان بلا فاعلية، وموجه لاسترضاء الرأي العام العربي خصوصا، لكنه مجرد "كلام فاضي".
وأضاف: "كان سهل جدا تعلن خفض إنتاج البترول والغاز إذا لم تصل غزة حاجتها من متطلبات الحياة إذا كانوا جادين ويمتلكون الإرادة.لكن وقوعهم تحت النفوذ الأمريكي الشريك في الحرب على غزة يحول دون إصدار قرارات جادة".

عدم اكتراث وتواطؤ

وحول انعقاد القمة بعد 36 يوما من العدوان على غزة، أبان الكاتب المصري أن تأخرها مؤشر على عدم الاكتراث، وانعقادها بلا فاعلية دليل إما على التواطؤ أو الضعف أو انعدام الإرادة لاتخاذ مواقف مؤثرة.
وحول دور الشعوب العربية، قال: "للأسف الشعوب العربية مكبلة. وغير مسموح بالتظاهر أو أي عمل جدي. ومع ذلك تنفذ حملة مقاطعة مؤثرة في معناها ودلالاتها. وتشارك في حملات التوعية عبر منصات التواصل. وهو دور هام جدا لتوصيل الصوت العربي إلى أبعد مدى"
وأضاف أنه في ظل الخذلان العربي والتآمر الدولي، فإن أهل غزة يستنجدون بصمودهم وصبرهم، ومحور المقاومة الذي يضم حزب الله اللبناني والفصائل العراقية.
وأشار "السعيد" إلى أنه ربما يتسع المشاركون في الدعم إذا اتسعت الحرب، ولفت إلى أن الدول العربية وقتها لن يكون بمقدورهم سوى الصمت والقلق والخوف من هول ما سينتج عنه توسع الحرب.

شركاء في الإبادة

فيما قال الكاتب والمحل السياسي الفلسطيني، ياسر الزعاترة، إن اجتماع الرياض بيان جيد بلا إجراءات، ولخصه في قوله تعالى: "إذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون"، مضيفا: "بئس ما انتهيتم إليه".
وأكد "الزعاترة" في تدوينة على حسابهه بمنصة "إكس" أن الغزاة لم يكونوا يأبهون بالبيانات قبل 7 أكتوبر، فهل سيأبهون بها بعد أن أصابهم السعار، وأسفر بايدن عن صهيونية بشعة؟!
وفي إشارة إلى تزامن القمة مع العدوان على مستشفى الشفاء الطبي، أوضح "الزعاترة" أنه بالمنطق التقليدي؛ كان يُتوقّع أن يخفّف الصهاينة حرب الإبادة في غزة، كي يساعدوا تيار الانبطاح العربي، لكن سُعارهم لم يسمح بهذا.
وأضاف:"الآن هم يغرزون أصابعهم في عيون المجتمعين باستهدافهم للمشافي. مَن سيمنعون اتخاذ قرارات جدّية لوقف الإبادة، هُم شركاء فيها".
وتابع: "ندين المواقف العربية والإسلامية المتخاذلة، وهي تتفاوت دون شك، لكن حين نتذكّر أن عباس كان يمثل فلسطين في لقاء الرياض، ونعرف رأيه وكيف يلجم الضفة الغربية، فإننا نشعر بالخجل ونحن ندين الآخرين.
وأردف: "الحقيقة المرّة: عصبة رام الله هي معضلة قضيتنا الكبرى، ومعها "قبيلتها الحزبية".

التعليقات (0)