- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
تقرير "بوليتيكس توداي" الأميركي : الإمارات تمول مركز عدائي للإسلام
تقرير "بوليتيكس توداي" الأميركي : الإمارات تمول مركز عدائي للإسلام
- 11 نوفمبر 2021, 3:20:36 م
- 1363
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نشر موقع "بوليتيكس توداي" الأميركي تقريراً حديثاً يحكي عن الكيفية التي خلقت بها أبوظبي ما أسماه "البعبع السويدي المعادي للإسلاميين" الباحث ماغنوس رانستور القريب في توجهاته من الاحتلال الإسرائيلي، وأحد أكبر المحرضين على المنظمات الإسلامية في "السويد" والاتحاد الأوروبي.
ويتناول التقرير الذي كتبه أندرياس كريغ الأستاذ بكلية الدراسات الأمنية في كينغز كوليدج - لندن، الكلية الملكية للدراسات الدفاعية، ما أسماه بمحاولات أبوظبي التأثير على صنع السياسة الغربية على المستوى الأكثر إستراتيجية تجاه الدول الإسلامية، خاصة في أميركا وأوروبا "من أجل فرض روايتها عن الإسلام المعادية للإسلاميين والربيع العربي والأنشطة المستقلة للمجتمع المدني"عن طريق مركز هداية الذي أسسته أبوظبي في سنة 2012 بزعم "مكافحة التطرف العنيف" في حين أن المركز يخدم في حقيقته بالمقام الأول أهداف أبوظبي المعادية للإسلام كما أدعى التقرير ، وتركز فعالياته وأبحاثه على الإسلام وحده، لا على باقي حركات التطرف حول العالم من الديانات الأخري .
ويوضح التقرير، كيف تمكنت أبوظبي من تسويق "هداية" دولياً، من خلال إقامة ورش عمل وندوات ودراسات حول مكافحة التطرف، وأوصلته إلى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والمؤسسات اليمينية المتطرفة، وتأليب الغرب وتحريضهم ضد المسلمين والمؤسسات الإسلامية.
ويقول كريغ إن ماغنوس رانستورب أصبح قوة رئيسية في شبكة النفوذ الإماراتية في السويد التي ترعى مجموعة من زملائه الباحثين المرتبطين جميعا بشكل مباشر أو غير مباشر بأبوظبي، ويشاركونها الروايات التبسيطية المعادية للإسلام، مشيراً إلى أن وكالة الطوارئ المدنية السويدية التي تعمل تحت إشراف وزارة العدل، أعلنت في الآونة الأخيرة عن إنشاء وكالة للدفاع النفسي، وهي خطوة وصفها بالذكية "في وقت تهدد فيه عمليات التأثير الخارجي نزاهة الخطاب المحلي".
وقال إنه بينما تُسجَّل روسيا كقوة معادية في معظم الدول الغربية، يتم تجاهل أنشطة الإمارات وعمليات نفوذها في العواصم الغربية باعتبارها أنشطة دبلوماسية عامة لشريك في الخليج، مضيفا أنه مع ذلك، وعلى الرغم من أن عمليات التأثير في أبو ظبي بدأت قبل 15 عاما في واشنطن باعتبارها أنشطة دبلوماسية عامة حميدة، فإن الأدلة المتزايدة خاصة في أميركا تشير إلى أن أبوظبي حاولت التأثير بنشاط على صنع السياسة الغربية على المستوى الأكثر إستراتيجية للحكم.
وفي أوروبا أيضا، يقول كريغ إن أبوظبي حاولت بنشاط تقويض الخطاب العام حول الشرق الأوسط والربيع العربي والإسلام، فقد وُلد هذا النشاط من الخوف من المجتمع المدني بعد الربيع العربي، وتم إضفاء الطابع الأمني في تعامل أبو ظبي مع "الإسلام السياسي" كتهديد أساسي لأمن النظام.
وقال كريغ إن الدائرة المقرّبة حول ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد مدفوعة برهاب عميق الجذور من النشاط المجتمعي المدني الذي لا توافق عليه الدولة، مشيراً المسؤولين الإماراتيين كانوا في طليعة من عملوا على إضفاء الطابع الأمني على الإسلام السياسي، واصفين أي نشاط مجتمعي مدني مرتبط به بأنه "إرهاب"، وأصبح ذلك وسيلة لتبرير الاستبداد في الداخل وفي المنطقة وبشكل متزايد في الغرب أيضا.
ومضى الكاتب يقول إن أبوظبي احتضنت شبكات معلومات تتكون من قوميين يمينيين وكارهين للإسلام ومستشرقين في وسائل الإعلام والأوساط الأكاديمية وصنع السياسات، وتم استخدام نظريات المؤامرة الغريبة عن أسلمة الغرب الزاحفة للترويج لرواية أبوظبي عن "الإسلام المعتدل"، وهو خطاب -بحسب كريغ- خاضع لمصالح النظام ولا يترك مجالا للنشاط المجتمعي المدني.
وأضاف كريغ أنه بدلا من مجرد استخدامها لتبرير قمع المعارضين وشخصيات المعارضة والمجتمع المدني في الداخل، رعت أبوظبي هذه الشبكات للضغط على الحكومات في أوروبا لاتخاذ موقف أكثر صرامة ضد الإسلاميين، وقبل كل شيء ضد جماعة الإخوان المسلمين والمنظمات غير الحكومية أو مجموعات المجتمع المدني ذات الصلة المزعومة بالجماعة.
وأسفرت حملات التأثير هذه في بريطانيا عن محاولة قسرية من جانب أبوظبي وشبكاتها للضغط على حكومة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في عام 2015، للتحقيق فيما إذا كان ينبغي تصنيف جماعة الإخوان المسلمين على أنها منظمة إرهابية.
ويحكي كريغ أن التطورات في السويد منذ عام 2017 تشير إلى أن أبوظبي قد سلكت طريقا مشابها، ونجحت في تغيير الخطاب بشأن جماعة الإخوان المسلمين بشكل جذري في البلاد، مما أدى إلى قيام المؤسسات الحكومية بوصم المنظمات الإسلامية والمنظمات غير الحكومية بـ"الإرهاب"، وبالتالي تعطيل قدرتها على المشاركة بنشاط في المجتمع المدني.
وقال إنه حيث تفشل أبوظبي في وضع الإسلاميين على قائمة الإرهاب الحكومية، فإن الوصم بـ"الإرهاب" ونزع الشرعية في الخطاب العام هي الوسيلة البديلة لتقويض حريتهم في الحركة.
والأكثر تناقضا في السويد، بحسب الكاتب، هو أن روايات أبوظبي المعادية للإسلاميين يتم الترويج لها من قبل وكالة الطوارئ المدنية السويدية (MSB)، والتي يبدو أنها قد تم تخريبها من قبل خبراء ومستشارين من داخل شبكة تحتضنها الإمارات.
ويسرد كريغ أن كل شيء بدأ بتقرير عن جماعة الإخوان المسلمين بتكليف من وكالة الطوارئ المدنية السويدية عام 2017، كتبه م. نوريل وآجي كارلبوم، ويظهر روايات إماراتية بارزة حول نظرية الحزام الناقل، وهي أسطورة تم فضحها توحي بأن جماعة الإخوان المسلمين تعمل بمثابة مخدر دخول إلى "النشاط الجهادي".
وتبع هذا التقرير قائمة طويلة من المؤتمرات والمحادثات والأحداث التي وفرت منصة لمجموعة من الباحثين المتشابهين في التفكير، الذين يروجون لروايات معادية للإسلاميين تأسست على بحث أكاديمي مشكوك فيه.
وتم إعداد الكثير من هذا البحث من قبل مركز دراسات التهديد غير المتكافئ والإرهاب (CATS) الممول من وكالة الطوارئ، والذي تم إنشاؤه كوسيلة لفصل نتائج البحث عن الوكالة الحكومية، "وبهذه الطريقة يمكن أن يعمل مركز الدراسات (CATS) بسهولة أكبر كحاضنة للبحث المثير للجدل والنقاش حول التآزر الأيديولوجي المعادي للإسلام، والذي من غير المحتمل أن يصمد أمام اختبار مراجعة الأقران أو التحقيق النقدي".
وبهذه الطريقة، تحوّل ماغنوس رانستورب، رئيس الأبحاث الذي يقع في قلب أنشطة مركز دراسات التهديد غير المتكافئ، إلى خبير في شؤون جماعة الإخوان المسلمين بين عشية وضحاها في عام 2017، وهو أمر مثير للريبة، في نفس الوقت الذي أصبح فيه مستشارا لمركز هداية (Hedaya) الذي تموله الدولة في الإمارات، وهو أداة القوة الناعمة الرئيسية في الإمارات التي تدفع الأجندة المعادية للإسلاميين على الصعيد العالمي.