ناحوم برنياع يكتب: التظاهرات لا تسقط الحكومة لكن تكبح جماحها

profile
  • clock 28 مايو 2023, 3:52:08 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

رغم الحر الشديد، ورغم الإحساس بأن كل سبت يشبه سابقه، الأزقة ذاتها، اليافطات ذاتها، لا تزال الجماهير تتدفق إلى كابلن في تل أبيب وإلى أماكن أخرى في البلاد. 21 أسبوعاً، ولا يزال الاحتجاج حياً ويتنفس. المثابرة هي الرسالة.
الائتلاف هو الآخر حي يتنفس ويركل. قانون الميزانية، الذي أُجيز، الأسبوع الماضي، في الكنيست إنجاز كبير لنتنياهو والحكومة، رغم أنه يتعارض مع كل ما يفترض بقانون ميزانية طبيعي أن يفعله. يعطي القانون نتنياهو سنة ونصف السنة لا يمكن فيهما إسقاط حكومته إلا بحجب ثقة بنّاء. هذا ما كان مهماً له وهذا ما حققه. أكثر من هذا: تخصيص الأموال الفاسد، الذي لم يشهد له مثيل منذ قيام الدولة، وثّق فقط التعليم المتبادل داخل ائتلافه. تربط رزمة السلب كل الـ 64 نائباً من الائتلاف معاً. تم السطو. والآن ينتظر الجميع توزيع الغنيمة.
السفينتان، سفينة الاحتجاج وسفينة الائتلاف، تبحران في هذه اللحظة بالتوازي. بينهما تناور قوارب أحزاب المعارضة بصعوبة. حدد لابيد وغانتس 15 حزيران موعداً أقصى. في هذا الموعد يفترض أن تعيّن لجنة تعيين القضاة. إذا وقفنا الآن على المحادثات الوهمية في مقر الرئيس، كما يدعيان، فإن الائتلاف سيعين لجنة تعيينات ليس فيها مندوب للمعارضة. وبدلاً من تعيين قضاة بالحوار سنتلقى تعيين قضاة بالإكراه. سيحتفل الانقلاب القضائي بانتصاره الكامل. أوقف لفين وروتمان حين حاولا أن يدخلا من الباب الأمامي، من خلال التشريع. أما الآن فإنهما سيدخلان عبر النافذة.
بكلمات أخرى أصبح قادة المعارضة رهائن لقرار ليس لهم. في هذه الأثناء يسعون ليقوموا بالمهمة التي انتخبوا باسمها. في الماضي كانت لجنة المالية تجلس على قانون الميزانية شهرين على الأقل، في جلسات على مدى خمسة أيام في كل أسبوع، في القدس وتل أبيب. أما جفني فقد أجاز قانون الميزانية في يومين - ثلاثة. لم تتمكن المعارضة من تأخير العملية بوسائل برلمانية.
لا غرو أن نتنياهو كان معتداً غداة إقرار الميزانية. سكرة القوة التي دفعته لسلسلة أخطاء في بداية ولاية الحكومة عادت للحظة. "بالتأكيد"، قال حين سأله مراسل متعاطف هل سيستأنف الإصلاح القضائي أم لا؟ في غضون ساعات سقط الشيكل واضطر نتنياهو ليتراجع.
رغم أنه توجد للائتلاف أغلبية في الكنيست، فإن مجال عمله محدود. نتنياهو مكبل بالوعود التي أعطاها لشركات التصنيف وللرئيس بايدن. وهو لا يسارع ليدفع ثمناً اقتصادياً وسياسياً لقاء تنفيذ أحلام أعضاء ائتلافه. عندما هاجمت دول أوروبية بكل قوتها قانون الجمعيات الذي يستهدف المسّ بمساعدتها لمحافل حقوق الإنسان، تراجعت الحكومة، مؤقتاً على الأقل.
يقول هذا شيئاً ما عن نجاعة الاحتجاج: هذا لن ينجح باللين. فطالما كانت التظاهرات تخرج في كل سبت إلى الشوارع الجادة المركزية للأمن والاقتصاد في إسرائيل، وطالما كانت الحكومات في الغرب تتابع وتهدد بالغد، فإن نتنياهو وأعضاء ائتلافه يتخذون جانب الحذر من السير إلى الحد الأقصى. التظاهرات لا تسقط الحكومة لكنها تلجمها. لا يوجد الكثير من السحر في اللجم، لكن يوجد فيه غير قليل من المواساة.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
كلمات دليلية
التعليقات (0)