- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
د. ناصر محمد معروف يكتب: باستشهاد خضر عدنان اسرائيل تُثبت أنها مجموعة من اللصوص وقطاع الطريق
د. ناصر محمد معروف يكتب: باستشهاد خضر عدنان اسرائيل تُثبت أنها مجموعة من اللصوص وقطاع الطريق
- 2 مايو 2023, 11:09:50 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لم يشك الفلسطينيون يوماً أنَّ إسرائيل هي مجموعة من اللصوص وقطاع الطريق، حتى ولو تحالف معها كل قوى الأرض، وحتى لو لهث المطبِّعُون خلفها لينالوا رضاها، فما يخاف منه المطبِّعُون، لا يعرفه الشعب الفلسطينيون، لذلك فهم يترصدون دقيقة بدقيقة، وثانية بثانية، زوال هذا الكيان المزعوم.
إنَّ الشهيد خضر عدنان لو علم لدقيقة واحد أنَّ لليهود حقٌّ في فلسطين لتنازل وفكَّ إضرابه وعوفي، ولكنه يعلم جيداً أن هذا الكيان لصٌّ قاطعُ طريق، فكيف يرضخُ هذا الجبل لمجموعة الرّعاع، فوالله إنه لمن العيب أن يسرق لصٌّ خاتمك أمام عينيك، فتُقِرّ له بذلك، ثم يصبح صديقك، فإذا كنت لا تقرُّ بذلك لأجل خاتم حديد، فكيف يقرُّ شعبنُنا للصوص دخلوا هذه الأرض خلسة، فأكرمهم شعبنا وقدم لهم الضيافة، فإذا بهم لصوص ينقضون على الأرض فيسلبونها على حين غرَّة، ثم يقطعون الطريق؛ فيقتلون الشباب والشيوخ والأطفال، ولم تسلم منهم العجائز، فهل مثل هؤلاء، يمكن أنْ يرضخ لهم جبلٌ مثل خضر عدنان.
إنَّ مجموعة لصوص عَدَوْا على أرض خلسة، وحاولوا طوال الفترة السابقة، إيجاد حقٍّ لهم في فلسطين فلم يجدوا، حاولوا إثبات أحقيتهم وملكيتهم لفلسطين بشتى الطرق حتى فرغوا لذلك مئات العلماء والكُتّاب في مختلف المجالات، فقاموا بمئات المشاريع وأنشؤوا مراكزاً للدراسات وألفوا الكثير من الكتب، ونشروا المئات من الأبحاث، فبحثوا تحت الأرض وفوقها وقاموا بالحفريات ودفعوا الملايين من أجل إيجاد رابط يربطهم بفلسطين من قريب أو بعيد، فلم يجدوا، بينما أصحاب الدَّار يملكون الدلائل والقرائن التي تُثْبتُ ملكيتهم لها، واليهود لا يملكون، نعم:
يملك أصحاب الدار الحق الديني في فلسطين واليهود لا يملكون:
فالفلسطينيون هم أصحاب رسالة السماء الأخيرة، وهم من ورثوا الديار عن الأنبياء، وقالها نبينا نحن أحق بموسى منهم، وقالها قرآننا، {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ } [آل عمران: 68]، فهل يملك اليهود ذلك؟
يملك أصحاب الدار الحق التاريخي في فلسطين واليهود لا يملكون:
حيث تشير كلُ الدراسات والأبحاث أنَّ الكنعانيين هم الأسبق إلى هذه الديار، فقد سكنوها سنة 2600 قبل الميلاد، بينما ينفي كُتَّابهم حقهم التاريخي في فلسطين، فيقول المفكر اليهودي المعروف آرثر كيستلر: "القبيلـة الثالثة عشرة ويهود العالم الحاليين ليس لهم علاقة بيهود التوراة، وأنَّ يهود اليوم لم ينحدروا من أسباط اليهود الإثني عشر الوارد ذكرها في التوراة، بل ينحدرون من "القبيلة الثالثة عشـرة الذين قامت دولتهم في الخزر في القرن الثالث الميلادي". وبقوله هذا يسقط حقّ اليهود الديني والتاريخي في فلسطين.
يملك أصحاب الدار الحقّ القانوني في فلسطين واليهود لا يملكون:
ففلسطين أرض وقف إسلامي أوقفها الخلفاء وأقرت بذلك حتى الدول التي احتلت فلسطين، وإن كان القانون الدولي يقرُّ بأن أراضي ال 67 هي فلسطينية وكان آخرها ما اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية، مشروع "القرار الخاص بالممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية"، وذلك في جلستها التي عقدت بتاريخ 30 كانون الأول 2022. فإن وجدت إسرائيل من يقرُّ لها بأرضي ال 48 فإنَّ الاقانون التاريخي لا يُزوَّر بأن أرض فلسطين من البحر إلى النهر حقٌّ للشعب الفلسطيني.
اسرائيل تائهة وخاصة بعد بروز محور روسيا _الصين ايران _كمحور في مواجهة التعنت الأمريكي الذي أصبح به عالمنا اليوم يدور بقطبين، وليس بقطب واحد، كما في السابق وأصبحت إسرائيل في مهب الصراع الدولي لا تجد متكأً تتكئ عليه كالسابق، فكيف يقرُّ الأسرى، وكيف يقرُ شعبنا، وكيف يقرُّ الشهيد خضر عدنان لهؤلاء اللصوص فيسكتوا عن حقهم.