- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
عزات جمال يكتب: جريمة إغتيال القائد خضر عدنان لها ما بعدها
عزات جمال يكتب: جريمة إغتيال القائد خضر عدنان لها ما بعدها
- 2 مايو 2023, 8:35:44 ص
- 318
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ونحن نودع قائداً مجاهداً من قادة شعبنا وأبطاله الذين واجهوا المحتل بكل عنفوان، وقادوا الجماهير الثائرة في معارك الصمود والتحدي، حتى أصبح أبو عبد الرحمن أيقونة الصبر والتحدي في وجه الاحتلال وسجانيه الفاشين القتلة عبر إطلاقه ما عرف بمعركة الأمعاء الخاوية، التي خاض عبرها الشهيد خضر عدنان مرارا معركة الحرية والكرامة بأمعائه الخاوية وجسده النحيل وانتصر فيها على المحتل وسجانيه
لقد كان أبو عبد الرحمن شوكة في حلق الاحتلال من خلال مواقفه الوطنية المنحازة للمقاومة والداعمة للمقاومين من كل الأطياف الفلسطينية، وقد تعرض في سبيل ذلك للتضيق والملاحقة من الاحتلال وأجهزة السلطة الفلسطينية الأمنية ومُنع من دخول الجامعات في الضفة الغربية ولقي صنوف من الترهيب والعدوان لثنيه عن مواقفه الوطنية
كل ذلك لم يكن ليوقفه عن الاستمرار في مهمته المقدسة، ولم يفت في عضده وهو المقدام الأسد الهصور في الحق، الذي لا يخشى في الله لومة لائم، تراه يصدع بموقفه بكل جرأة وتحدٍ ويسير بين الناس مواسياً ومصبراً وداعياً للثبات والصمود
إلا أن كل ذلك لم يكن يرق للاحتلال وحكومته الفاشية الذين يرون في الشيخ وأمثاله خطر داهم، لأنه يوقض العزائم ويدعو للوحدة في ظل المقاومة والتصدي للاحتلال، فأصدروا الأمر باختطافه منذ ثلاثة شهور؛ ليعلن الشيخ على الفور إضرابه عن الطعام رداً على الاعتداء عليه وسجنه إدارياً دون أي تهمة أو سقف زمني لخروجه.
وهو المتمرس على خوض الإضرابات الطوبلة التي كان دائما ينتصر فيها، ويخرج عزيزاً شامخاً؛ إلا أن هذه المرة قد كان واضحاً وجود نية مبيتة لدى مصلحة السجون التي يشرف عليها المجرم المتطرف "بن غفير" لإعادمه، وهو الوزير الذي يقف خلف المطالبة بإقرار قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين، وما يؤكد ذلك تجاهل مصلحة السجون إضراب الشيخ خضر عدنان وتركه دون أي رعاية طبية حتى وصل إضرابه لليوم ال 85 وساءت حالته الصحية بشكل كبير، وهو الأمر الذي استدعى نقله لمستشفى وإخضاعه لرعاية طبية خاصة وعاجلة، ورغم ذلك ماطلت مصلحة السجون ولم تعر الأمر اهتمام، وترك الرجل يصارع الألم حتى فارق الحياة شهيدا..
إن هذه الجريمة النكراء تؤكد بأننا نواجه كيان من القتلة المتعطشين لدمنا الفلسطيني، وبأن الأسرى باتوا اليوم في خطر شديد يتهدد حياتهم بعد تكرار حالات الإعدام المتعمد في السجون الصهيونية
إن على شعبنا ومقاومته وفصائله الحية واجب الثأر للشيخ خضر عدنان وحماية الأسرى من الخطر الداهم، فالعالم أصم أذنيه وأغلق عينيه أمام جرائم الاحتلال الوحشية بحق رجالاتنا في السجون، فواجبنا أن ننتفض نصرة للأسرى الأحرار ولنسر على ما سار عليه شهيدنا القائد أبو عبد الرحمن خضر عدنان
إن من أقل الواجبات أن يشعل الشباب الثائر المواجهة مع المحتل في كل الساحات الفلسطينية غضبا وثأرا للشيخ الشهيد، وعلى المقاومين أن يلقنوا الاحتلال درسا يوازي جرمه الذي ارتكبه، وعلى المقاومة يقع عبئ حماية الأبطال العزل في سجون القتل والتنكيل الصهيونية وتحريرهم، فبذلك فقط يرتدع الاحتلال ويتراجع عن عدوانه ووحشيته وإلا فلننتظر توديع المزيد من الرجالات والقامات الوطنية، إذا لم ننتفض لنصرة الأسرى الأحرار في السجون.