- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
نتنياهو والبيت الأبيض.. زيارة مؤجلة بسبب الاحتجاجات والتصعيد الإسرائيلي
نتنياهو والبيت الأبيض.. زيارة مؤجلة بسبب الاحتجاجات والتصعيد الإسرائيلي
- 16 مارس 2023, 1:32:25 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في سابقة نادرة الحدوث، لم يتلق بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي دعوة من البيت الأبيض لزيارة واشنطن رغم مرور نحو 3 أشهر على توليه منصبه.
ويرى محللون أن هذا الأمر قد يؤشر إلى استياء أمريكي واضح من أداء وسياسات حكومته اليمينية.
وزار أغلب رؤساء الحكومات الإسرائيلية، الولايات المتحدة أو التقوا رئيسها في بداية توليهم منصبهم، وفقا لمراجعة أجرتها رويترز للزيارات الرسمية وصولا إلى أواخر السبعينيات، وانتظر اثنان فقط من أصل 13 رئيس وزراء سابقين عادوا للسلطة لوقت أطول حتى أتيحت لهما زيارة البيت الأبيض.
ورفض البيت الأبيض التأكيد ما إذا كان سيدعو نتنياهو للزيارة أم لا، فيما أحال متحدث باسم وزارة الخارجية رويترز إلى الحكومة الإسرائيلية للحصول على معلومات حول خطط سفر رئيس الوزراء، وامتنعت سفارة إسرائيل في واشنطن عن التعليق.
ومنذ تولى نتنياهو رئاسة الحكومة الإسرائيلية، تصاعد العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بسبب الاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية، والاعتداءات المتكررة عليها، بالإضافة إلى منح تراخيص لبناء مواقع استيطانية جديدة.
ويأتي التصعيد في الأراضي الفلسطينية بالتوازي مع أزمة سياسية حادة تواجهها حكومة نتنياهو، بسبب خطتها للإصلاح القضائي، التي تلقى معارضة شديدة، حيث يتظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين أسبوعيا رفضا لتلك الخطة.
كما أدلى عضو في حكومة نتنياهو مسؤول عن المستوطنات اليهودية تصريحات بها انتقادات من المسؤولين الأمريكيين، ومنهم وزير الدفاع لويد أوستن خلال زيارته لإسرائيل الأسبوع الماضي.
ولعل كل تلك الأسباب، هي التي دفعت واشنطن إلى تأخير دعوة نتنياهو لزيارة البيت الأبيض، ولقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وقال ديفيد ماكوفسكي -وهو مستشار كبير سابق للمبعوث الخاص للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، والذي يعمل الآن في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى- إن "الرسالة التي يريدون إرسالها بوضوح هي: إذا اتبعت سياسات مرفوضة، فإنه ليس من حقك الجلوس في المكتب البيضاوي".
ولا تزال العلاقات الأمريكية الإسرائيلية وثيقة، حيث ترسل واشنطن إلى تل أبيب سنويا مساعدات عسكرية تزيد قيمتها على 3 مليارات دولار سنويا.
ويعرف الرئيس جو بايدن، نتنياهو منذ عقود، وتحدث الاثنان عبر الهاتف، وتبادل مسؤولون كبار من الجانبين الزيارات منذ تشكيل حكومة نتنياهو في ديسمبر/كانون الأول الماضي، رغم الأزمة السياسية المتصاعدة في إسرائيل.
لكن عدم زيارة نتنياهو للبيت الأبيض يؤكد رغبة إدارة بايدن في رؤية سياسات مختلفة في إسرائيل وكذلك ما يقول منتقدون إنه إحجام عن اتخاذ خطوات فعالة.
من جانبه، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية إن إدارة الرئيس بايدن تفضل المحادثات الهادئة على الانتقادات العلنية، خاصة فيما يتعلق بالأزمة الدائرة حول التعديلات المقترحة لقوانين السلطة القضائية الإسرائيلية.
وأضاف أن "أي شيء يمكن أن نقوله بشأن المقترحات المعنية من المحتمل أن تكون له نتائج عكسية للغاية"، مضيفا أن الهدف هو تشجيع قادة إسرائيل على بناء توافق في الآراء بشأن التعديلات بدلا من منحهم توجيهات بشأن ما يجب أن تكون عليه النتيجة.
وأعرب كريس ميرفي، العضو الديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، عن أمله في أن تستمر الإدارة الأمريكية في توجيه رسالة واضحة إلى إسرائيل.
وقال "أود بالتأكيد أن أرى الإدارة ترسل إشارة قوية مفادها بأنه يتعين علينا الحفاظ على دعمنا لدولة فلسطينية مستقبلية، وأن القرارات التي تتخذها حكومة نتنياهو الآن تعرض هذا المستقبل للخطر بشكل كبير".
على صعيد متصل، حذرت مجموعة منفصلة مؤلفة من 92 مشرعا تقدميا في رسالة إلى بايدن من أن التعديلات القانونية الخاصة بالنظام القضائي يمكن أن تقوي شوكة أولئك الذين يفضلون ضم الضفة الغربية في إسرائيل، وهو "ما يقوض احتمالات حل الدولتين ويهدد وجود إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية".
وتعد الانتقادات الأمريكية للسياسات الإسرائيلية نادرة، وكان آخرها نصيحة وزير الخارجية الأمريكي السابق جيمس بيكر لإسرائيل في عام 1989 بعدم اتخاذ خطوات تجاه ضم الأراضي الفلسطينية وتوسيع المستوطنات.
ومنع بيكر في وقت لاحق نتنياهو، الذي كان يشغل منصب نائب وزير الخارجية آنذاك، من زيارة وزارة الخارجية الأمريكية بعد أن انتقد سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل.
ورغم ذلك، فإن الرئيس الأمريكي بايدن، المنتمي للحزب الديمقراطي ويصف نفسه بالصهيوني، أكد أن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل "لا يتزعزع".
وقال دنيس روس، وهو مفاوض أمريكي مخضرم في ملف السلام في الشرق الأوسط، ويعمل الآن مع معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن "الميول الشخصية لبايدن تجعل من الصعب جدا عليه تبني موقف شديد الصرامة تجاه إسرائيل".
وأضاف "أنه يفضل تنحية الشرق الأوسط جانبا حتى يتمكن من التركيز فقط على روسيا وأوكرانيا والصين.. للأسف، الشرق الأوسط لديه طريقة في فرض نفسه إذا لم نبادر بما يكفي للسيطرة على الأوضاع".