- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
نجم الدين الخريط يكتب: الولايات المتحدة تسيس كارثة الزلزال وتضرب عرض الحائط بالقانون الدولي الإنساني.
نجم الدين الخريط يكتب: الولايات المتحدة تسيس كارثة الزلزال وتضرب عرض الحائط بالقانون الدولي الإنساني.
- 8 مارس 2023, 3:45:12 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ببالغ الحزن والأسى نقول لقد ترك الزلزال الذي ضرب بعض المدن السورية فجر يوم الاثنين/6 شباط فبراير 2023 أثاراً وأضراراً كبيرة حيث أدى إلى سقوط ألاف الضحايا والمصابين والجرحى وإلى دمار وتهديم العديد من الأبنية السكنية والبنى التحتية الرحمة لجميع الضحايا والشفاء العاجل السريع للجرحى والمصابين والتعازي لمن فقد أحبته والتعازي للشعب السوري بهذه الكارثة الكبيرة ورغم كبر المأساة فقد برز بشكل منقطع النظير تكافل الشعب السوري وتضامن أبنائه حيث استجابوا رغم الظروف القاسية للنداء الوطني والإنساني وقدموا العون والمساعدة لبعضهم البعض بغض النظر عن الانتماء السياسي أو العرقي أو الطائفي أو الديني أو الاثني تجسدوا وحدة الشعب السوري أحلى وأجمل صورها وبنفس الوقت جرى انفتاح عربي أساسه من الشعوب العربية ودافعه ضغط الشعوب العربية وهذا برز أيضاً بشكل واضح من خلال تدفق المساعدات المادية والمعنوية للمتضررين من الزلزال في سورية كما تجسد بالزيارات التي قام بها عدد من البرلمانين العرب ومن الوزراء والمسؤولين العرب وبعض الدول الأجنبية الصديقة ولاحظنا انفتاحَ بعض الدول الاجنبية التي راحت تبحث عن وسائل لإعادة الصلات مع دمشق في هذا الوقت بالذات حيث نلمس تغيرات كبيرة واضحه ونرى أن الإدارة الأميركية التي اعتادت على أن تكون هي الشرطي والقاضي والحاكم هذه الإدارة بلا خجل ولا حياء تقول إنها تكارمت وخففت بعض العقوبات لمدة ستة اشهر عن سورية, ما هذه العنجهية؟! وكانت الإدارة الأميركية هي الشرطي والقاضي وحاكم العالم وللأسف الشديد إن حكام واشنطن لم يدركوا حتى الآن أن العالم قد تغير وأن هيمنة القطب الاميركي الواحد أصبحت في الماضي وانتهت ومازالوا يتشبثون بأسنانهم وأظافرهم بما كانوا يتمتعون به عبر عقدين أو ثلاثة من الزمن , نعم مازالوا بنفس السياسة والعقلية التي طبقوها على دول عدة منذ عشرات السنين حيث تضع الولايات المتحدة الأميركية عقوبات كما تريد و متى تريد وتفرضها على من تريد وبوقت آخر تقول إنها رفعت هذه العقوبات أو جزء منها , فعلاً إنهم لا يخجلون ولا يستحون, هؤلاء الذين يدعون أنهم مدافعين عن حقوق الإنسان والحريات والشعوب وحقوقها بل إنهم أحياناً يدعون أنهم يدافعون عن حقوق الحيوان وأين هذه الادعاءات المزيفة وكيف يسمحون لأنفسهم بأن يجعلوا منها قضاةً وحكاماً وشرطة على دول لها سيادة وحقوق وشرعية تملكها من قوانين دولية وعالمية ودساتير والشرائع فكيف يجعلون من أنفسهم حكاماً يعاقبون من يريدون ويدينون من يريدون , فواشنطن تعاقب مرة كوريا ومرة كوبا ومرة إيران ومرة روسيا والصين وسورية ثم يصدرون قوائم ولوائح بأسماء مناضلين من مختلف دول العالم تفرض عليهم وزارة الخزانة الأميركية عقوبات مختلفة بحجج واهية ومختلقة حيث يتصرفون وكأن دول العالم تلاميذ في صفٍ ابتدائي ونتيجةً للضغط العالمي والعربي الداعم للشعب السوري لتخفيف آثار النكبة الزلزال خضعت هذه الإدارة الأميركية بأن تصرح أنها سترسل مساعدات إلى سورية عن طريق المنظمات الانسانية, أضف إلى ذلك أن أميركا مازالت تحتل جزءاً من الأرض السورية عنوة وتحت شعارات كاذبة ومحاربة داعش والقضاء على الإرهاب تحت هذه الشعارات الكاذبة قامت بتدمير البنى التحتية وقامت بقتل المئات وقامت بتدير الجسور وخاصة الجسور التراثية الواقعة على نهر الفرات, وقامت الطائرات الأميركية بقصف وتدمير الجسور الواقعة على النهر وقطعت بين الضفتين وهو هدف واضح في تقسيم سورية وخلق حدود طبيعية ومصطنعة وليست طبيعية من خلال نهر الفرات وإن هذا النهر لا يقسم سورية بل يربط المواطنين وأهلهم في الضفة الأخرى وتقوم الآن الولايات المتحدة بتزويد المجموعات الإرهابية بالسلاح بالوقت نفسه تمتنع عن تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين المنكوبين بالزلزال وهذا أبسط ما يمكن أن يكون وأن يقدم تحت شعار الإنسانية أن تقف مع من تعرض لكارثة طبيعية وهم على عكس ذلك يقدمون السلاح وهذا يساعد على قتل الناس ولا يساعدهم على الحياة, وهذا يدل على حقيقة السياسات التي تتبعها الإدارات الأميركية المتعاقبة "سياسة الكيل بعدة مكاييل" وسياسة ازدواجية المعايير؛ وسياسة الكذب والخديعة؛ وهذا واضح من خلال ما تقوم به الولايات المتحدة من عرقلة أي حل سياسي وأزمة طالت اثنا عشر عاماً والسبب أن أميركا لا تريد أي توافق أو وحدة حقيقية للشعب السوري وهذا يؤدي الى طردها من أراضينا وتحرير كل شبر من المناطق التي تحتلها وخاصة من الجولان العربي السوري المحتل من إسرائيل التي تقوم أميركا بحمايتها ودائماً تقول إن أمن إسرائيل أولاً, نعم هذا ما تقوم به الإدارات الأميركية المتعاقبة ولكن نقول لهم ولأتباعهم إن هذا لن يستمر طويلاً فإرادة الشعوب وخاصة الشعب السوري أقوى من ظلم الطغاة والمستعمرين وكما تصدت سورية بجيشها وشعبها وقيادتها وحررت الكثير من الأراضي التي سيطرت عليها ستحرر أيضاً ماتبقى تحت سيطرة المحتلين جميعاً, نعم إن الشعب السوري سيحرر كل شبر من الأراضي السورية وستعود سورية للسوريين كما عهدناها حرة مستقلة سيدة كما عرفها التاريخ مركز الحضارة والإنسانية بحلتها الجديدة الديمقراطية التعددية والعلمانية فهذا ليس ببعيد وهذا الشعب الحي من سلالة بحضارة عمرها ألاف السنين ومهما تعرضت لهجمات أو حروب ستنهض من جديد وستعود بشكل أفضل وأسمى وأزهى
نجم الدين الخريط الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد - عضو القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية.