- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
نصر الققاص يكتب.. تعالوا نفرش الملاية
نصر الققاص يكتب.. تعالوا نفرش الملاية
- 3 أبريل 2021, 1:33:14 ص
- 6924
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعالوا نفرش الملاية!!
رنين هاتفي المحمول أشار إلى رقم على الشاشة.. لا أعرفه.. وإن كنت قد تعودت عدم الاكتراث بأرقام لا أعرف أصحابها, خلال عامين مضيا.. وجدتني أفتح الخط.. قدم المتحدث نفسه.. أعرف الإسم جيدا.. تزاملنا فى كلية الإعلام.. جمعتنا مهنة الصحافة.. كل منا كان له طريق وأسلوب.. كل منا رضى باختياره.. هو - وكذلك العبد لله - أخذته أمواج الزمن والأحداث, إرتفاعا وانخفاضا.. لكننا فى لحظة اتصاله كان ينعم بموجة أخذته لأعلى, بينما أستمتع برياضة الغطس فى أعماق الحياة!!
يعلم المتحدث تماما أنه فى قمة المسئولية.. كما يعلم أننى خارج دائرة المهنة ذاتها.. لا أملك غير القراءة كثيرا, والكتابة بين الحين والآخر على صفحة فى ذاك الاختراع الجميل.. المذهل.. الخطير.. والشيطان أحيانا.. ويسمونه "الفيسبوك"!! دخل فى الموضوع مباشرة, ليعرب عن عدم ارتياحه إنزعاجه من مقالين كتبتهما فى قضية أزمة الدكتور "أيمن منصور ندا" ويجوز أننى فهمت شعوره بمساحة من الألم بسبب ما طاله من نقد.. عرض وجهة نظره, وكانت شديدة السطحية.. شديدة الذاتية.. فهو لا يدافع سوى عن نفسه.. يحدثني عن أنه لا علاقة له بما تناوله أستاذ الإعلام.. أخفى الكثير جدا من المعلومات.. وكنت أصدمه بالرد عليه حين أقولها له.. أخذت المكالمة طابع السخونة, ثم تطورت إلى صدام بين وجهتي نظرنا.. وجد صعوبة فى اختراق جدار قناعاتي.. حدثته فيما أتعفف عن الشكوى منه, وهو أحد المسئولين عنه.. إرتبك ووعدني ببحث الأمر وحسمه.. عاود الاتصال بى بعد دقائق, ليقول أنه اتصل بطرف ثالث لدراسة الموضوع وحسمه.. ووعد باتصال خلال ساعات.. لم يتصل.. ولن يتصل!! لثقته فى أننى لن أبوح بتفاصيل المكالمة, بناء على رجاء منه ووعدي له بتكتم سر المكالمة وتفاصيلها.
يدهشني أن يجلس أى إنسان على كرسى المسئولية.. خائفا.. حريصا على الاستمرار.. يدفع أى ثمن مقابل أن يستمر التصاقه بالكرسى.. يضحى بكل معنى وقيمة, لكى يبقى فى الواجهة.. المهم أن يقبض ثمن وجوده مالا ووجاهة.. وتتضاعف دهشتي حين أتذكر أنه سبق أن أخذته موجة وظروف لأعلى.. ثم هوت به موجة أخرى لأعماق النسيان.. وفى الحالتين تعرض لذلك بالصدفة.. فهو كان - ثم أصبح - مسئولا دون إرادته أو موهبة يملكها.. وغادر موقعه مطرودا بشكل مهين بفعل ثورة "25 يناير" ثم نجح فى استثمار ثورة "30 يونيو" وعاد أكبر مما كان عليه قبل طردهّ!!
كثيرون حدث معهم ومنهم ذلك!!
كلهم عادوا لينتقموا من خصومهم.. من الذين شهدوا وشاهدوا إهانتهم.. من الشعب والوطن لا مانع.. لذلك ستجد أن هؤلاء يستمتعون بهدم أركان الإعلام, وتدمير مهنة الصحافة.. لكنهم بحكم مواقعهم.. أصبحوا حراس "بلاط صاحبة الجلالة"!!
إلتزاما بوعدي لن أكشف اسمه ولا تفاصيل مكالمته!!
كم أذهلني أن آخرين تحدثوا معى تليفونيا, أو عبر رسائل مكتوبة حملت نقاشا.. حول نفس الموضوع.. كل منهم يطلب منى أن يكون الحوار سريا.. كلهم يلعبون أدوارا فى محاولة إقناعى بخطأ موقفي المعلن كتابة وتفصيلا, فى قضية أو أزمة الدكتور "أيمن منصور ندا" ويؤسفني أن كان بينهم أساتذة جامعيين من زملاء وأساتذة الدكتور نفسه.. غير آخرين زاملونى فى المهنة.. وكلهم يلعبون دور "محامى الشيطان"!! كلهم بما طرحوه من كلام فارغ وحجج واهية.. فضلا عن أكاذيب لا تصمد لدقائق, جعلوني أفكر فى أن أكتب "تعالوا نفرش الملاية"!! وللحق أذكر أن الدكتور "محمود يوسف" وكيل كلية الإعلام الأسبق, كان موقفه مشرفا ويعكس معنى وقيمة أستاذ الجامعة.
تعرض الدكتور "أيمن منصور ندا" لأكبر حملة سباب وقذف وشتائم.. والذين يرون فى أسلوبه خروجا عن القيم والأخلاق وقواعد الآداب العامة, لا يدينوا سفالات "الأراجوزات" الذين يقدمون انحطاطا على الشاشات.. غير ابتذال وانحطاط مكتوب فى الصحف وعبر مواقع التواصل الاجتماعى.. كلهم منزعجون من حجم التفاف الناس حول "الدكتور أيمن المحترم" وكلهم اتفقوا على إسكاته ببلاغات لإيقاف صفحته.. وبلاغات للنيابة.. إتصالات لإبعاد الذين يؤيدونه عنه.. غرف عمليات تم استدعاء كل من سقطوا مع "زمن مبارك" للمشاركة فى اجتماعاتها, وتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه لاغتيال أستاذ جامعي باي طريقة وبكل طريقة.. ويشارك فى الجريمة "صمتا" كثيرون ليس لديهم أدنى استعداد لخسارة مواقعهم, لو اعترفوا بأن الرجل قال صوابا.. وليس لديهم استعداد لخسارة رأى عام كاسح, يؤيد بعد اتفاق مع الأستاذ الجامعي, لو هاجموه لما كتب.. وهؤلاء اختاروا الفعل السرى!! إختاروا ممارسة "البورنو" عبر التليفون أو خلال لقاءات خاصة أو مناقشات مكتوبة يرجون المحافظة على سريتها!! مع أن كلهم يملكون قدرات وإمكانيات لإعلان رأيهم ومواقفهم فى القضية المطروحة.. ربما لأن الرأى الذى يكسب منه صاحبه, ليس له سوى اتجاه واحد!!
كنت - ومازلت - أضحك وقت أن تسقط دموعي على وجهى.. أهرب بقراءة كلمات "خيرى حسن" حين قال: "الكلمة الصادقة لا تموت بصدقها.. لأنها تعيش بصدقها.. والمبدع الحقيقي لا يموت, لأنه يعيش بإبداعه.. الوطني الحقيقي لا يموت, لأنه يعيش بوطنيته.. والإنسان الحقيقي لا يموت, لأنه يعيش بإنسانيته" وتذكرت الشاعر "زكى عمر" حين قال: "يا صاحب الصوت الهامس.. الصوت الهامس خاين"!! وانتشلني الفنان "حسين نوح" حين طلبني.. تعرفنا.. دار بيننا حوار طويل.. وأسعدني أننى سمعت منه شعر "زكى عمر" بإلقاء بديع.. اختلفنا واتفقنا بصوت عال, مع أمل أن يتواصل الحوار.. فقلت لنفسي ما أروع أن "نفرش الملاية" وهى عند المثقف الحقيقي حوارا مسموعا.. مع سعادتي بأن يقول لي "المبدع" عبد الجليل الشرنوبى أنه يفضل أن أكتب تحت عنوان "هلموا بنا نفرش الملاية" فما رأيكم؟! المهم أن "فرش الملاية" لا يقدر عليه غير الأكفاء.. أما "الأراجوزات" فيعلمون أنهم لا يجدون "ملاية" تسترهم!!
كلمات دليلية
التعليقات (0)
إقرأ أيضا
أحدث الموضوعات
الأكثر قراءة
جمعة, 08 أكتوبر 2021
مصادر: إبراهيم منير يتخذ قرار بإيقاف ٦ من الشورى العام اثنين, 21 يونيو 2021
كيف تحول نشطاء وسياسو الربيع العربي إلى موظفين بإسطنبول سبت, 18 سبتمبر 2021
د. أيمن منصور ندا يكتب : عندما تلقيت اتصالاً من الرئيس السيسي خميس, 30 سبتمبر 2021
طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة - سبوبة الزنازين اثنين, 01 نوفمبر 2021
تقرير : كيف ساهم " أبو دية " عبر أذرعه المالية في تدجين المعارضة المصرية بالخارج وطن عربي
جمعة, 20 ديسمبر 2024
وزير التربية السوري: سنمحو إشارات حزب البعث من المناهج التعليمية جمعة, 20 ديسمبر 2024
مطار دمشق الدولي يحتاج 100 مليون دولار للإصلاح والتطوير