- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
نضال خضرة يكتب: أسباب فشل النقد في احداث التغير
نضال خضرة يكتب: أسباب فشل النقد في احداث التغير
- 16 يونيو 2022, 5:48:20 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
احد اهم الظواهر الخطيرة التي أصابت المجتمع العربي، الغلو في الخلاف سواء كان ديني فكري أيدلوجي وسياسي، ويأتي هذا الغلو بدافع الايدلوجيا والافكار الصلبة والمصالح والاحقاد التي جعلت الافراد والجماعات يترقبوا وينتقوا الأخطاء ليس بهدف تصويبها وتصحيحها، بل بهدف التصيد الكيدي للاخطاء بهدف الانشغال الداخلي واستمرار لحالة الجدل التي تحول عن الإصلاح.
خلو النقد من الأفكار الإصلاحية ومن أي سند تاريخي فكري او حدث مشهود لا يدع مجالاً للشك يثبت عدم صلاحية النقد، ويصنف النقد بدرجة دنيا، وعدم طرح أفكار إصلاحية واليات للتغير من قبل الناقد دليل واضح على ادانة الناقد، اسباب النقد الهدام وعدم الارتقاء الفكري والاصلاحي في النقد.
يأتي بسبب الاستسلام للايدلوجيا والدفاع عن المصالح، فهذا الاستسلام يسمح بانشاء مجال تداولي داخلي في المنطق،، فهذا المجال التداولي يجعل الحقائق جزء من المنطق وعندما تصبح الحقائق جزء من المنطق، لحظتها ستسمح بتداول هذه الحقائق في نفسك وبعدها ستتجرأ تباعاً على استجماع القدرات والامكانيات الفكرية والثقافية لنقد الحقائق من خلال استحضار الأخطاء الإنسانية، والتجرؤ علي نقد الحقائق مدعاه للهلاك، الابداع في النقد لا يكون ابداع الا اذا تمسك الانسان بالحقائق ارتقي في تقديم الأفكار الاصلاحية الفكرية الايدلوجية والسياسية،، والعمل الفعلي على ترجمة هذه الافكار بهدف احداث التغير،،على قاعدة الحقائق، فالناقد كالطبيب الجراح الذي يحمل مشرط هدفه علاج المريض وليس قتله، اما النقد الهجومي وبدون التمسك بالحقائق كقاعدة ارتكاز ، وبدون افكار اصلاحية يقبلها الرأي العام والخصم،، وبدون ترجمة
فورية لهذه الأفكار فهذا لايعتبر ابداعاً انما ابتداعاً، ولا يصنف بالنقد الاصلاحي والحداثي، بل يصنف بالنقد الهدام، لان هدفه استمرار حالة الانشغال الداخلي والجدل وردود الأفعال المتبادلة وهذه الحالة الجدلية احد اهم الامراض القاتلة التي تصيب المجتمعات التي تسعي للاستنهاض، على الناقد ان يجعل الابداع شرطاً كافياً لتحقيق الاصلاح والتغير والحداثة، وشرط الابداع تقديم افكار إصلاحية والمشاركة الفعلية في احداث التغير، بأقل الخسائر إن امكن ذلك، فحيثما وجد الابداع في النقد فثمة الاصلاح التغير والحداثة،