- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
"هآرتس": الخطة الأمريكية لتهميش حماس بعد الحرب ستفشل لهذه الأسباب
"هآرتس": الخطة الأمريكية لتهميش حماس بعد الحرب ستفشل لهذه الأسباب
- 6 فبراير 2024, 8:47:38 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أكدت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن هناك 3 عقبات رئيسية ستؤدي إلى فشل الخطة الأمريكية الرامية لتهميش حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) بعد انتهاء حرب غزة المتواصلة منذ 7 أكتوبر المنصرم.
وفي مقال له بالصحيفة، أوضح الكاتب نبهان خريشي أنه وفقا للخطة الأمريكية تعتزم واشنطن إعادة تنشيط السلطة الفلسطينية في رام الله وإضفاء الشرعية عليها لتأهيلها لحكم الضفة الغربية وغزة بعد انتهاء الحرب الحالية في القطاع بين إسرائيل وحماس.
وفيما يبدو أنه تحضير لتنفيذ الخطة الأمريكية، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية عن المرحلة الأولى من تنفيذ إصلاحات واسعة النطاق في حكومته.
أضف إلى ذلك اجتماعًا سريًا عُقد مؤخرًا مع كبار مسؤولي الأمن القومي السعوديين والمصريين والأردنيين والفلسطينيين، حيث تحدثوا عن كيفية جعل الخطة الأمريكية ممكنة.
لكن وفقا لخريشي فإن هذه الخطة تصطدم بثلاث عقبات رئيسية في مقدمتها المماطلة المحتملة من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتنفيذها وعدم انتصار إسرائيل على حماس، واحتمال وفاة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أو إصابته بمرض يعوقه عن القيام بمهام عمله.
مماطلة نتنياهو
وبحسب الكاتب فإن نتنياهو أعلن أكثر من مرة رفضه السماح للسلطة الفلسطينية، التي طردتها حماس من غزة في 2007، بالعودة لإدارة وحكم القطاع الذي دمرته الحرب المتواصلة من 122 يوما.
وذكر الخريشي أنه على مدى الأعوام 17 الماضية، وتحت مراقبة نتنياهو في الأغلب، عملت إسرائيل باستمرار على عرقلة إعادة التوحد السياسي بين غزة والضفة الغربية، مفضلة قيادة منقسمة أضعف.
وأضاف أنه إذا ضغطت الإدارة الأمريكية الحالية على نتنياهو للاستجابة على خطتها لإعادة تأهيل السلطة الفلسطينية، فمن المرجح أن يماطل نتنياهو حتى نهاية الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر 2024، على أمل أن تزيح الانتخابات الرئيس الحالي بايدن وتأتي بخصمه الجمهوري دونالد ترامب.
غياب الانتصار
وذكر خريشي أن العقبة الثانية التي تواجه الخطة الأمريكية، هي تتلخص في الاحتمال المرجح للغاية بعدم تحقيق إسرائيل النصر في الحرب الحالية في غزة، واستمرار الوجود السياسي والعسكري لحركة حماس في القطاع.
وأشار إلى أنه بعد مرور ما يقرب من أربعة أشهر على الحرب، من غير المرجح أن تتحقق أهداف إسرائيل المعلنة -بعد هجوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين أول- المتمثلة في اجتثاث حماس، كما لا تزال حماس تقاتل وتتفاوض مع إسرائيل بشأن تبادل الأسرى.
ولفت خريشي إلى أنه حتى لو افترضنا أن حماس قد تم إضعافها عسكرياً؛ لكن الحقيقة هي أنها ستبقى لاعباً سياسياً بارزاً على الساحتين المحلية والإقليمية، تماماً كما فعلت منظمة التحرير الفلسطينية بعد نزع سلاحها في حرب لبنان عام 1982.
وبعد 11 عاماً من حرب لبنان، وقعت إسرائيل اتفاقيات أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية، والتي أدت إلى إنشاء السلطة الفلسطينية.
وفي استطلاع للرأي العام أجراه مؤخراً المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، كان نحو 90% من المستطلعين يؤيدون ترشيح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بينما دعا 60% إلى تفكيك السلطة الفلسطينية نفسها.
ومع ذلك، لا تزال الولايات المتحدة تدعم السلطة الفلسطينية، ولكن مع تجديدها لحل مشكلة شرعيتها. وحتى لو نجح هذا الجهد، فمن غير المرجح أن تكون النسخة الجديدة من السلطة الفلسطينية مستدامة.
وفي الوقت ذاته، لن تخاطر حركة فتح، ومعها الدول العربية الناشطة في الشأن الفلسطيني والولايات المتحدة، بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في الضفة الغربية وقطاع غزة، لأن حماس، التي ستبقى قوة كبيرة في السياسة المحلية، من المرجح أن تفوز.
وذكر أن حركة حماس تحظي بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين بسبب مقاومتها القوية القوات الإسرائيلية في معارك غزة.
وفاة عباس
وحدد الكاتب عقبة ثالثة أمام الخطة الأمريكية، قال إنه يجب أخذها في الاعتبار وهي أن محاولة واشنطن لإنقاذ السلطة الفلسطينية الغارقة لن تدوم إذا مات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أو أصبح مريضًا جدًا لدرجة تجعله غير قادر على القيام بواجباته.
وعقب بأن حركة فتح تعاني من أزمات عميقة وتنافس بين كبار قياداتها لخلافة عباس، وتوترات مرتفعة للغاية لدرجة أن الصراع على السلطة قد يؤدي حتى إلى صراع مسلح داخلي.
وفي مثل هذا السيناريو فإن حماس، بشعبيتها الساحقة بعد الحرب في غزة، سوف تملأ الفراغ.
وذكر أنه من المهم أيضًا أن نلاحظ أن أمريكا طرحت تلك الخطة عندما أصبح من الواضح أن الدول العربية لم تكن تخطط للمساعدة في إدارة غزة بعد الحرب.
وتأمل إدارة بايدن، التي تتطلع إلى إعادة انتخابها، في طمأنة الناخبين العرب والمسلمين في الولايات المتحدة بأنها تعمل على ضمان عدم احتلال إسرائيل لقطاع غزة بشكل دائم.
لكن حماس سترفض أي خطة ليست طرفا فيها، ومن المرجح أن تتحالف مع القادة الذين انشقوا عن حركة فتح، مثل محمد دحلان وناصر القدوة، لتشكيل كيان ما بعد الحرب الذي قد لا تكون جزءًا منه رسميًا، لكنها ستظل ذات تأثير كبير باعتبارها المحرك الخلفي لها.