اهود ياتوم يكتب: إعادة المخطوفين بكلّ ثمن

profile
  • clock 6 فبراير 2024, 8:57:53 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

سنوات عديدة وأنا ادعي من معرفتي لمنظمات الإرهاب وتجاربي في مكافحة الإرهاب بان الإرهاب صعب جدا الانتصار عليه بالقوة العسكرية، خطوات عسكرية، استهدافات مركزة، قصف من الجو ومن الأرض ومناورات برية كل هذه تؤدي الى بقاء منفذي الإرهاب في الظل فترة قصيرة، لكنها لا تصفيه.

زعماء منظمات القتلة الذين أصيبوا او صفوا يستبدلون بمن يحل محلهم. منظمات القتل تواصل العمل برسالة أيديولوجية متزمتة، متطرفة، أصولية، وستحاول في كل مرة من جديد التمسك بمهمتها المركزية، إبادة دولة إسرائيل.

مع الدول المعادية يمكن الوصول الى اتفاقات وصنع السلام مثل السلام الذي صنعناه مع مصر، التي قاتلت ضدنا في عدة حروب. لقد توصلت مصر الى الاستنتاج بان ليس في وسعها هزيمة اسرائيل ولهذا فقد اختارت خطوة فيها شجاعة سياسية ووقعت على اتفاق سلام. الأردن هو الاخر قاتلنا وحاول هزيمتنا لكنه سرعان ما فهم ان ليس له أي امل واختار السلام.

توجد نماذج أخرى لحروب توصلت فيها الأطراف بعد حروب طويلة الى الاستنتاج بانه يجب الوصول الى اتفاقات سلام. لكن عند الحديث عن منظمات الإرهاب، فالوضع يختلف. نماذج عديدة في العالم تثبت بان دولا ذات قوى عسكرية لم تهزم منظمات الإرهاب، وبعد ضربات عسكرية نجحت هذه المنظمات في إعادة بناء نفسها وواصلت العمل، لفرض الرعب، لزرع الخوف، لتشويش الحياة الهادئة للمواطنين الهادئين، للقتل، للتدمير وللمس برموز الحكم.

ان السبيل الوحيد الذي منع استمرار العمل الاجرامي لهذه المنظمات كان جعلها غير ذات صلة في اعقاب صراع عسكري واساساً مدني. توجد نماذج عديدة في العالم على منظمات إرهابية صارعت الحكم بوسائل التخريب، القتل، التدمير وابادة. الـ بي.كي.كي التي تعمل في تركيا، اليونطا التي عملت في إنجلترا، التاليين في سيرنلانكا، الباسكيين في اسبانيا، بادر- ماينوف في المانيا، الالوية الحمراء في إيطاليا، كل هذه هي نماذج لما حصل في سنوات عديدة في العالم.

في معظم الحالات لم يكن هناك حسم عسكري. نتيجة الصراع العسكري أدت الى قمع مؤقت لمدى قصير او طويل للعصابات، وفي حالات أخرى كان هناك من اختارت وقف الإرهاب انطلاقا من قرار بان طريق القتل استنفد نفسه.

في هذه الأثناء تواصل منظمات "الإرهاب" الصراع ضدنا ولا تتردد باستخدام أي وسيلة. حزب الله، حماس والجهاد الإسلامي تحاول منذ سنوات عديدة ابادتنا. ونحن نخوض ضدها حروبا وحملات عسكرية، لكن بعد فترة قصيرة تعود لتتسلح وتستعد لجولة إضافية. الاحداث التي تقع في الأيام الأخيرة في قطاع غزة والتي معناها هو ثورات محلية للسكان ضد حماس. هي برأيي الامل لإسقاط حكمها في القطاع.

ما يمكن للمناورات البرية، حرب جوية وبحرية ان تفعله لتقويض حماس يمكن أن تفعله بشكل افضل ثورات مدنية لمئات الاف السكان. سكان غزة قادرون على إسقاط الحكم الفاسد والإرهابي. ثورة شعبية واسعة يمكنها أن تقنع القتلة السنوار، ضيف وعيسى للوصول الى الاستنتاج بانهم خيرا يفعلون اذا ما اتخذوا خطوة جدية لإعادة المخطوفين وإنهاء حكمهم. آمل أن تتسع الثورات وتحقق اهداف الشعب الفلسطيني الذي يعيش في غزة والذي كل رغبته هو العودة الى دياره والعيش حياة عادية.

نحو أربعة اشهر ونحن نحاول هزيمة حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة. وقد دفعوا على ذلك ثمنا باهظا جدا. نحن نحقق النجاحات، لكن بدون قدرة على الحسم والوصول الى قادة القتلة. علينا ان نعيد وأولاً كل المخطوفين الى الديار. كلهم كمهمة وطنية عليا، مقابل كل ثمن وأنا أشدد، كل ثمن.

المصادر

معاريف

التعليقات (0)