من صحافة العدو

هآرتس: بشأن مسألة البرنامج النووي الإيراني.. كان نتنياهو على حق

profile
  • clock 13 أبريل 2025, 2:32:38 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
بشأن مسألة البرنامج النووي الإيراني.. كان نتنياهو على حق

هآرتس -  يسرائيل هرئيل

أحرج دونالد ترامب بنيامين نتنياهو في اللقاء العلني في واشنطن، بإعلانه إجراء مفاوضات مباشرة مع إيران. فابتهج رجال أمن وساسة ومحللون، شماتةً بهذا الأخير، أو بالأحرى شماتةً بإسرائيل. ما هذا الفرح بالنسبة إليكم؟ هذا الرئيس غريب الأطوار، وكان يمكنه فعل الأمر نفسه أيضاً مع رئيس وزراء للاحتلال من صفوف المعارضة. أليس كذلك؟

إن نتائج المحادثات في سلطنة عُمان (شبه) معروفة مسبقاً: فإيران التي تمرّ بأسوأ حالاتها من الناحية العسكرية والاقتصادية، إلى حد تهديد النظام نفسه، ستُصدر فعلاً تصريحات معارِضة، لكنها ستوافق على تسوية مقيّدة إلى أن تمضي العاصفة. أي حتى نهاية ولاية ترامب. قادة النظام ينتمون إلى أمة الشطرنج؛ ومعروفون بأعصابهم القوية ودهاء المناورات. في هذه الأثناء، وإلى أن يرحل ترامب، سيُعيدون تأهيل حزب الله وحماس.

يحمل نتنياهو على عاتقه مسؤولية كبرى عن العديد من الإخفاقات، وأعظمها: السابع من أكتوبر. ومع خصومه، أعدائه، يتحمل أيضاً مسؤولية الانقسامات التي تمزقنا من الداخل وتهدد مستقبل الدولة، وليس فقط على الصعيد الداخلي. العالم يحدّق متسائلاً، وجزء منه يحتفل ويعدّ الخطط، بناءً على ذلك، بشأن ضعفنا. ونتنياهو بريء في مجال واحد يُعتبر مسؤولًا عنه، وهو التسلح النووي الإيراني. وليس بريئاً فقط؛ بل أيضاً كان المنبّه والموقظ. فهو الذي قرع كلّ الأجراس، والذي اتُّهم بأنه "مهووس" حين فتح أعين العالم على أخطار البرنامج النووي الإيراني.

العديد من رجال الأمن والسياسة، الذين يتهمون نتنياهو، هذه الأيام، بالتردد إزاء المسألة الإيرانية أيضاً، كانوا قد عارضوا سابقاً تدمير القدرات النووية لطهران بالوسائل العسكرية، ووظّفوا ثقلهم السياسي والسلطة الأمنية التي راكموها ضد الهجوم. رئيس الموساد، مئير داغان، كان قد اتخذ إجراءً غير قانوني، وروى لاحقاً (في برنامج "عوڤدا") أنه سافر إلى واشنطن، وعرَض على وزير الدفاع، ليون بانيتا، خطط الهجوم الإسرائيلية، وطالبه بإحباطها، وقد أحبطها فعلاً. داغان عبّر عن موقف قمة المؤسسة الأمنية: رئيس الأركان غابي أشكنازي ورئيس الشاباك يوفال ديسكين.

الاتفاق النووي الذي وقّعه باراك أوباما أبطأ، فعلاً، سباق إيران نحو القنبلة بعض الشيء، لكنه حفّز "نظام الشر" على وضع خطط موازية لتدمير "إسرائيل". قاسم سليماني، القائد العسكري المحنّك الواسع الحيلة والقدرات، ابتكر ونفّذ عملية متعددة الأذرع، بهدف تطويق "إسرائيل" من جميع الجهات، عبر تنظيمات بالوكالة؛ تلك التي بدأت في السابع من أكتوبر بتنفيذ المرحلة الأولى من الخطة للقضاء على الكيان الصهيوني.

لو هاجمنا في الوقت المناسب، قبل نحو عقد ونصف، المنشآت النووية التي لم تكن بدأت بعد بإنتاج اليورانيوم المخصّب (ويُقال إن الطيارين كانوا قد شغّلوا المحركات فعلاً)، لَزعزعت الضربة نظام الملالي وأربكت استراتيجية الحصار، وليس فقط إنتاج القنبلة.

أمّا الآن، وقد أصبح لدى الملالي يورانيوم مخصّب يكفي لستّ قنابل، فإن الجميع، بمن فيهم أولئك الذين أحبطوا خطط نتنياهو وإيهود باراك، الذي كان حينها وزير الدفاع (والإعلام، كما هو اليوم، جنّد الرأي العام لمصلحتهم)، يسارعون إلى تحميل المسؤولية للرجل البريء من الذنب في هذا الشأن تحديداً، ومثلما أُشيرَ سابقاً. "الكراهية قاسية كالهاوية".


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
المصادر

هآرتس

التعليقات (0)