- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
هادي جلو مرعي يكتب: أردوغان من بغداد الى كردستان.. هواجس الأمن والاقتصاد
هادي جلو مرعي يكتب: أردوغان من بغداد الى كردستان.. هواجس الأمن والاقتصاد
- 27 أبريل 2024, 2:48:50 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لاأحد يشك في أهمية الزيارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى بغداد ومن ثم الى أربيل عاصمة إقليم كردستان والتي إلتقى فيها معظم الزعامات العراقية خاصة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني حيث جرى التوقيع على جملة من التفاهمات في قضايا الأمن والمياه والإقتصاد وعبرت بغداد عن رضاها التي بمخرجات الزيارة وماتم الإتفاق عليه وبمايصب في مصلحة البلدين الجارين الذين تربطهما علاقات إقتصادية متينة تشهد للجانب التركي في حجم حضوره في السوق العراقية وكمية البضائع الهائلة التي تورد الى العراق يوميا عبر منافذ حدودية وجوية كما يشغل طريق التنمية المزمغ إنشاؤه هاجس أنقرة التي ترى فيه فرصة لدخول الشركات التركية خاصة مع إهتمام متزايد من دول عربية وخليجية به وتوقيعها إتفاقيات دعم مع الجانب العراقي خاصة الإمارات وقطر وربما الكويت التي يؤرقها ميناء الفاو ويتعطل لديها ميناء مبارك.
الرئيس التركي أستقبل في أربيل عاصمة إقليم كردستان من قبل الرئيس مسعود البرزاني وجرى النقاش في قضايا الامن والإقتصاد والسياسة والتجارة حيث تتشارك تركيا والإقليم حدودا طويلة وتنتقل البضائع مختلف السلع وتمتد انابيب النفط وتقوم الشركات التركية بإنشاء مشاريع كبرى إستراتيجية في الطرق والجسور والانفاق والمنشآت التجارية وهناك تبادلات زراعية وصناعية وهناك هاجس الأمن حيث تقوم القوات التركية من حين لآخر بالتوغل داخل الإقليم بحجة ملاحقة مجموعات مسلحة تركية تتخذ من الجبال الوعرة ملاذا وقواعد إنطلاق ويرفض الإقليم تلك التوغلات ويتشارك مع الحكومة الإتحادية في بغداد المخاوف من أن تتحول تلك التوغلات الى مسببات لأزمات صعبة ومن شأنها تعطيل التنمية الإقتصادية والتأثير في حياة السكان الآمنين.
تتشابك المصالح والمخاوف وتحتاج الى سياسة معقدة لحلحلة المشاكل الناتجة عن ذلك التشابك ومن المؤكد أن التفاهمات بين بغداد وأربيل مهمة للغاية في هذا الشأن، وتحتفظان برؤية محددة تجاه معظم تلك المشاكل للنأي بالنفس عن الصراعات الكبرى التي تسبب المزيد من التعقيد خاصة وإن العراق يتعافى من آثار أربعين عاما من الحروب والحصارات والتدخل ويحتاج الإستقرار السياسي والامني ليشرع بالتنمية المستدامة والإنفتاح على العالم والخوض في مزيد من العلاقات الإستراتيجية مع الدول الصناعية وتلك التي تمتلك خبرات في مجال الطاقة والصناعة والزراعة والتقنيات الحديثة التي تغطي العجز في ميدان التحديات الصعبة التي يتسبب بها الجفاف والتغير المناخي والنقص في الموارد والمواد الأولية وهنا تكمن اهمية الإنفتاح على العالم الذي يتطور بسرعة ويشهد تحولات كبرى في ميادين العلوم والتكنلوجيا الحديثة ويدرك القادة السياسيون في بغداد وأربيل مدى الأهمية البالغة للدول الفاعلة إقتصاديا، وضرروة تجنب المشاكل، والعمل على وضع سياسات ناجعة توفر ضمانات أكبر للمستقبل وتعزز الشراكات الناجحة.