هادي جلو مرعي يكتب: يخون إنسان بلاده

profile
هادي جلو مرعي مرعي باحث وكاتب صحفي عراقي
  • clock 13 مارس 2025, 3:42:31 م
  • eye 427
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
أرشيفية

 إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون أيخون إنسان بلاده؟  هل هي أن تكون عميلا لأمريكا وإسرائيل وغيرها من الدول لسبب ما؟ هل هي أن تتجسس لبلد آخر، وتفتح له خزانة معلومات بلدك؟ هل هي أن تفضل مصلحة بلد آخر على بلدك؟ هل هي أن تحب بلدا آخر أكثر من بلدك؟ هل هي أن تقصر في أداء الواجب تجاه بلدك؟ هل هي أن تتخاذل في الدفاع عن بلدك؟ هل في سرقة المال العام؟ هل هي في إستغلال الوظيفة لحسابك الشخصي؟ هل هي أن تحصل على الرشوة؟ هل هي في الحصول على الأموال من الخارج؟ هل هي في التقصير المتعمد أثناء العمل؟ هل هي في الغش في المشاريع والإستثمارات والمقاولات؟ هي هل في حب القومية والطائفة على حساب الوطن؟

 


    كل ماورد أعلاه خيانات، ومثلها كثير، فكل مايتعلق بالواجب والوظيفة والنصيحة والوديعة والأمانات المادية، والأسرار، والمواثيق، والعهود هي أمانة لابد من حمايتها وصيانتها، وتجنب الخيانة في أدائها.


    تنفتح أبواب العالم على بعضها، ويرى البعض البعض الآخر، ويتواصلون ويتزاورون إن لم يكن وجها لوجه، فعبر السفن والطائرات، أوالقطارات، وعبر وسائل التواصل الإجتماعي، ورنات الهاتف، والكاميرات الرقمية، ومقاطع الفديو المباشرة، وهي طرق تواصل غير تقليدية.


    تحاول دول كبرى، وأخرى تمتلك نفوذا وقوة السيطرة على الدول الأضعف، ونهب ثرواتها، والتحكم بقرارها الوطني، وترسيخ حضورها السياسي والأمني والإقتصادي فيها، وربما السيطرة على مدن منها، وقصبات وأراض وحقول غاز، أو نفط، وربما بقع فيها ثروات معدنية، وهي في هذا السبيل تحتاج الى من يعمل لحسابها من سياسيين وإعلاميين ومثقفين من كتاب وشعراء، وفئات إجتماعية متعددة، وتغدق عليهم المال، وقد يكون هناك صراع بين أكثر من دولة، فينقسم الخونة الى أقسام. كل قسم يتبع ويخون لحساب دولة، ويقوي من شأنها وحضورها، ويروج لتأثيرها وقدراتها، ودورها الخلاق والإنساني كما يتصوره وفقا لكم مايتسلم من مبالغ، أو مايحصل على إمتيازات.

 


    يستطيع أي واحد أن يخون بلده، ويتركه نهبا للمنتفعين والقوى الخارجية التي تسيطر عليه وتنهبه وتضعفه، وتحيله الى خراب، وتؤمن مصالحها دون أن تلتفت الى مصالح ذلك البلد ومواطنيه الذين يعانون، ويرون القهر ويكابدونه، ويتمنون الخلاص منه، ولكنهم للأسف ضحية دائمة للتدخلات وللخونة من أبناء الوطن الذين باعوه بثمن بخس دراهم معدودات، وكانوا فيه من الزاهدين.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)