- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
هجمات الحرس الثوري: العراق يشكو إيران بمجلس الأمن ويستدعي سفيره.. وتنديد أمريكي كردي
هجمات الحرس الثوري: العراق يشكو إيران بمجلس الأمن ويستدعي سفيره.. وتنديد أمريكي كردي
- 16 يناير 2024, 2:18:02 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
آثار القصف الإيراني على أربيل
أدانت الحكومة العراقية، اليوم الثلاثاء، الهجمات الصاروخية التي شنها الحرس الثوري الإيراني على أربيل، واصفة إياه بأنه عدوانا على السيادة العراقية، والذي أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين في المناطق السكنية.
واعتبرت الحكومة العراقية، خلال بيانٍ لها، أن هذا السلوك يمثل عدوانًا على سيادة العراق وأمن شعبه، مؤكدة أنها ستتخذ جميع الإجراءات القانونية، بما في ذلك تقديم شكوى لمجلس الأمن، حسب وكالة الأنباء العراقية.
وأكدت أن القصف الإيراني على أربيل، هو عدوان على سيادة العراق، وإساءة لحسن الجوار وأمن المنطقة.
من جانبه، أعلن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، تشكيل لجنة للتحقيق في الهجوم على أربيل خلال الساعات القليلة الماضية، والذي أدى إلى مقتل 4 أشخاص، وإصابة 17 آخرين.
وقصف الحرس الثوري الإيراني عدّة مناطق مدنية في أربيل بصواريخ باليستية.
وقال مجلس أمن إقليم كردستان العراق، إن "الهجوم استهدف بعض المواقع لمجموعات معارضة لإيران، وهذا عذر عارٍ من الصحة ومرفوض، مع الأسف، هم يستخدمون ذرائع لا أساس لها من الصحة دائمًا لمهاجمة أربيل، وهي منطقة مستقرة لم تكن بأي وقت مصدر تهديد لأي طرف".
استدعاء السفير للتشاور
كما أعلنت وزارة الخارجية العراقية الثلاثاء أنها استدعت سفيرها لدى إيران ناصر عبد المحسن "للتشاور"، بعد الضربات التي نفذها الحرس الثوري في إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية في بغداد، حليفة طهران: "استدعت وزارة الخارجية سفير جمهورية العراق لدى طهران نصير عبد المحسن، لغرض التشاور على خلفية الاعتداءات الإيرانية الأخيرة على أربيل، والتي أدت إلى سقوط عدد من الشهداء والمصابين".
ودانت الوزارة الهجمات الصاروخية التي نفّذتها إيران على إقليم كردستان شمال البلاد، وأكدت أن "هذا السلوك عدوان على سيادة العراق وأمن الشعب العراقي". وقالت نفس الجهة في بيان إن السلطات العراقية "ستتخذ كافة الإجراءات القانونية" الضرورية، بما في ذلك "تقديم شكوى إلى مجلس الأمن" الدولي. كما أعلنت تشكيل لجنة تحقيق لإطلاع "الرأي العام العراقي والدولي على الحقائق وإثبات زيف ادعاءات الجهات التي تقف وراء هذه الأفعال المدانة".
كذلك، استدعت الخارجية العراقية القائم بالأعمال الإيراني في بغداد أبو الفضل عزيزي صباح الثلاثاء لتسليمه "مذكرة احتجاج" بعد الضربات الصاروخية الذي نفذها الحرس الثوري الإيراني على إقليم كردستان شمال البلاد.
وأعربت بغداد في المذكرة عن "إدانتها واستنكارها الشديدين للاعتداء الذي تعرضت له عدد من المناطق في أربيل وأدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين وتسبب بأضرار بالممتلكات العامة والخاصة" معتبرة أنه "انتهاك صارخ لسيادة جمهورية العراق".
"حق مشروع" لطهران
في المقابل، اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية الثلاثاء أن الضربات الصاروخية التي نفّذها الحرس الثوري على أهداف "إرهابية" في شمال العراق وسوريا ليل الإثنين، تأتي في إطار "الحق المشروع" لطهران في الدفاع عن أمنها.
وقال المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني في بيان إن إيران "لن تتردد في استخدام حقها المشروع للتعامل الرادع مع مصادر تهديد الأمن القومي والدفاع عن أمن مواطنيها". وأكد أن طهران "تمكنت في عملية دقيقة وموجهة وبقدراتها الاستخبارية العالية، من تحديد مقرات المجرمين واستهدافها بأسلحة دقيقة للغاية، وكان هذا جزءا من ردّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أولئك الذين يتخذون إجراءات ضد الأمن القومي الإيراني وأمن المواطنين". ووضع القصف في إطار "العقاب العادل... ضد المعتدين على أمن البلاد".
وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية، في وقت متأخر الإثنين، أن الحرس الثوري الإيراني أعلن أنه هاجم "مراكز تجسس" لإسرائيل في إقليم كردستان العراقي، فضلا عن استهداف تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا.
وقال الحرس الثوري الإيراني في بيان: "ردا على الفظائع الأخيرة التي ارتكبها النظام الصهيوني، والتي تسببت في مقتل قادة الحرس الثوري ومحور المقاومة... تم تدمير أحد مقار التجسس الرئيسية للموساد في إقليم كردستان العراق بصواريخ بالستية".
وتوعدت إيران بالانتقام لمقتل 3 من عناصر الحرس الثوري في سوريا الشهر الماضي، من بينهم قائد كبير، والذين كانوا يعملون مستشارين عسكريين هناك.
وقال بيان الحرس الثوري: "نؤكد لأمتنا أن العمليات الهجومية للحرس الثوري ستستمر حتى الثأر لآخر قطرات من دماء الشهداء".
وبالإضافة إلى الهجمات الصاروخية التي شنها في منطقة سكنية تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان وبالقرب من القنصلية الأمريكية، قال الحرس الثوري إنه "أطلق عددا من الصواريخ الباليستية على سوريا، ودمر مرتكبي العمليات الإرهابية" في إيران، خاصة تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد.
أمريكا تندد بهجوم أربيل "المتهور"
ونددت وزارة الخارجية الأمريكية بالهجمات التي وقعت قرب أربيل، ووصفتها بأنها "متهورة". وقال مسؤولون أمريكيون إنه لم يتم استهداف أي منشآت أمريكية، ولم تقع خسائر في صفوف الأمريكيين.
وقالت أدريان واتسون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، في بيان: "لقد تتبعنا الصواريخ التي سقطت في شمال العراق وشمال سوريا. ولم يتم استهداف أي موظفين أو منشآت أمريكية".
وأضافت: "سنواصل تقييم الوضع، لكن المؤشرات الأولية تشير إلى أن هذه كانت مجموعة من الضربات المتهورة وغير الدقيقة"، مضيفة أن "الولايات المتحدة تدعم سيادة العراق واستقلاله وسلامة أراضيه".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" مسؤوليته عن انفجارين في مدينة كرمان بجنوب شرق إيران، أسفرا عن مقتل ما يقرب من 100 شخص وإصابة العشرات، عند نصب تذكاري للقائد العسكري الكبير قاسم سليماني.
وتتهم إيران، التي تدعم حماس في حربها مع إسرائيل، الولايات المتحدة بدعم ما تصفه بالجرائم الإسرائيلية في غزة. وقالت الولايات المتحدة إنها تدعم إسرائيل في حملتها، لكنها عبرت عن قلقها إزاء عدد المدنيين الفلسطينيين الذين قتلوا في الحرب.
"جريمة ضد الشعب الكردي"
وفي بيان صادر عن مكتبه، ندد مسرور برزاني رئيس وزراء إقليم كردستان بالهجوم على أربيل، ووصفه بأنه "جريمة ضد الشعب الكردي".
وقال مجلس الأمن التابع لحكومة إقليم كردستان في بيان، إن 4 مدنيين على الأقل قتلوا وأصيب 6 آخرون في الهجمات على أربيل، واصفا الهجوم بأنه "جريمة".
وقالت مصادر أمنية وطبية عراقية إن رجل الأعمال الكردي الكبير بيشرو دزيي وعددا من أفراد أسرته كانوا من بين القتلى عندما سقط صاروخ واحد على الأقل على منزلهم.
ويمتلك دزيي، المقرب من عشيرة برزاني الحاكمة، شركات قادت مشاريع عقارية كبرى في كردستان.
وقالت مصادر أمنية عراقية أيضا إن صاروخا سقط على منزل مسؤول كبير في المخابرات الكردية، وآخر استهدف مركز مخابرات كرديا.
ونفذت إيران في الماضي ضربات في منطقة كردستان بشمال العراق، قائلة إن المنطقة تستخدم كنقطة انطلاق للجماعات الانفصالية الإيرانية وكذلك عملاء إسرائيل.
وحاولت بغداد معالجة المخاوف الإيرانية بشأن الجماعات الانفصالية في المنطقة الحدودية الجبلية، وتحركت لنقل بعض أعضائها في إطار اتفاق أمني تم التوصل إليه مع طهران في عام 2023.