- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
هشام توفيق يكتب: لماذا فوز المغرب لا يرغبه الصهاينة وتعشقه شعوب؟
هشام توفيق يكتب: لماذا فوز المغرب لا يرغبه الصهاينة وتعشقه شعوب؟
- 10 ديسمبر 2022, 6:03:04 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كلما انتصر المغرب زادت النصرة والفرحة لفلسطين وخرجت الشعوب، ووزعت الحلوى وعاشت، وضحكت، ونشطت وتوحدت ورفع علم فلسطين، وخرج أعظم شعب وهو الشعب الفلسطيني فرحا وتحية لإخوانه في المغرب والمنتخب..
قد يظنها البعض وكأنها معركة فتوحات، هي أقل هي الجزء من الكل وعلى الفرص التاريخية نبني ولا نقطع بل نستثمر ونستمر، هو تراكم فرح وتراكم في النفس، ينمو بأقدار وانتصارات (سيف القدس، انتصارات غزة والقدس..المونديال، ريان المغربي والبئر، المونديال ) (وَأُخْرَىٰ لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا ) سورة الفتح. هي أقدار المولى عز وجل تتجدد لتحيي الأمة الإسلامية ومن ورائها حكم ولطف رباني، إلى أن يرزقنا الله بدولة عظيمة واتحاد عربي وإسلامي وقيادة راشدة تجدد فينا الحياة والفرح يوميا بمشروع بناء وعمران..
تتراكم الأحداث المبشرة والأقدار إلى أن يتحقق قدر الله ونصر الله وفتح كبير.
النفس اليوم ترتشف من مصب ونهر صغير هو كروي تتذوق معنى وطعم الانتصار، ولو من قدم وكرة جلدية، الطفل سيفرح أولا بحلوى، ثم دراجة هوائية إلى أن يفرح هو بصناعة مصانع كبيرة للإنتاج ليفرح هو الأجيال القادمة..
كم من معركة تاريخية فتحت أرضا، لكن فتح القلوب والنفوس أعظم، إدخال الفرحة على القلب أمر مطلوب ونقل الإنسان من عقدة التخلف والانهزام إلى قوة الانتصار والتغيير والتحرير أمر مهم.
ما هي مآلات المونديال ومظاهر نصرة فلسطين؟
لماذا تعاطفت الشعوب العربية والإسلامية مع المغرب؟ لأنه حقق بوابة من الانتصار والفوز، انتصار حقق جزءا من الفرحة، وكأن الشعوب لمست شيئا، لمست أنها بإمكانها تحقيق الأهداف وما يسميه الغرب المستحيل، وقد عجزت عقول عن التفكير وجمدت بسبب عقبات صنعت من الغرب والاستكبار والعلو الصهيوني، ومن العقبات التي نشروها(نحن شعوب متخلفة لن تنتج، اتفق العرب ألا يتفقوا)، ومن العقبات عقبة التاريخ(أن التاريخ منذ قرون لا عقود فقط، لم نرى انتصارا عالميا للأمة )..
هذه عقبات لكن المونديال ومظاهره أظهرت للشعوب أن هناك أمل، فإذا فاز المغرب في المونديال، فهذا جزء من الانتصار، لأنه سيدفع العقول إلى التفكير في انتصار آخر في الاقتصاد والسياسة والاجتماع والأمن.
الفوز في الكرة سيدفع الناس إلى البحث والتنقيب عن انتصار آخر في مجالات أخرى ويطرح أسئلة، لما لا؟ ، لماذا ستنقطع فرحتنا عند كرة القدم، ثم مع الزمن تخبو الهمم ونعود إلى حزننا وهزيمتنا وغلاء المعيشة والتفقير والقمع؟
هذا الفوز الكروي سيدفع الشعوب العربية الإسلامية إلى التفكير في تحقيق دوامة الفرحة بدوام النجاحات في مجالات متعددة...
سيطرح الشعب المغربي وغيره، إذا انتصرنا بهمم وليد والمنتخب المغربي، فإن نفس النية والإرادة حاضرة في طاقات الشعب المغربي في مجال الاقتصاد والسياسة والقضاء والتكنولوجيا والثقافة، فقط نحتاج إلى حرية لإنجاز ذلك؟ وإذا لم يتم ذلك ومنعوه، فهذا دلالة على أن النظام المغربي والاستكبار العالمي يخشون من تحرر كامل للشعب المغربي من كل القيود والسعي إلى دولة متقدمة، فعلى الأقل (كما يرصدون ويقولون: يذوق الشعب المغربي والمنطقة فرحة صغيرة مثل الفوز الكروي). لكنهم لم يفقهوا أن الشعوب العربية والإسلامية إذا انتصرت في مجال محدد بشكل عالمي، فالضوء الصغير يفضي إلى القمر والضوء الكبير وإلى محطة الطاقة الضوئية..
سيكولوجية الجماهير في المونديال
لذلك حين ترون الشعوب العربية والإسلامية تخرج وتفرح بالمغرب وفلسطين، فإن الشعوب ليس متعطشة إلى فوز بذاته، بل لأنها أولا متعطشة إلى الفرح ولو من حركة قدم ومن جلدة كرة بعد عقود من التفقير والاستبداد والإفساد والاستعمار، ومتعطشة إلى تحقيق ولو نوع من نصر على العالم الغربي الذي استعمرها منذ عقود وزرع كيانا صهيونيا داخليا كي لا تتحرر، ومتعطشة إلى تحقيق الغلبة لأنها شعوب منذ سقوط الدولة العثمانية الإسلامية
فككت لأول مرة (عقدة الغالب والمغلوب، عقدة الخواجة والأجنبي أنه هو الأقوى)..أتحدث هنا عن فوز عالمي لا إقليمي.
لماذا فوز المغرب لا يرغبه الصهاينة؟
لماذا فوز المغرب لا يرغبه الصهاينة، لأن نتائجه هي غير المرغوب فيها، مآلاته مرفوضة:
- سقوط أصنام الادعاءات الصهيونية المزيفة أمثال(إسرائيل المغرب خاوة خاوة ) ، بل سيخرج الشعب الجزائري ويرفع خاوة خاوة مع المغرب..وهي صفعة جديدة للتطبيع الذي سعى بخطط إلى تمزيق المنطقة المغاربية ولو من حروب تراث القفطان والزليج والتمور...
-ستعود الجماهير إلى الشوارع وتخرج العلم الفلسطيني وترفع شعارات الأخوة والأمة الواحدة، وستعود الثقة بعد قمع وحصار ، ستعود الشعوب العربية والإسلامية إلى نصرة الشعب الفلسطيني، بعد خطوات حصار الكلمة وفتح المجال فقط للصهاينة، يجولون في المغرب والمنطقة والمؤسسات والجامعات والمهرجانات والقنوات بأعلام إسرائيلية وبنشيدهم في المسارح العربية والمغربية ليوصلوا رسالة : أن الشعب الفلسطيني انتهى، وإسرائيل هي الكلمة هي السائدة من فلسطين إلى كل الشعوب العربية. لكن انتصار المغاربة في كرة القدم سيبدد كل ذلك ويقلب الطاولة ويدفع الشعوب إلى الخروج ورفع العلم الفلسطيني وهزيمة التطبيع..
-إذا انتصر المنتخب المغربي، فإن الشارع الفلسطيني سيتحرك ويفرح. ففي انتصارات (غزة والفرقان والعصف المأكول وسيف القدس) كانت الشعوب العربية والإسلامية تخرج فرحا بالانتصار، الآن الشعب الفلسطيني هو الذي سيخرج لنصرة المغاربة والشعوب، لأنه يفقه مدى مآلات انتصار المنتخب المغربي
تخيل لو فاز المغرب بالمونديال ووضع المنتخب المغربي العلم الفلسطيني على الكأس الذهبي، كيف ستكون الأجواء، هذا الفعل وقبله من رفع الأعلام الفلسطينية من المنتخب المغربي سيحقق قوة إيمانية نفسية في الشعب الفلسطيني بل وحتى في رجال الأنفاق وإلى شباب عرين الأسود والضفة..
هذا الانتصارات في المونديال وإعادة البوصلة الفلسطينية إلى قداستها وتجاهها وقيمتها، سيقوي عزيمة المقاومة في فلسطين، لماذا؟ لأن الداعم العربي والإسلامي لفلسطين سيجدد بيعته وحضوره بقوة للشعب الفلسطيني والمقاومة، خصوصا بعد خطوات خطيرة من تهميش فلسطين مع صفقة القرن وبعد رؤية ونظرة تطبيعية مهزومة روجتها اتفاقية أبراهام في 2017...(أن القضية الفلسطينية انتهت مع فترة ترامب ونتنياهو وتطبيع السعودية والبحرين والإمارات )..
-فوز المغرب سيربط بين المشرق والمغرب ويسقط فخاخ التقسيم والتفتيت، وستعطل مشاريع تخريب الهوية والقيم والعقل العربي المسلم...
- إذا كانت سيف القدس حققت معادلة: إمكانية التحرير الكبير من غزة إلى الضفة، لا فقط انتصارا في غزة، فإن المونديال وفوز المغرب سيحرك وعي الشعوب إلى إمكانية تحقيق ما هو مستحيل كما روجت القوى الغربية.
المنتخب المغربي حرك من في المونديال والجماهير، وفلسطين حركت الشعوب، والشعوب والمغاربة حركا الشعب الفلسطيني..
الشعب الفلسطيني صنع مقاومة في فلسطين وحقق السيادة، وبركة فلسطين أحيت الشعوب فصنعت مقاومة ثانية هي الشعوب العربية والإسلامية..
المقاومة جعلت الكيان يعيش أزمة الأمن والسيادة، فانتقل الكيان ليطلب السيادة والاعتراف من الأنظمة، فظهرت مقاومة ثانية هي الشعوب، جعلت الصهاينة في المغرب والمنطقة يعيشون أزمة أمن وسيادة ثانية في المغرب والمنطقة .. لا مكان لكم بيننا..من أين أنت؟ من الإكوادور...سخرية...
ختاما
منذ قرون وقبل جيل صلاح الدين الأيوبي رحمه الله وقبل معركة حطين لتحرير فلسطين في 1187م كان للمغاربة حضور في القدس وفلسطين علميا وروحيا وعسكريا وعمرانيا وديمغرافيا وتربويا. كان المغاربة يحجون عاما، ويجاهدون عاما في فلسطين للجمع بين الإيمان والجهاد، بغرض إصابة منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم، واقتفاء أثر الصحابة الجامعين بين العلم والعمل، دون انكفاء ودروشة ضمن دين أبراهامي صنعته صفقة ترامب تطبيعا ودعمته صفقة بايدن دمجا..
هؤلاء هم المغاربة الذين قوضوا شعارات(تازة قبل غزة) وشعار المتخاذلين المطبعين(لا يمكن أن نكون فلسطنيين أكثر من الفلسطينيين)، كلها شعارات تبخرت في يم تاريخ المغاربة الفلسطيني الجهادي بأسطول المغاربة من شاركوا رفقة جنود صلاح الدين الأيوبي في تحرير بيت المقدس في 1187م، كلها شعارات تبددت غيومها حين نصر المغاربة في الماضي واليوم الشعب الفلسطيني والقدس وغزة لأن النصرة وصية القرآن والسنة النبوية..
وإذا عدنا سوف لن نعود فقط من كرة، بل ودولة وجيل قادم وبناء مشروع، وإذا سألتم لماذا ذاق المغاربة أشرس خطوات التطبيع والتخريب والاختراق الصهيوني، لأن الصهاينة يعلمون معدن المغربي إذا تحرر، التطبيع هو تنسيق الاستبداد المغربي والإفساد الصهيوني للقضاء على شيء في المنطقة المغاربية قادم..للقضاء على ثمرة مباركة حذرت منها القوى الصليبية إلى القوة الصهيونية، تجنبا لهزيمة في 1187م في معركة حطين بحضور المغاربة..تجنبا لظهور قوة مغاربية إذا جادت جادت بكل شيء، وإذا أكرمت بكل شيء، وإذا قدمت نية فإن نياتها نيات، وإذا ارتبطت نياتها بفلسطين والشعب الفلسطيني والوجهة وأرض الإسراء والمعراج فالفيض كبير...