- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
هكذا غطى الإعلام الغربي الاعتداء على جنازة أبو عاقلة
هكذا غطى الإعلام الغربي الاعتداء على جنازة أبو عاقلة
- 14 مايو 2022, 7:22:29 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
علّقت وسائل الإعلام الغربية على اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على جنازة مراسلة شبكة الجزيرة شيرين أبو عاقلة خلال تشييع جثمانها الجمعة في القدس المحتلة.
وأُصيب عشرات الفلسطينيين في أثناء اعتداء شرطة الاحتلال الإسرائيلي على موكب تشييع شيرين أبو عاقلة إلى مقبرة جبل صهيون.
وقبل ذلك، حاصرت شرطة الاحتلال المستشفى الفرنسي الذي انطلق منه موكب التشييع، وبمجرد تحركه اعتدت بالهراوات على المشيعين ومنعت انطلاقه.
تراجع وتصحيح
في هذا السياق، تراجعت وكالات أنباء وصحف عالمية عن تبني الرواية الإسرائيلية حول أعمال العنف التي شهدتها جنازة شيرين أبو عاقلة، بعد أن زعمت بعض وسائل الإعلام الغربية إن شرطة الاحتلال اشتبكت مع الفلسطينيين الذين شيعوا الصحفية إلى مثواها الأخير.
وتعرضت وكالة رويترز للأنباء لسيل من الانتقادات بعد قولها إن الشرطة الإسرائيلية “اشتبكت مع المشاركين في الجنازة”، قبل أن تحذف الوكالة العنوان الأول، ونشرت آخر قالت فيه إن "شرطة الاحتلال تقوم بالاعتداء على مشيعي جنازة صحفية فلسطينية مقتولة"
وأوضحت وكالة الأنباء الدولية عبر حسابها الرسمي بـ"تويتر أنها حذفت مقطع فيديو يتضمن وصفا "غير صحيح" للعنف الذي شهدته جنازة شيرين أبو عاقلة.
"فلسطينية القدس"
أما صحيفة "لوموند" الفرنسية، فقالت إن جنازة شيرين أبو عاقلة تعطلت بسبب أعمال عنف من قبل الشرطة الإسرائيلية، حتى أن نعشه انقلب دون أن يسقط.
وأشارت إلى أن شرطة الاحتلال اقتحمت فناء مستشفى القديس يوسف في القدس المحتلة، حيث كان من المقرر أن يصل جثمان أبو عاقلة، فيما كان آلاف الفلسطينيين ينتظرون تقديم العزاء، مقتنعين بأنها قتلت بنيران الجيش الإسرائيلي.
وقالت إن قوات الاحتلال اعتدت على حاملي النعش إذ تلقى أحدهم ما لا يقل عن عشر ضربات بالهراوات في الضلوع والكتف، وركلة في الأرداف، قبل أن يسقط أرضا، فيما مال التابوت بزاوية 45 درجة، لكنه لا يسقط.
وقالت إن "هذا الموكب هو تذكير بالواقع. قد تعتبر إسرائيل القدس عاصمتها الموحدة، ولكن منذ احتلال الجزء الشرقي منها عام 1967، ازداد عدد السكان الفلسطينيين باطراد. المدينة المقدسة الآن 40٪ عربية (25٪ عام 1967) والمدينة القديمة 90٪. من الصعب دائمًا التكهن بما يمكن أن يحرك هذه المدينة، وما الذي يمكن أن يجمعها خارج الدفاع عن الأماكن الإسلامية المقدسة في الأقصى. لكنها تجمعت هذه الجمعة حول رفات سيدة مسيحية تبلغ من العمر 51 عامًا لم تلعب أي دور سياسي أو عسكري. على مدى عقدين من الزمن، كانت تؤرخ البؤس الصغير والكبير لاحتلال المناطق، وتعيش وسط الناس في غرف المعيشة وغرف النوم".
"الأعلام الفلسطينية"
من جانبها، قالت صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية، إن شرطة الاحتلال الإسرائيلي اعتدت بعنف على من كانوا يرفعون الأعلام الفلسطينية خلال تشييع جنازة مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة.
وعلّقت الصحيفة على حادثة الاعتداء بالقول إنه "في بعض الأحيان تستمر الحرب حتى بعد الموت"، مشيرة إلى أنه "تم تزيين فناء المستشفى الفرنسي بأكمله بالأعلام الفلسطينية، ما يكفي لإثارة حفيظة قوات الأمن الإسرائيلية، التي قامت بالفعل بإزالة علم فلسطين في اليوم السابق من منزل الصحفية الذي رفعه أبناء وطنها الثكلى".
وتابعت: "في المدينة المقدسة، تحرص الشرطة على مصادرة أيا من راية فلسطين، بحسب توجيه من النائب العام الإسرائيلي الذي اعتبر أن التلويح بالأعلام يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات خطيرة في النظام العام، رغم أن الحكومة، والمحكمة العليا ، يذكر في أيلول/ سبتمبر أنه لم يكن غير قانوني".
قالت إنه عندما ظهر التابوت مغلفا بالكامل باللون الأسود والأبيض والأخضر والأحمر، حظرت سلطات الاحتلال لإزالة هذا الشعار، فيما تمسك الفلسطينيون به ولم يستسلموا، حيث كان صوتهم شيرين أبو عاقلة ، لأكثر من عشرين عامًا.
"الأكثر إثارة للدهشة"
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن شرطة الاحتلال الإسرائيلي اعتدت على الأشخاص الذين كانوا يحملون نعش شيرين أبو عاقلة أثناء تشييع جثمانها.
واعتبرت الصحيفة أن الاحتلال حوّل أبو عاقلة، التي وصفتها نيويورك تايمز" بأهم مؤرخي الحرب الإسرائيلية الفلسطينية، إلى واحدة من أبرز ضحايا الصراع في الآونة الأخيرة.
وأوضحت الصحيفة أن "كتيبة من شرطة مكافحة الشغب الإسرائيلية" هاجمت مجموعة من المعزين كانوا يحملون التابوت الذي يحتوي على جثة السيدة أبو عاقلة، مما جعلهم يكادون يسقطونه.
وتابعت: "تدخل الشرطة أثار الصدمة والإدانة في كل من إسرائيل وخارجها، حيث اعتُبر الاعتداء على المعزين فظيعًا بغض النظر عن دوافعه".
ووصفت الحادثة بـ"أحدث بل وربما الأكثر إثارة للدهشة في الفترة الأكثر عنفًا في الأراضي المحتلة، خارج نطاق الحرب الشاملة ، منذ عدة سنوات".
"الأعلام الفلسطينية ممنوعة"
أما صحيفة "الغارديان" البريطانية، قالت إن "القوات الإسرائيلية هاجمت موكب تشييع لصحفية أمريكية فلسطينية قتلت بالرصاص هذا الأسبوع، وركلت وضربت الناس بالهراوات وتسببت في فقدان توازن نعشها وكاد يُسقط أرضًا".
وتابعت: "رُفعت الأعلام الفلسطينية - التي نادرا ما تُرى - علنا من قبل آلاف الأشخاص الذين تجاوزوا حواجز الطرق في القدس المحتلة للانضمام إلى جنازة مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة الجمعة. وغنى المشيعون النشيد الوطني الفلسطيني".
وزعمت الصحيفة أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تمنع رفع الأعلام الفلسطينية في الأماكن العامة، وغالبا ما تمنع الناس من رفعها في التجمعات والاحتجاجات في القدس المحتلة.
ونقلت الصحيفة عن ريما بقلة، عالمة اجتماع فلسطينية من القدس، حضرت الجنازة، قولها: "هذا غير مقبول مهاجمة نعشها وعدم احترام الجنازة. غطت شيرين قصة فلسطين منذ أن كانت فتاة وكانت تريد دائما تحرير القدس. أعتقد أن شيرين تمكنت اليوم من تحرير القدس، حيث تم حمل العلم الفلسطيني في أيدي آلاف الأشخاص على طريق دفنها".