- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
أ. هلال نصّــار يكتب: لماذا القدس والأقصى أولوية المقاومة!
أ. هلال نصّــار يكتب: لماذا القدس والأقصى أولوية المقاومة!
- 21 يناير 2022, 5:34:25 م
- 445
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
•• قدس يا قبلتي •• آت أنا وسريتي •• القُــدس أولوية تاريخية وإسلامية يعتبرها أهل فلسطين، لأنها أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، لأنها معراج رسول الله ﷺ إلى السموات السبع ولقاء الأنبياء والرسل، لأنها مهبط الديانات ومهد السلام، لأنها كما وصف أهلها في الحديث الشريف عن رسول الله ﷺ قال: "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك"، قالوا: يا رسول الله، وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس" (رواه ابي إمامة وأخرجه أيضا الطبراني)، لأنها محل نزاع وصراع إلى يوم الدين، ومطمع الاستعمار المحتل على مدى قرون من الزمن، لأنها اختيار رباني كما أن الله اختار مكة المكرمة وهي ليس فيها إلا الحجر الأسود ولا ينبت فيها الزرع، لكن بيت المقدس جعلها أقدس بقاع الأرض واختارها لتكون أرض الرباط حتى يوم الساعة، وثواب الصلاة فيه تعادل 500 صلاة، وذكرها 6 مرات في القرآن الكريم، وهنا وصف الله المسجد الأقصى بـ "الذي باركنا حوله"، وهذا دلالة إلهية على بركة المسجد ومكانته عنده وعند المسلمين، فالأقصى هو منبع البركة التي عمت كل المنطقة حوله.
كما وأن فلسطين وعاصمتها تتميز بالموقع الجغرافي، حيث تعتبر القدس أكبر مدن فلسطين التاريخية المحتلّة مساحةً وسكانًا وأكثرها أهمية دينيًا واقتصاديًا، ومن أشهر وأقدم سكانها الكنعانيون، واليبوسيين تاريخياً هم أول من بنى المدينة وسكنها في الألف الخامس ق.م، يقول هارفرد - عالم بريطاني إذا أردت أن تسيطر على دول أورآسيا (أوربا - آسيا - افريقيا) والتي فيها 80% من خيرات العالم، فلا بد من السيطرة على القدس الشريف لأنها تعتبر مركزا هاما ووسط الكرة الأرضية فالشام على يمينها ومصر على يسارها.
تنظر المقاومة الفلسطينية للقدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك، بأنها أولوية هامة في مصير القضية الفلسطينية والمشروع الوطني وتحقيق وعد الله بالنصر والتحرير، وهو هدف تصوبه المقاومة لبناء عقيدة قوية وتجهيز منظومة متكاملة
أما عن قدسيتها في القرآن والسنة، فقد جاء قول الله تعالى في سورة الاسراء:《سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ》، وجاء عن الصحابية ميمونة بنت الحارث أنها قالت: "يا رسول الله أفتِنَا في بيت المقدس، فقال ﷺ: إِيتوهُ فصلُّوا فيه، وكانت البلاد إذ ذاك حربًا، فإن لم تأتوه وتصلّوا فيه فابعثوا بزيتٍ يُسرَج في قناديله"، وعن أبي سعيد الخدري، عن النبي محمد ﷺ أنه قال: "لا تُشَدُّ الرحالُ إلا إلى ثلاثةِ مساجدَ: مسجدِ الحرام، ومسجدِ الأقصَى، ومسجدي هذا"، كما رواه أبو هريرة في صحيح البخاري وصحيح مسلم، وعن أبي ذر الغفاري عن رسول الله ﷺ أنه قال: "صلاةً في مسجدي هذا (المسجد النبوي) أفضلُ من أَرْبَعِ صلواتٍ فيهِ (المسجد الأقصى)، ولَنِعمَ المُصَلى هُوَ، ولِيُوشِكَنَّ أَنْ لا يَكُونَ للرَّجلِ مثلُ شطنِ فرسهِ من الأرضِ حيث يَرَى مِنهُ بيتَ المقدسِ خيراً لَهُ مِنَ الدنيا جميعاً"، وروى أحمد في مسنده عن ذِي الأصَأبِعِ قوله ،قلت يا رسول الله، إِنِ أبْتُلِينَا بعدك بالبقاء أين تأمرنا؟ قال: " عليك ببيت المقدس فلعله أن ينشأ لك ذرية يعدون إلى ذلك المسجد ويروحون".
تعلقها بأخطر عدو للاسلام والمسلمين لقوله تعالى:《لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَٰوَةً لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّا نَصَٰرَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ》، أقدمت الحكومة الصهيونية بعد حرب سنة 1967 مع الجيوش العربية على احتلال القدس الشرقية التي كانت تتبع الأردن، وألحقتها بما يُدعى بالكيان الصهيوني (إسرائيل) واعتبرتها جزءاً لا يتجزأ منها، إلا أن المجتمع الدولي بأغلبيته، لم يعترف بهذا الضم، وما زال ينظر إلى القدس الشرقية على أنها منطقة متنازع عليها ويدعو بين الحين والآخر إلى حل هذه القضية عن طريق إجراء مفاوضات سلميّة بين الكيان الصهيوني والفلسطينيين، أما الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، فلا يعترف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل المزعومة، ويعتبر القدس الشرقية جزءاً من الأراضي الفلسطينية، ولا يعترف بضمها للدولة العبرية، مع بعض الاستثناءات، فيما رد مجلس الأمن بقرارين، رقم 476 ورقم 478 سنة 1980 وجه اللوم إلى إسرائيل بسبب إقرار هذا القانون وأكد أنه يخالف القانون الدولي، وليس من شأنه أن يمنع استمرار سريان اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949 على الجزء الشرقي من القدس، كما يُعتبر النزاع القائم حول وضع القدس مسألةً محورية في الصراع العربي الصهيوني.
تنظر المقاومة الفلسطينية للقدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك، بأنها أولوية هامة في مصير القضية الفلسطينية والمشروع الوطني وتحقيق وعد الله بالنصر والتحرير، وهو هدف تصوبه المقاومة لبناء عقيدة قوية وتجهيز منظومة متكاملة، وهذا ما أقدمت المقاومة عليه في بدايات العمل المقاوم، حيث أطلقت على اقتحام المجرم شارون لباحات المسجد الأقصى عام 2000م بــ #إنتفاضةالأقصى، التي نتج عنها ارتقاء مئات الشهداء والجرحى، وكذلك أطلقت على المعركة الأخيرة مع العدو بــ #سيفالقدس، بعد تلبية نداء واستغاثة المقدسيين بالنُصرة من قائد أركان المقاومة الذين هتفوا أمام الإعلام لغزة وللضيف، فَـاِنهَضوا يَا أهل البَيت المُبارَك وَيَا حُرَّاس فِلَسطِين الأوفِيَاء، تَحِيةً لَكُم فِي كُلِّ مَيدانٍ تُشعِلون فِيه فَتِيلاً وَتَقدَحون شَرارةً عَلَى طَرِيق كَنس المُحتَل وَكَسر كِبريَائه، وَكتَائِب القسام وفصائل المقاومة لَكُم وَ مِنكُم وَ بِكُم، فَنحن أهل القُدس وَمنا القُدس وَفينا القُدس وَ لنا القُدس، وسيبقى الأقصى خالداً في سويداء قلوبنا وصوب أعيننا.