- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
هل تستطيع المسيرات الإيرانية تغيير مسار الحرب في أوكرانيا؟
هل تستطيع المسيرات الإيرانية تغيير مسار الحرب في أوكرانيا؟
- 3 أغسطس 2022, 5:13:53 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في 11 يوليو/تموز المنصرم، حذّرت المخابرات الأمريكية من أن طهران تستعد لإرسال مئات الطائرات بدون طيار إلى موسكو، وقالت مصادر في واشنطن إن إيران عرضت طائرات "شاهد -191" و"شاهد -129" على وفد روسي زارها مؤخرا. وقيل إن صور الأقمار الصناعية أكدت زيارة وفد من الكرملين إلى قاعدة "كاشان" الجوية مرتين على الأقل خلال يونيو/حزيران الماضي.
وإذا جرى إبرام صفقة الطائرات بدون طيار بين إيران وروسيا، فإن ذلك يعني تكاملا في نقل خبرات الطائرات بدون طيار بين أطراف المعسكر المناهض للغرب في ظل الحرب المستمرة في أوكرانيا.
ووسط اضطرابات كبيرة في الإمدادات، ارتفع سعر إنتاج الطائرات بدون طيار الروسية، حيث زاردت تكاليف بعض الأجزاء من 30 إلى 200%. ويجعل ذلك استيراد المسيرات بديلاً أرخص بكثير. ويرى المحللون الروس أن الرئيس "فلاديمير بوتين" يحتاج إلى حلول عاجلة وفعّالة وبأسعار معقولة للحفاظ على حربه في أوكرانيا.
وكلّفت الحرب الأوكرانية روسيا بالفعل أكثر من 60 طائرة استطلاع بدون طيار من طراز "أورلان10"، وعلى عكس ما تقوله الدعاية العسكرية الروسية، كان أداء الطائرات بدون طيار الروسية ضعيفًا جدا ضد منظومات الدفاع الغربية، خاصة أنظمة الدفاع المحمولة على الكتف.
وبالرغم أن وزير الخارجية الإيراني "حسين أمير عبداللهيان" طمأن نظيره الأوكراني في مكالمة هاتفية مؤخرا، فقد يجد الكرملين بالفعل ما يحتاجه من الحلول القتالية لدى إيران.
قدرات المساعدة الإيرانية
وفي الحقيقة، يمكن للمسيرات الإيرانية أن تعزز الهجوم الروسي المستمر بعدة طرق. وتتحول من أصول استخبارات ومراقبة واستطلاع إلى أصول هجومية؛ مما يجعلها مثالية لتوجيه ضربات دقيقة لأهداف أوكرانية عالية القيمة، ويساعد ذلك في سد فجوات حزمة الضربات الروسية الحالية.
وتستطيع طائرات "شاهد 191" و"شاهد 129" حمل صواريخ دقيقة التوجيه، مما يحافظ على مخزون الذخائر وعدم استخدامها في عمليات عشوائية.
ومن وجهة نظر التكلفة والعائد، ستزود كلتا الطائرتين بدون طيار الكرملين بإمكانات كبيرة مع تكاليف منخفضة. إلى جانب ذلك، تعتمد معظم أصول الدفاع الجوي الأوكرانية على التصاميم السوفيتية. وكما ذكر الخبير الإقليمي والعسكري "جان قصاب أوغلو"، فقد أثبتت هذه الأنظمة عدم فعاليتها في اعتراض الطائرات بدون طيار بطيئة الحركة، وتندرج كلتا الطائرتين الإيرانيتين المذكورتين في هذه الفئة.
ويمكن للطائرات الإيرانية بدون طيار أيضًا أن تغطي على شبكات الرادار، مما يؤدي إلى تشويش مجال الرؤية لدى العدو. ومع ذلك، فإن منظومات الغرب المضادة للطائرات بدون طيار تكملها أنظمة متطورة وعدم نشر بعض قدرات الحرب الإلكترونية الواعدة في روسيا، قلل من فرص الطائرات الإيرانية بدون طيار في إحداث تأثير كبير نسبيًا.
وفي الواقع، لا يمكن للطائرات الإيرانية بدون طيار أن تمنح "بوتين" حلا سحريا لتعقيدات الحرب في أوكرانيا. ولا يمكن للطائرات بدون طيار أيضًا أن تحل محل المهام التي تقوم بها الطائرات الروسية بدون طيار والتي أصبح إنتاجها مكلفا.
أولا، يوجد فرق صارخ بين مفهوم الطائرات بدون طيار الإيرانية والروسية للعمليات. من ناحية أخرى، تستخدم طهران الطائرات بدون طيار لتعقيد حزمة الضربات الخاصة بها ولتعزيز قدرات الميليشيات التي تعمل بالوكالة. لكن بالنسبة لموسكو، تشكل الطائرات بدون طيار جزءًا لا يتجزأ من شبكة الحرب الإلكترونية الخاصة بها، بما في ذلك نيران المدفعية وضربات البطاريات المضادة، وتنخرط في مهام تتراوح بين الحرب الإلكترونية والاستطلاع والمخابرات وتنفيذ هجمات شديدة التعقيد.
في حين أن الطائرات بدون طيار الإيرانية ستوفر حلاً منخفض التكلفة ومناسبا للنقص المستمر في الذخيرة الموجهة بدقة في روسيا، فإنها لا تستطيع أن تحل بشكل شامل محل هذه الأدوار الروسية الحاسمة. ولا يمكن دمج الطائرات بدون طيار الإيرانية بكفاءة في الشبكات وروابط البيانات الروسية دون وجود شكل من أشكال مزامنة قواعد البيانات. وبالمثل، لا يمكن للطائرات بدون طيار العمل كمحطات متنقلة داخل أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية.
طبيعة مختلفة
وإلى جانب عدم التوافق التقني، قد يعني الاتفاق أيضًا مخاطر سياسية كبيرة بالنسبة لطهران. وبالنظر إلى العمليات السابقة، سيحتاج العسكريون الإيرانيون إلى وجود جنود على الأرض في المنطقة الساخنة، بما في ذلك الأراضي الأوكرانية، مما يجعل إيران طرفًا مباشرًا في الحرب.
وقد قدمت إيران سابقًا طائرات بدون طيار وتدريب وخدمات بعد البيع للعديد من البلدان والجماعات المتمردة، ويمثل ذلك ركيزة مهمة لعلاقتها العسكرية مع وكلائها وحلفائها من غير الدول. ويجري تقديم هذه الخدمات من خلال الجهة المسؤولة عن برنامج الطائرات بدون طيار في إيران، وهي الحرس الثوري الذي دمج الطائرات بدون طيار في شبكات الضربات الخاصة بالمشغلين.
وبصفتهم الذراع الطولى للتواصل الاستراتيجي الإيراني، قدم أعضاء الحرس الثوري تدريبات في الموقع لسنوات طويلة ودعمًا في الوقت المناسب لـ"حزب الله" اللبناني والجماعات الشيعية في العراق، فيما يتعلق بالطائرات بدون طيار الإيرانية. ومع ذلك، حرب أوكرانيا تعد أمرا مختلفا، حيث صرحت إيران علانية بأنها غير مستعدة للانحياز إلى أي طرف.
وبينما يجب أن يؤخذ البيان بحذر، فإن الطبيعة الشفافة لساحات المعارك اليوم وتقنيات الاستخبارات المتطورة ستمنع طهران من إخفاء مثل هذا التطور الذي يغير قواعد اللعبة. بعبارة أخرى، سيكون لمثل هذه الصفقة مع موسكو تداعيات جيوسياسية هائلة تتجاوز بكثير أي صفقة دفاعية عادية.
باختصار، تقدم الطائرات بدون طيار الإيرانية حلولًا منخفضة التكلفة يمكن أن تكمل قدرات الضربات الروسية، وبخلافها يمكن أن تكون طائرات "كاميكازي" الإيرانية مفيدة بشكل خاص للكرملين، خاصة عند ضرب أهداف عالية القيمة بدقة متزايدة.
ومع ذلك، فإن هناك العديد من العقبات مثل صعوبة دمج الأنظمة دون وجود قوات إيرانية على الأرض وما يترتب على ذلك من تداعيات سياسية محتملة، وقد يدفع ذلك طهران للتخلي عن هذه الفكرة.
المصدر | ساين أوزكارا ساهين/ جيمس تاون