- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
ورقة تركية رابحة وضغوط دولية متزايدة.. هل يعود بوتين لصفقة الحبوب؟
ورقة تركية رابحة وضغوط دولية متزايدة.. هل يعود بوتين لصفقة الحبوب؟
- 12 سبتمبر 2023, 3:10:36 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في ظل وجود ورقة تركية رابحة وضغوط دولية متزايدة، قد يعود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الاتفاقية المدعومة من الأمم المتحدة التي تسمح لأوكرانيا بشحن حبوبها عبر البحر الأسود.
ذلك ما خلص إليه بافيل بايف في تحليل لمؤسسة "جيمس تاون" الأمريكية للأبحاث (The Jamestown) ، لافتا إلى أنه مرَّ نحو شهرين منذ أن أنهت روسيا التزامها بالاتفاقية (في 17 يوليو/ تموز الماضي)، متهمة الغرب بأن عقوباته تعرقل تصدير الحبوب والأسمدة الروسية.
وتشن روسيا، منذ 24 فبراير/ شباط 2022، حربا في أوكرانيا تبررها بأن خطط جارتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي.
وقال بايف إنه في أعقاب اجتماع الرئيس الروسي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في منتجع سوتشي يوم 4 سبتمبر/أيلول الجاري، "يبدو بوتين عازما على الاستمرار في منع وصول الحبوب الأوكرانية إلى أسواق الغذاء العالمية".
وعقب لقائهما الذي استمر 3 ساعات، قال بوتين: "مستعدون للنظر في إمكانية إحياء صفقة الحبوب، بعد استيفاء جميع الترتيبات المنصوص عليها بشأن رفع القيود المفروضة على الصادرات الزراعية الروسية".
ولمعالجة أزمة غذاء عالمية، تم التوصل في يوليو/ تموز 2022 إلى اتفاقية معروفة باسم "مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب"، بوساطة من تركيا وباتفاق بين روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، وتنص على تصدير الحبوب الأوكرانية عبر ممر إنساني فتحه الأسطول الروسي في البحر الأسود، شريطة السماح بوصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية.
وجرى تمديد العمل بالاتفاقية عدة مرات، وسمحت بشحن 36.2 مليون طن متري من الحبوب والمواد الغذائية من أوكرانيا، أحد أكبر مصدري القمح والذرة والشعير وعباد الشمس في العالم، منذ أغسطس/آب 2022، أكثر من نصفها إلى الدول النامية.
جهود أردوغان
و"على الجانب التركي، بذل أردوغان جهودا مكثفة في التفاوض بشأن صفقة الحبوب والحفاظ عليها ويعتبرها إنجازا شخصيا، وقد حاول تحقيق التوازن بين مصالح كل من موسكو وكييف على أمل الحفاظ على الاتفاقية حية"، بحسب بايف.
وأشار إلى أنه بعد التحدث مع بوتين، قال أردوغان إنه سيقنع كييف بـ"تخفيف" موقفها "حتى يكون من الممكن اتخاذ خطوات مشتركة مع روسيا"، مشددا على ضرورة الإسراع في حل هذه المسألة؛ لأن العديد من الدول الأفريقية في حاجة ماسة إلى الحبوب.
وأضاف بايف أن "خطوة بوتين (منع تصدير الحبوب الأوكرانية) أصبحت لا تحظى بشعبية متزايدة في المجتمع الدولي، حتى بين بعض دول "الجنوب العالمي" (النامية).
وتابع أن "الجهود الروسية لتنفيذ حصار بحري على (منطقة) أوديسا محدودة الفعالية، إذ تستمر سفن الشحن في مغادرة الموانئ هناك ويتم تصدير الحبوب عبر طرق بديلة، وقد تم إيقاف سفينة تركية وتفتيشها من جانب سفينة حربية روسية، لكن بعد احتجاج قوي من أنقرة، لم تحدث أي اعتراضات أخرى منذ ذلك الحين".
الدول النامية
وخلال القمة الروسية الأفريقية بمدينة سانت بطرسبرج الروسية في منتصف يوليو/ تموز الماضي، وفقا لبايف، حاول بوتين الترويج لموقفه بشأن منع تصدير الحبوب الأوكرانية.
وأردف أن بوتين "اكتشف أن العديد من القادة الأفارقة يدركون تماما المشكلات المتعلقة بصادرات الحبوب التي تمر عبر البحر الأسود، ويهتمون أكثر بتحقيق استقرار أكبر من العرض (الحبوب) بدلا من الهدايا الروسية (من الحبوب)".
كما أن النفوذ الروسي في أفريقيا تعرض لمزيد من التقويض بعد وفاة قائد مجموعة المرتزقة الروسية يفغيني بريغوجين، الذي أعلن في أيامه الأخيرة عن نيته توسيع عمليات فاجنر في أفريقيا وحماية أصول المجموعة من الجهاز العسكري الروس"، كما أردف بايف.
وقال إنه على صعيد الحرب الروسية- الأوكرانية، "تتزايد كثافة الضربات الجوية الأوكرانية لمسافات طويلة، وقد أحدث تدمير العديد من طائرات النقل من طراز Il-76MD تأثيرا كبيرا في قدرات النقل الجوي الاستراتيجي لروسيا، والتي تعتبر حاسمة لاستمرار تدخلاتها في سوريا وفي جميع أنحاء أفريقيا".
واعتبر أن "التوازن التركي بين روسيا وأكرانيا قد يختل إذا استمر بوتين في رفض تجديد اتفاقية الحبوب مع أردوغان. ومع ذلك، تمتلك أنقرة ورقة رابحة تتمثل في القدرات البحرية الكافية لحماية ومرافقة سفن الحبوب القادمة إلى أوديسا ومغادرتها. وفي مواجهة الضغوط الدولية المتزايدة، قد يشعر بوتين قريبا بأنه غير قادر على رفع المخاطر إلى هذا الحد ويفكر جديا في إحياء الصفقة (نقل الحبوب)".
ترجمه "الخليج الجديد"