- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
وصفة للسودان.. ضغط دولي ووقف الدعم الخارجي وعدم مكافأة الجنرالات
وصفة للسودان.. ضغط دولي ووقف الدعم الخارجي وعدم مكافأة الجنرالات
- 15 مايو 2023, 8:51:14 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لإنهاء الحرب الراهنة في السودان بين الجيش، بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، يجب ممارسة ضغط دولي وإقليمي على الطرفين، وقطع أي دعم خارجي لهما، وعدم مكافأة الجنرالات بإشراكهم في اتفاق لتقاسم السلطة، بحسب خبراء في تقرير لـ"المجلس الأطلسي" (Atlantic Council) البحثي الأمريكي ترجمه "الخليج الجديد".
وبين القائدين خلافات أبرزها بشأن المدى الزمني لتنفيذ مقترح لدمج "الدعم السريع" في الجيش، وهو بند أساسي في اتفاق مأمول لإعادة السلطة في المرحلة الانتقالية إلى المدنيين، بعد أن انقلب عليهم البرهان، حين كان متحالفا مع حميدتي، عبر إجراءات استثنائية في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أبرزها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وإعلان حالة الطوارئ.
وأودى القتال المستمر منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي بحياة أكثر من 600 مدني وأصاب ما يزيد على 51 ألف وشرد حوالي 700 ألف، فيما توصل الطرفان الخميس إلى توافقات مبدئية لاسيما بشأن تخفيف معاناة السكان، ويواصلان مباحثات مباشرة في السعودية على أمل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وحل النزاع بالحوار.
فشل أمريكي
ووفقا لبنيامين موسبرج، نائب مدير مركز أفريقيا التابع للمجلس الأطلسي، فإنه "لا يمكن التقليل من شأن الفشل السياسي الكبير الذي تواجهه الولايات المتحدة في السودان"، مشددا على "أهمية استقرار السودان بالنسبة لأفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط".
وتابع: "يبدو أن هناك القليل من الدعم الشعبي للعنف في السودان، فغالبية الشعب يواجه تحديات كبيرة في تأمين الغذاء والماء والكهرباء والمأوى، ويجب على المجتمع الدولي ممارسة ضغوط كبيرة على حميدتي والبرهان لتشجيعهما على وقف حازم للأعمال العدائية والعودة إلى المفاوضات بشأن مستقبل البلاد بقيادة المدنيين".
ودعا موسبرج صانعي السياسة الأمريكيين "الذين لا يعملون في أفريقيا تحديدا إلى رفع مستوى السودان في قائمة أولوياتهم وإشراك نظرائهم في المستويات العليا بدرجة كافية في الإمارات ومصر والسعودية وتركيا وأماكن أخرى لتشجيعهم على الضغط على الجنرالات السودانيين".
وأوضح أن "الضغط ممكن عبر تجميد ومصادرة أصولهم المالية والتجارية والعقارية وغيرها من الأصول في البلدان ذات الصلة، فقطع هذه الروابط سيعيق قدرة الجنرالات على القتال وإعادة التزود بالأسلحة ودفع رواتب جنودهم، مما سيجبرهم على العودة إلى طاولة المفاوضات".
وأضاف أن "المنافسة الجيوسياسية من جانب الصين وروسيا وغيرهما (مع الولايات المتحدة) تستمر في السودان والقرن الأفريقي الأوسع، لذلك يجب أن تستمر الولايات المتحدة في تأكيد قيمها والحفاظ على مصالحها".
وقود حفتر
ونقطة الضعف الأولى في السودان، بحسب علياء الإبراهيمي الزميلة في برامج الشرق الأوسط، "هي دور الجنرال الليبي (المتقاعد) خليفة حفتر، الذي يسيطر على شرق ليبيا وأجزاء كبيرة من الجنوب، وهو عقدة مركزية في التحالف بين الإمارات وحميدتي ومجموعة فاجنر (المرتزقة الروسية)".
وتابعت: "يمر الدعم الخارجي لقوات الدعم السريع عبر جنوب شرق ليبيا، وهي منطقة شاسعة تقع إلى حد كبير في قبضة وكلاء حفتر (...) والوقود هو المورد الحيوي لمقاتلي حميدتي المتمركزين في (إقليم) دارفور (غربي السودان) الذين يتعين عليهم عبور مساحات شاسعة من الصحراء بواسطة الشاحنات للوصول إلى الخرطوم".
وأردفت علياء أن "صدام (نجل حفتر) أشرف شخصيا على تحويل الوقود الليبي نحو قوات الدعم السريع، وأعاد توجيه طاقة التكرير في حقل صرير النفطي، 10 آلاف برميل يوميا، عبر الحدود إلى حميدتي".
وحذرت من أنه "إذا انسحب حميدتي من الخرطوم إلى دارفور، فإن القتال القبلي داخل دارفور وانهيار اتفاق السلام هناك (بين الحكومة وحركات مسلحة) يهدد بجر ليبيا إلى حريق إقليمي".
وأضافت أن مشاركة حميدتي في أي اتفاق لتقاسم السلطة سيؤكد لحفتر وأبنائه "أهمية قوتهم العسكرية والاستفادة من علاقتهم مع فاجنر، وهذا من شأنه أن يقلب التوازن الدقيق في ليبيا وينذر بحرب إقليمية".
مفترق طرق
أما توماس واريك، زميل في مبادرة سكوكروفت الأمنية للشرق الأوسط التابعة للمجلس الأطلسي، فقال إن "الحكم لا يزال أحد أكبر تحديات السودان (...). ولا يزال السودان مهما من الناحية الاستراتيجية للولايات المتحدة وأوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط بسبب دوره على مفترق طرق".
ولفت إلى أنه "خلال فترة سيطرة تنظيم الدولة على أجزاء من سوريا والعراق، كان السودان دولة عبور لعناصر التنظيم والأموال التي تمر من وإلى ليبيا، ونقل تجار بشر إثيوبيين وآخرين إلى الموانئ الليبية، مستغلين الآمال الزائفة في ترك الجفاف وأزمات الغذاء وراءهم".
ودعا واريك الآلية الرباعية، الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسعودية والإمارات، وغيرها إلى "الضغط على الدول الداعمة للجنرالات المتحاربين للتوصل إلى حل يفيد الشعب السوداني".
مخاوف مصر
و"تتزايد المخاوف في مصر مع احتدام القتال في السودان المجاور، فمنذ اندلاع الصراع، عبَّر عشرات الآلاف من السودانيين الفارين من العنف إلى مصر عبر الحدود الجنوبية المشتركة، ما يهدد بفرض ضغط إضافي على مصر التي تواجه بالفعل أزمة اقتصادية حادة"، بحسب شهيرة أمين، زميلة مبادرة سكوكروفت الأمنية للشرق الأوسط.
شهيرة تابعت أن "القيادة المصرية تشعر بقلق أكبر بشأن احتمالات عودة جماعة الإخوان المسلمين إلى الجوار، ما قد يمهد الطريق لاحقا للتسلل عبر الحدود".
وأردفت أن "الجيش المصري منهك بالفعل (...) وآخر ما يريده هو جبهة جديدة في حربه على الإرهاب في حال تسلل مسلحين من السودان، كما أن الصراع المستمر يضع مصر في مواجهة حليفتها منذ فترة طويلة، الإمارات، التي تدعم قوات الدعم السريع".
ولفتت إلى أن "دعم الأطراف المتعارضة في السودان قد يتسبب في توترات بين القاهرة وأبوظبي في وقت تحتاج فيه مصر بشدة إلى الدعم المالي لدعم اقتصادها المتعثر، عبر بيع أصول مصرية إلى دول الخليج".