- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
وول ستريت جورنال: برامج التدريب الأمريكية للعسكريين الأفارقة أنتجت انقلابات ضد المدنيين
وول ستريت جورنال: برامج التدريب الأمريكية للعسكريين الأفارقة أنتجت انقلابات ضد المدنيين
- 11 أبريل 2022, 7:21:46 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا أعده مايكل أم فيليبس قال فيه إن الجيوش التي دربتها أمريكا في إفريقيا تطيح بالأنظمة المنتخبة بطريقة ديمقراطية. وقال إن التمردات الجارية في القارة تعطل الاستراتيجية الأمنية الأمريكية وتمنح روسيا منفذا لتوسيع تأثيرها. وتحدث الكاتب عن سلسلة من الانقلابات التي شهدتها القارة الإفريقية والتي أثرت على استراتيجية الولايات المتحدة في الاعتماد على الجيوش المحلية لمواجهة المتطرفين الإسلاميين والتهديدات الأمنية الأخرى.
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة دربت آلافا من الجنود الأفارقة من إدارة غارات في الصحراء إلى جانب القادة العسكريين الذين درسوا في الأكاديمية العسكرية الشهيرة ويست بوينت.
وتعد برامج تدريبهم حجر الأساس في سياسة الولايات المتحدة بالقارة وتهدف لمساعدة الحلفاء الأفارقة على زرع المهنية في قواتهم المسلحة وقتال المعارضين المسلحين، من الأجانب والمحليين. إلا أن القادة العسكريين الأمريكيين راقبوا بنوع من الغضب وعلى مدى العام الماضي القادة الأفارقة وهم يطيحون بالحكومات المدنية ويستولون على السلطة بأنفسهم مما حفز قوانين تمنع الولايات المتحدة تقديم أي مساعدات عسكرية وتدريبات.
ونقلت عن الأدميرال جيمي ساندس، قائد القوات الأمريكية الخاصة في إفريقيا “لا أحد يشعر بالدهشة والخيبة عندما تقوم القوات التي عملنا معها أو نعمل معها منذ وقت بالإطاحة بحكوماتها”. و “لم نجد أنفسنا قادرين على منعها وبالتأكيد التقييم بأننا من يتسبب بها”. وترى الصحيفة أن النكسة الاستراتيجية كانت واضحة في الأسابيع الماضية في فورت بيننغ حيث عقدت القوات الأمريكية تجمعا لقادة القوات البرية من إفريقيا.
وراقب القادة البارزون من عدة دول إفريقية الأمريكيين وهم يقدمون مساقات وتدريبات مظليين ومناورات بالذخيرة الحية وطريقة التعامل مع قنابل الهاون.
وقالت الصحيفة إن الجيش حجب عدة دعوات لقادة عسكريين من مالي وبوركينا فاسو الدولتين في غرب إفريقيا المنخرطتين في حرب وجودية مع القاعدة وتنظيم “الدولة”. وتم استبعاد القادة من غينيا من مناسبة فورت بيننغ. ولم يرحب بالمجلس العسكري الحاكم في السودان الذي أوقف عملية التحول الديمقراطي التي مضى عليها عدة سنوات. واستقبلت إثيوبيا تجمعا كهذا في عام 2020، ولكن جيشها لم يشمل هذا العام بسبب اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان في الحرب ضد المتمردين التيغراي. وقال العقيد في الجيش الأمريكي مايكل سوليفان “لا نسيطر على ما يحدث عندما نغادر” و “نأمل دائما أننا نساعد الدول على عمل ما هو صائب”. ووصل في العام الماضي فريق مساعدة من كتيبة سوليفان كتيبة القوة الأمنية 2 إلى العاصمة أديس أبابا وكانت تنتظر في فندق انتهاء الحجر الصحي عندما قررت إدارة بايدن إلغاء نشرها “بسبب قلقنا العظيم حول النزاع في شمال إثيوبيا وانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت ضد المدنيين” حسبما قال متحدث باسم الخارجية الأمريكية. وغادر الفريق البلد حالة انتهت فترة الحجر الصحي.
وقال سوليفان “أعتقد أن الجميع يأملون بتغير الوضع مرة ثانية ونأمل بالعمل مع شركائنا في إثيوبيا”. وفي الوقت نفسه تحاول القوى المنافسة الاستفادة من الانسحاب الأمريكي. وشارك القادة العسكريون الماليون في مناسبة عام 2020 لكنهم منعوا هذا العام بعدما أطاحوا بالرئيس في أيار/مايو. واستعان القادة الماليون بالمرتزقة الروس من شركة فاغنر القريبة من الكرملين. وأدى الانقلاب ووجود المرتزقة الروس إلى انهيار العلاقات بين مالي والقوى المستعمرة السابقة، فرنسا ودفعها لسحب آلاف من قواتها التي تقاتل المتشددين الإسلاميين في البلد. وزعمت منظمة هيومان رايتس ووتش هذا الأسبوع أن الروس وحلفاءهم في مالي جمعوا وذبحوا 300 مدني، بعضهم يشتبه بعلاقته مع المتشددين في بلدة مورا الشهر الماضي. وقالت كورين دفوكا، مديرة هيومان رايتس “الحكومة المالية مسؤولة عن الجريمة، الأسوأ في مالي منذ عقد. سواء نفذتها القوات المالية أو بمشاركة مع جنود أجانب”. وأعلنت وزارة الدفاع المالية أنها قتلت 203 “إرهابيين” واعتقلت 51 آخرين وسيطرت على أسلحة وذخائر. ولكن الجيش أعلن لاحقا فتح تحقيق في المذبحة.
وتقول الصحيفة إن الولايات المتحدة دربت جنودا من بوركينا فاسو والتي واجهت سلسلة من الهجمات نفذها تنظيم “الدولة” المتحالف مع جماعة موالية لتنظيم القاعدة اسمها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين. واستقبلت بوركينا فاسو في عام 2019 ألفي جندي من القيادة المركزية لإفريقيا بهدف تقوية الأمن في منطقة الساحل.
وفي 2020 كان بول هنري داميبا من بين فرقة بوركينا فاسو عندما نفذ الأمريكيون مناورات عسكرية في موريتانيا. وانضم داميبا في فترة سابقة إلى دورة استخبارات عسكرية في السنغال وبرامج تدريب في قوات حفظ السلام. وفي بداية العام الحالي، كان الجيش الأمريكي قلقا بدرجة كافية حول انتشار العنف المتشدد في بوركينا فاسو بدرجة أنه أرسل القوات الخاصة إلى واغادوغو لتقديم النصح لقوات الكوماندوز. ووصل أصحاب القبعات الخضر حيث وجدوا جنود بوركينافاسو غاضبين من الحكومة المدنية وطريقة إدارتها للحرب، وقاموا بمحاصرة القصر الرئاسي وألقوا القبض على روتش مارك كريستينان كابوري وأعلنوا أن المجلس العسكري “الحركة الوطنية لحماية وإعادة السلطة” سيتولى الحكم. وبعد 8 أيام من اقتحام القصر عين العسكر داميبا رئيسا للمجلس. وقررت غانا وساحل العاج وبينين استثناء بوركينا فاسو من قوة المهام الخاصة التي شكلت لمنع المتشددين من الدفع جنوبا باتجاه خليج غينيا.
وقال الجنرال توماس أوبونغ بيرا، رئيس هيئة الأركان المشتركة الغاني “تم استبعاد بوركينا بسبب الانقلاب”. ويقول المسؤولون الأمريكيون إن عملهم مع القوات الإفريقية يتضمن التأكيد على أهمية تبعية الجيش للحكم المدني وحكم القانون. ولهذا يرى ساندز “هذه الانقلابات تعارض كل شيء درسناه”. ومع ذلك تساءل مايكل شوركين، المحلل السابق في سي آي إيه عن قدرة المحاضرين الأمريكيين على مواجهة الضغوط التي تتعرض لها الجيوش الإفريقية وسط تمردات شديدة وانقسامات إثنية وفساد الحكومات المدنية. وقال “لماذا سيغير عام قضيته في فورت ليفوورث الطريقة التي ستدير فيها بلدك”. وأضاف شوركين الذي يعمل في شركة استشارات تركز على إفريقيا “هذا لا معنى له”. وكانت القوات الأمريكية الخاصة تدرب القوات الغينية الخاصة عندما تحرك الجنود المحليون وأطاحوا بالرئيس الغيني. وترأس قائد الانقلاب، العقيد في القوات الخاصة مامادي دومبويا الوفد الغيني إلى مناورات القوات الخاصة في بوركينا فاسو عام 2019. وعندما شعر الجنود الأمريكيون أنهم وسط تمرد لجأوا إلى السفارة الأمريكية في كوناكري، عاصمة غينيا. وقالت متحدثة باسم القيادة الإفريقية “في ذلك الوقت علقت القيادة المركزية لإفريقيا كل برامج التدريب مع الجيش الغيني”.
ووجه الأمريكيون دعوة إلى السودان الذي نبذ كل علاقاته مع الجماعات الإرهابية إلى قمة الجيوش الأمريكية في 2020، لكن الجيش استولى على السلطة العام الماضي وقام بحملة قمع دموية ضد المحتجين بشكل خسر الدعوة لمناسبة فورت بيننغ. ويقول المسؤولون الأمريكيون إنه لا خيار أمامهم إلا العمل مع الجيوش الأخرى في العالم وخوض الحروب إلى جانب الحلفاء وقال ساندس “النية هي مواصلة التعاون ومد اليد للدول الإفريقية ومساعدتها وبشكل حقيقي على معالجة الأسباب التي أدت إلى هذه الانقلابات”. وعلى مدى 20 عاما دربت قاعدة فورت بيننغ المتخصصة في تدريب المشاة والقوات المحمولة جوا والحراس 1.650 جنديا من 37 دولة إفريقية.