- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
يحيى حسين عبدالهادي..يكتب..عرشك سيف..وسيفك زيف
يحيى حسين عبدالهادي..يكتب..عرشك سيف..وسيفك زيف
- 2 أبريل 2021, 11:51:37 ص
- 1179
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الدكتور المهندس يحيى عبدالهادي حسين رجل نادر في حياتنا السياسية مخلص الي أقصى درجات الإخلاص نبيل في أخلاقه وفي دفاعه عن الحق لم يسكت ولم يهادن ابدا كان دوما سيفا للحق بالأمس القريب نشرنا عن قصته مع مبارك والسيسي وقد دفع يحيى عبدالهادي حسين من مستقبله وحياته التي كانت من الممكن أن تستمر هادئة بعد خروجه من القوات المسلحة و لكنه ابدا لم يصمت عن قول الحق ضد كل الطغاة.. تمنيت بالأمس ان اجد مقال له للنشر و اذا بي أجد في ذاكرة الفيس بوك هذا المقال الذي كان واحد من مقالات المهندس يحيى الأخيرة قبل أن يلقى به السيسي في السجن.. يحيى عبدالهادي رجلا يمكن أن يكون بديلا وطنيا وممكن ان يكون جامع للأمة بما يتمتع به من صفات سياسية و إدارية و تنظيمية و انسانية فهو رجل الحق والعدالة و الإنسانية.. وها هو مقال يحيى عبدالهادي الذي يقول فيه وبكل وضوح للغولة يا غولة عينك حمرا
مقال يحيى عبدالهادي حسين
عَرشُكَ سَيْف .. وسَيْفُك زَيْف
لم تكن انتخاباتٍ .. حتى ولو استُكمِل الشكلُ ودُبِّجت المَحاضرُ وأُعلِنت النتائج وهَلَّلَ الأفاقون.
لم تكن انتخاباتٍ .. حتى وإن سِيق الستون مليوناً إلى اللجنة زُمَراً.
لم تكن انتخاباتٍ .. وإنما شيئاً شبيهاً بما كان يحدث فى ليبيا وسوريا والعراق وأوصلها لما وصلت إليه.
لم تكن انتخاباتٍ .. قلنا ذلك قبل أن تبدأ وأثبتت المساخر صحة قولنا .. إن الانتخابات ليس لها إلا تعريفٌ واحد فى الدنيا كلها .. اختيارٌ حرٌ بين متنافسين حقيقيين دون أى شبهة تدخلٍ من الدولة .. ما عدا ذلك لا شرعية له ولا لنتائجه مهما علا قرعُ الطبل وطبلُ القرع.
مصر كلها (إلا من ختم اللهُ على قلبه) تعرف أن أحد المرشحين استغل سلطاته للإطاحة بأي مرشحٍ حقيقي محتمل .. تشويهاً وبلطجةً واعتقالاً .. ثم أخرج من الثلاجة منافساً على مقاسه .. هل هذه انتخاباتٌ أم جريمةٌ تستوجب المحاكمة؟!.
وإذا تعامَى البعض عن هذه المقدمات، فإن ما حدث بعد ذلك من تدخلٍ سافرٍ وسافلٍ من السلطة ينفى عن أى انتخاباتٍ صفتها .. لا أتحدث عن الضغوط الأمنية المباشرة فقد يصعب إثباتُها وإن دلَّت عليها اللافتات التى غطت وجه مصر .. ولكن عن ثلاثة محافظين على الأقل أدلوا بتصريحاتٍ مباشرةٍ وفضائحيةٍ تكفى لا لإسقاطهم فقط (ولن يسقطوا بل سيُكافأُون) .. ولا لإسقاط الانتخابات بِرِّمَتِها .. ولكن لإسقاط الحكومة كلها فى أى دولةٍ أو شِبه دولة .. نفس الشئ بالنسبة للتعليمات المكتوبة من مؤسسات الدولة للعاملين والموظفين .. أما الفيديو المخزي للمسؤول الذى يُلَقِّن مجموعةً من المدرسين المقهورين بتعليمات الحشد، فهو فضلاً عن ذلك يثير التساؤل حول ما صَدَّع به وزير التعليم أسماعنا عن خطط التطوير .. لماذا صَمَتَ الرجلُ؟ .. إذا كان لا يجرؤ على محاسبة مرؤوسيه أو الاحتجاج على من حركوهم، فلماذا لم يستقِل؟ .. إذن هو راضٍ وشريكٌ .. وكل ما يجعجع به محض شعاراتٍ جوفاء .. وهو ما ينطبق على كل قُرنائه فى الحكومة ورئيسها .. لا خيرَ يُرجى لمصر من (الرجال التى ملأتْها الشروخ) طبقاً لوصف أمل دنقل (والعنوان له أيضاً).
هناك نغمةٌ بدأت تسرى للأسف بين البعض، مفادها الانصياع للأمر الواقع بمبدأ (عفا اللهُ عما سَلَف) ومطالبة (الرئيس المنتخب) فى فترته الثانية ببعض الإصلاحات التى لم يَفِ بها فى فترته الأولى .. لا أظن أن الله قد عفا عما سلف .. فما سَلَف تفريطاً وديوناً وقهراً وظلماً لا زال قائماً ويتزايد .. كما أن مَن لم يَصدُق فى الأولى لن يَصدُق فى الثانية .. ولأنها لم تكن انتخاباتٍ فهو ليس (رئيساً منتخباً)