- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
يديعوت : هكذا تقضي إسرائيل على “حزب الله” ..بدون حرب
يديعوت : هكذا تقضي إسرائيل على “حزب الله” ..بدون حرب
- 7 يونيو 2021, 6:41:19 م
- 1248
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أمس، 6/6، قبل 39 سنة، نشبت حرب لبنان الأولى (سلامة الجليل). واليوم، يوزع رئيس الأركان وسام المعركة في لبنان 1982 – 2000. من الصواب مراجعة علاقاتنا مع هذه الدولة في منظور طويل من جهة، ولكن أيضاً مع تناول ملموس للحاضر.
بدأت حرب لبنان الأولى بمبادرة إسرائيل. لم يخفِ هذا رئيس الوزراء في حينه، بيغن، وسمّاها “حرب الخيار”.
طبقت إسرائيل في تلك الحرب استراتيجية هجومية لم تكن غايتها فقط إزالة التهديد، بل تغيير الواقع السياسي في الدولة المجاورة من الأساس.
تلك الحرب حولت النزاع مع لبنان من مشكلة هامشية إلى تحدٍ أمني متواصل.
وبادرت إسرائيل إليها في ظل الاستناد إلى وصف مغلوط للواقع. ووفقاً للرواية في حينه،
كانت في لبنان قوتان: الأشرار والأخيار. الأشرار هم الفلسطينيين وعلى رأسهم م.ت.ف.
ومقابلهم الكتائب المسيحية، منظمة هي ظاهراً ذات توجه أوروبي وليس عربياً، ولهذا فقد اعتبرت حليفاً مخلصاً ونخبة جديرة بأن تحكم لبنان. وبالتالي،
كان من الصواب القتال ضد “الأشرار” وتتويج “الأخيار” على لبنان. كان هذا الوصف مغلوطاً من الأساس وتبسيطياً أيضاً؛ لأن “الأخيار” و”الأشرار” شكلوا نحو 20 في المئة من سكان لبنان.
وما هو مكان السُنة؟ الدروز؟ المسيحيون الذين ليسوا كتائب؟ وبالطبع السُنيون الذين تحكموا بلبنان؟ وبالفعل،
لم يكن كل هؤلاء في القصة، ولكنهم كانوا في الواقع. وكانت النتيجة التدهور من حرب قصيرة لأسبوع إلى مراوحة 18 سنة في الوحل اللبناني.
في العام 2021 من شأننا أن نخطئ مرة أخرى في وصف الواقع اللبناني. وبالفعل، وحسب الرواية الدارجة في الغرب،
ففي لبنان اليوم “أخيار” و”أشرار”. الأخيار هم “السُنة” والمسيحيون والدروز الذين يريدون أن تكون دولتهم مؤيدة للغرب ومزدهرة. أما الأشرار فهم منظمة الإرهاب “حزب الله” التي تعمل باسم إيران.
لو كان هذا الوصف صحيحاً، لكان العالم مطالباً بأن يساعد ويعزز الأخيار كوزن ضد الأشرار.
أما عملياً فالواقع مختلف تماماً. يسيطر على لبنان حلف يشارك فيه “حزب الله” من جهة، وشريحة رقيقة من الأغنياء السُنة والمسيحيين من جهة أخرى.
ويسمح هذا الحلف لطرفيه بأن يستغلا لبنان حتى النهاية وامتصاص مقدراته. ووفقاً للتفاهمات القائمة،
فإن دور القيادة السُنية – المسيحية هو إظهار الوجه الجميل المزعوم للدولة، على أنها دولة ذات اقتصاد حر،
وصحافة تكتنفها الحرية، وحياة ليل وأكاديميا بأسلوب غربي، أما دور “حزب الله” فهو أن يكون -عملياً- القوة العسكرية الوحيدة للبنان، حيث يكون الجيش اللبناني في واقع الأمر تابعاً له.
يحظر على إسرائيل الوقوع في الفخ الذي وقعت فيه في 2006، في وقت حرب لبنان الثانية، عندما قاتلنا ضد “حزب الله”،
ولكننا تجاهلنا دولة لبنان. تلك الحرب استمرت 33 يوماً، أما اليوم، في ضوء كمية صواريخ “حزب الله” وحجمها ومداها،
فلا يمكننا السماح بمعركة بهذا الطول. والسبيل الوحيد لتقصيرها وضمان النصر يستوجب أن تديرها ضد دولة لبنان وليس ضد منظمة “حزب الله”.
ولما كانت إسرائيل قادرة على أن تخرب لبنان في غضون بضعة أيام، وكون العالم كله، من إيران وحتى الولايات المتحدة وفرنسا، يخشى من تدمير لبنان، فهذا هو السبيل الآمن للنجاح في معركة قصيرة.
لقد أخطأنا في قراءة الوضع اللبناني في 1982، وأخطأنا في 2006 ولا يجب أن نخطئ مرة أخرى،
ولن يكون كافياً تنفيذ السياسة السليمة في الوقت الذي تبدأ فيه الصواريخ بالنزول على إسرائيل. المعركة السياسية،
أي بذل الجهد لرواية القصة الصحيحة، يجب أن تبدأ حيال الولايات المتحدة وباقي العالم منذ هذه اللحظة.
وكلما أجدنا في قول هذا الآن، سنعزز الردع ونمنع الحرب، لكون “حزب الله” حركة سياسية حساسة أكثر لتدمير لبنان من المس المحتمل بمقاتليه وبصواريخه.
الكاتب : غيورا آيلند.
موضوعات قد تهمك:
لماذا يماطل نتنياهو في الاستجابة لطلب بايدن “وقف إطلاق النار”؟
الاحتلال: نواجه أعلى وتيرة لإطلاق صواريخ على أراضينا
صحيفة عبرية : لم يقدر أحد ما سنواجهه