- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
يسري عبدالغني يكتب : اعيدوا تحقيق هذا الكتاب
يسري عبدالغني يكتب : اعيدوا تحقيق هذا الكتاب
- 11 مايو 2021, 2:48:05 م
- 810
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الخليل في القلب :
مجير الدين الحنبلي هو : قاضي القضاة أبو اليمن مجير الدين الحنبلي ، أحد علماء الحنابلة ، الذين كتب عن مذهبهم ، وأرخ لرجالهم .
كان مولده بالقدس العربية سنة 860 هـ = 1456 م ، وكانت وفاته سنة 927 هـ = 1521 م .
وهو صاحب كتاب (الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل) الذي طبع لأول مرة في القاهرة ، بالمطبعة الوهبية ، سنة 1283 هـ = 1866 م ، في مجلدين .
وهذا الكتاب المهم الذي نطالب بإعادة طبعه طبعة علمية محققة مدققة ، من أجل أن يطلع عليه كل القراء في بلادنا العربية والإسلامية ، وبالذات شبابنا الصاعد ، لأن هذا الكتاب يؤكد بالأدلة القاطعة الحقيقة التي نعرفها جميعاً كمسلمين وكعرب ألا وهي أن : فلسطين عربية لحماً ودماً .
وهذا الكتاب ، ولو أنه كما جاء في عنوانه ، يشتمل على تاريخ القدس العربية ، والخليل بفلسطين ، إلا أنه يعد المرجع الوحيد الشامل لخطط المقدس والخليل (أي شوارعها وأزقتها وحاراتها وطرقها ) ،
والمنشآت المعمارية فيها ، وخاصة الحرم الخليلي ، والحرم القدسي ، وقبة الصخرة ، وما احتوته ساحة الحرم القدسي من قباب ، ومنارات ، ومداخل ، ومعالم ، وما أقيم حوله من مدارس .
ويذكر مجير الدين في الجزء الأول من كتابه (ص 52 ) ، وفي الجزء الثاني (ص 424 ) ، القلعة الرومانية التي أنشئت بها المغارة المشتملة على قبر نبي الله الخليل إبراهيم ، وزوجته ، وأولاده (عليهم جميعاً سلام الله ) وصفاً دقيقاً مفيداً للقارئ والباحث .
وفي الجزء الثاني (وقد تسلسلت أرقام صفحات الجزأين) ، وفي (ص 365 ) ، نجده يصف لنا المسجد الأقصى ، وصفاً هندسياً دقيقاً ، مع ذكر الأدوار التي مرت عليه ، من إضافة وتعمير .
وفي (ص 370) يصف لنا قبة الصخرة ، وصفاً فنياً شاملاً ، وفي الجزأين تتناثر أخبارهما ، وعماراتهما عند سرد تاريخ الدولة المملوكية ، وما أحدثه المماليك من عمائر بالقدس العربية .
وفي الجزء الثاني من الكتاب يذكر مجير الدين المساجد والمدارس المنشأة بالقدس حول الحرم القدسي ، ولا يفوته أيضاً أن يذكر الكنائس في فلسطين العربية ،
وفي الواقع أن ذكر الكنائس والأديرة لم ينفرد به مجير الدين في كتابه عن القدس والخليل ، بل نجد جُل الرحالة والمؤرخين من المسلمين ، يذكرونها ويتحدثون عنها ، وعن عمارتها ، وعن تاريخها ،
وهذا أكبر دليل على تطبيقهم مبادئ الإسلام التي تدعونا إلى احترام أصحاب الديانات الأخرى ، وإلى التسامح مع الجميع ، وعدم التعصب ، واحترام الآخر ، والحوار معه بالتي هي أحسن ، من أجل مستقبل أفضل لنا جميعاً