تكبير الخط تصغير الخط

قال مسؤول كبير بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الجمعة 7 يوليو/تموز 2023، إن الهجوم الأوكراني المضاد على القوات الروسية يسير بوتيرة أبطأ من المتوقع، لكن لا يزال من السابق لأوانه استخلاص استنتاجات بشأن احتمالات تحقيق كييف مكاسب في ساحة المعركة.

إذ ذكر كولين كال، وكيل وزارة الدفاع لشؤون السياسة للصحفيين "من السابق لأوانه الحكم على سير الهجوم المضاد"، مضيفاً: "لا يزالون يختبرون الخطوط الروسية (و) المناطق الروسية لمعرفة نقاط الضعف".

وتابع المسؤول الأمريكي "سيكون الاختبار الحقيقي عندما يحددون هذه النقاط، ومدى سرعة قدرتهم على استغلال نقاط الضعف تلك".

جاءت تصريحات كال في الوقت الذي أعلن فيه توفير ذخائر عنقودية تأمل وزارة الدفاع الأمريكية أن تساعد في ضمان امتلاك أوكرانيا قوة نيران كافية.

"جبل الصلب"

وأمضت الولايات المتحدة وحلفاء آخرون شهوراً في بناء ما يطلق عليه "جبل الصلب" من الأسلحة في أوكرانيا، وتدريب القوات الأوكرانية على تقنيات الأسلحة المشتركة لمساعدة كييف على اختراق الدفاعات الروسية الهائلة خلال هجومها المضاد.

لكن روسيا أمضت شهوراً أيضاً في حفر مواقع دفاعية ونشر ألغام أرضية حولها، وتشييد تحصينات مدججة بالسلاح جعلت تقدم أوكرانيا في الشرق والجنوب بطيئاً ودموياً.

كما أوضح كال "نريد التأكد من أن الأوكرانيين لديهم مدفعية كافية لإبقائهم في القتال في سياق الهجوم المضاد الحالي، ولأن الأمور تسير بشكل أبطأ قليلاً مما كان يأمل البعض".

أعمدة الدخان تتصاعد في سماء مدينة لفيف الأوكرانية بعد قصفها من القوات الروسية – رويترز

في السياق، أعرب بعض المسؤولين الأمريكيين، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، عن تفاؤلهم بأن كييف لديها كل الأسلحة التي تحتاجها، بما في ذلك أجهزة تطهير خطوط الألغام وكاسحات الألغام.

وقد تحظى أوكرانيا أيضاً بفرصة فريدة، في أعقاب التمرد المسلح الذي قام به يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة في الشهر الماضي، والذي يقول المسؤولون الأمريكيون إنه كشف الآثار المدمرة لحرب الرئيس فلاديمير بوتين في أوكرانيا.

والخميس، قال ألكسندر لوكاشينكو، رئيس روسيا البيضاء، إن بريغوجين لا يزال في بلاده مع الآلاف من مقاتلي فاغنر.

مؤسس مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريفوزين / رويترز

ذخائر عنقودية

كان البيت الأبيض أعلن قراره بتزويد أوكرانيا بقنابل عنقوديّة، معتبراً أن هذه الخطوة التي تشكل عتبة مهمة في نوع التسليح المقدم إلى كييف لمواجهة الهجوم الروسي، هي "الصواب" الذي يجب فعله.

إذ أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، أن قرار بلاده تزويد أوكرانيا بقنابل عنقودية كان "صعباً جداً"، إلا أن كييف في حاجة إليها نظراً لاستنزاف ذخيرتها في مواجهة الهجوم الروسي.

الرئيس الأمريكي جو بايدن / رويترز

وقال بايدن لشبكة "سي إن إن" الأمريكية: "كان قراراً صعباً جداً من جانبي. وبالمناسبة لقد بحثتُ فيه مع حلفائنا".

كما أكد أنه قرر في نهاية المطاف "اتباع توصية وزارة الدفاع" لتزويد أوكرانيا بقنابل عنقودية لفترة "مؤقتة".

بالإضافة إلى ذلك، شدد بايدن على أن "الأمر الأساسي هو إما أن يمتلكوا هذه الأسلحة لوقف الروس الآن، ومنعهم من وقف الهجوم الأوكراني (المضادّ)… أو لا يمتلكونها، وأعتقد أنّهم في حاجة إليها".

من جانبه، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك ساليفان: إن الخطوة "قرار صعب، وكنا قد أرجأناه" فترة من الزمن، مشدداً على أن الإقدام عليه راهناً هو "الصواب".

مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان – Getty Images

وأكد ساليفان أيضاً أن الأوكرانيين قدموا ضمانات "خطية" حول سُبل استخدام هذه الأسلحة، للتقليل من "الأخطار التي تشكلها على المدنيين".

وأثار الإعلان الأمريكي غضب منظمات إنسانية أعادت التذكير بالأثر الكارثي لهذه الأسلحة على المدنيين.